خاص "المشرق نيوز"- كيف ستبدو الأوضاع الأمنية في فلسطين وإسرائيل عقب الإعلان عن "صفقة القرن"؟

صفقة القرن.jpeg
صفقة القرن.jpeg

غزة/ خاص- المشرق نيوز/ فاطمة الدعمة

قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقاءه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء اليوم الاثنين, الإعلان عن خطته للسلام المعروفة اعلامياً بـ "صفقة القرن" مساء غد الثلاثاء.

رفض وتنديد فلسطيني واسع إزاء هذه الصفقة التي تأتي لصالح الإسرائيليين على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية, مؤكدين على تصديهم لها بكافة أشكال النضال الشعبية والوطنية.

 ولكن !! هل الإعلان عن "صفقة القرن" سيشعل انتفاضة ثالثة؟ أم أن هناك حلول دبلوماسية لدى القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس للتصدي لها؟ وما تداعيات هذا القرار على الجانب الإسرائيلