تحلم بان تمثل فلسطين عالمياً في فن التصوير

الفتاة الواعدة المصورة منى ملكة تتحدى قيود المجتمع وتبهر الجميع بإبداعها

منى ملكة 3.jpg
منى ملكة 3.jpg

تحلم بان تمثل فلسطين عالمياً في فن التصوير

الفتاة الواعدة المصورة منى ملكة تتحدى قيود المجتمع وتبهر الجميع بإبداعها

غزة / علاء المشهراوي:

لم تبالي الفتاة الطموحة منى ملكة قيود المجتمع وعوائق التقاليد التي تحاصرها في مجتمع مغلق مثل قطاع غزة ومضت نحو حلمها بأن تكون أول مصورة محترفة لتبهر الجميع بإبداعها في فن التصوير الاجتماعي.

تتبع الفتاة المصورة المثابرة منى ملكة اسلوبها المميز في تحويل المشاهد الجميلة الى لوحات خالدة من الجمال توثقها عدستها من زوايا متقنة بمهنية عالية واحتراف صقلته تجربتها منذ ميعة الصبا.

تحلم هذه الفتاة الواعدة بان تمثل فلسطين عالمياً في فن التصوير الذي تعلمت منه معاني التأني والصبر والتصميم، لتحول لحظات الفرح الى لقطات ابدية تنعش ذاكرة أصحابها على مدار السنين.

منى ملكة.jpg
 

برعت منى في استخدام كافة الكوادر لصناعة المشاهد واللقطات من اجل الوصول إلى الهدف الذي تريده من اللوحة، التي تضم ألواناً زاهية وعمق ميدان متجانس، تعطي الأمل بحياة متكاملة

تعتبر منى ملكة مصورة صحفية، تحب مهنتها؛ وتغطي الأحداث الصحفية الاجتماعية الاقتصادية السياسية و الفنية، وتحاول فتح مجالات جديدة للتصوير بطريقة مختلفة و متطورة وهي ترى أن المصورة الفلسطينية تمتلك الإرادة الجرأة القوة والنظرة المتميزة وعدم الخوف والتردد، كصفات لا بد من توفرها لمن اقتحمت مجال الإعلام عبر عدسات الكاميرا.

تعمل منى في مجال التصوير الفوتوغرافي منذ 22 عاما علما بانها تبلغ من العمر 35 عاما وهي من مواليد حي الزيتون في غزة ودرست في جامعة الازهر بكالوريوس اجتماعيات وهي الان متزوجة ولديها 4 أطفال.

 تقول منى ملكة للقدس: انا منذ صغري قررت ان أكون عصامية اعتمد على نفسي وعملت في مجال التصوير بسن الرابعة عشرة وحتى هذه الساعة ومن حينها اعتمد على نفسي واعيل نفسي وبيتي.

دخلت منى الى عالم التصوير للمرة الاولى بسن الثالثة عشرة حينما امسكت بالكاميرا بدافع الفضول ومن يومها وقعت في عشق الكاميرا وشغفها فن التصوير وبدأت الرحلة بشكل عملي بسن الرابعة عشرة عاما حيث كانت آنذاك مهنة التصوير تعتمد على افلام التحميض والنظام اليدوي وكاميرات الفيديو الباناسونك البدائية وتحولت من طور الفضول والهواية الى طور المهنة حينما تعلمت أسس التصوير وصقلت الموهبة بالتجارب وفي سن الحادية والعشرون حيث اصبحت متميزة في فن التصوير.

منى ملكة 4.jpg
 

 وتتابع ملكة قائلة: في ذاك الوقت لم يكن همالك مصورات فتيات بغزة وكانت مهنة التصوير حكرا على الرجال تقريبا ، وقد اشتغلت منذ سن 14 كمصورة تطوعية حسب الطلب وبعد ذلك بسن 16 اشتغلت بستوديو لسنوات طويلة تصوير فوتو و فيديو وايضا تعلمت على اجهزة المكسر بجميع انواعها لأصبح اول فتاة بغزة تستخدم اجهزة المكسر وبعدها تخرجت من الثانوية وتزوجت ودخلت الجامعه وانا ما زلت امتهن التصوير مهنتي المحببة واصبح لدي خبرات اكثر وتحولت من مصورة هاوية الى مصورة محترفة وكنت آنذاك معروفة بين الناس بمهارتي واحترافي بتصوير الافراح.

 وتتابع: استمريت في هذه المهنة حتى في ظل الظروف الصعبة التى واجهتنا في قطاع غزة والتي لا زلنا نواجهها حتى يومنا هذا واسعى الي التطور في مهنتي هذه واتمنى ان اجد الدعم للاستمرار وتقديم الصورة الفوتوغرافية بتقنيات متطورة

تعتبر منى الصورة بانها ليس مجرد لوحة سماء بل هي انعكاس حي للواقع وهي ترجمة للأشياء الجميلة التى تجسدها عن طريق الصورة وتشعر وكأنها تحبس اللحظات الجميلة بعدسة الكاميرا لتعيش للأبد نسترجعها كلما نظرنا الى الصورة.

وتتابع: التصوير نوع من انواع الفن يمكننا من التعبير عن دواخلنا و يمكنني بها نقل صوتي ورسالتي للعالم أني لا أريد شيئا سوى الحياة رغم المآسي التي تعيشها غزة، وانا اعتز بكل ما التقطته كاميرتي وحازت على اعجاب صاحبها والصورة التي بها ذكرى جميلة لأنك كلما نظرت اليها تستعيد البسمة والمشاعر الجميلة التي رافقت التقاطها وخلدتها الذكرى.

منى ملكة 2.jpg
 

وتحلم الفتاة الواعدة بان تصل اعلى درجات الاحتراف في مجال التصوير وان تمتلك اجود انواع العدسات والكاميرات وان تمثل فلسطين عالمياً في ميادين التنافس في مجال التصوير الفوتوغرافي

وحول الصعوبات والتحديات التي واجهتها اثناء العمل كونها فتاة في مجتمع مغلق، قالت ملكة: كوني امرأة بمجتمع شرقي عربي مما لا شك فيه اني عانيت من صعوبات عديدة خاصة ببداية مشواري في المهنة كوني كنت طفلة في مجتمع لديه عادات وتقاليد تحاصر المرأة وتثقلها بالكثير من القيود واجهتني عقبات و سدود الا اني كنت مصرة على عدم التخلي عن حلمي وفي مجتمع ذكوري استطعت ممارسة مهنة تعد متعبة للرجال باصرار وعزيمة رغم حداثة سني واذكر في بداية مشواري اني عندما اصور فيديو وقد كنت طفلة صغيرة الحجم كنت اصعد على أحد الكراسي كي اصل للكاميرا واتمكن من التصوير وكون بدايتي مع التصوير كانت بتصوير الافراح وكنت اضطر للبقاء حتى ساعة متأخرة من الليل في العمل واجهت انتقادات وصعوبات كثيرة كوني فتاة و امرأة من مجتمع يرفض اعطاء الفتيات قليل من الحرية ورغم كل ذلك لم يوقفني أو يحبطني أي حديث سلبي او انتقاد او حتى كلام جارح كنت اردد في نفسي ( طالما الله معي وانا لا افعل اي خطأ لا يهمني رأي احد ) وما زلت للان امشي على نهج هذه العبارة واعاني طبعا كوني امرأة لديها مسؤوليات والتزامات بحياتها الخاصة كالبيت والاطفال والزوج ولكن انا وبكل فخر على قدر التحدى وامتلك القوة والعزم و الحلم لمواجهة الصعوبات وحبي لمهنتي مهنة التصوير اقوى من اي عائق من اي صعوبات من اي ظرف يمر علي وعلي حياتي حتى ان زملائي كلما رأوا عزمي واصراري رغم كل ما مررت به يكرروا على مسمعي عبارة بـ ( يا جبل ما يهزك ريح ) وبإذن الله سأبقى مستمرة بحبي لهذه المهنة ومستمرة بعملي وحاليا الخطوة الجديدة بحياتي لاكمل مسيرتي ضمن التصوير والاعلام التحاقي ببرنامج الدراسات العليا الماجستير.

منى ملكة 5.jpg
 

ولم تكتفي منى بمجرد التقاط الصورة بل توسعت بمجال عملها وعملت مراسله ومقدمة برامج وعملت بتصوير وتوثيق المؤتمرات والحملات والفعاليات وتصوير كبار الشخصيات في قطاع غزة بالإضافة الى توثيق الفرحة بتصوير الافراح وقامت ايضا بتنظيم جلسات التصوير وتصوير الاطفال بالروضات و تصوير مشاهد الطبيعة.

انتهى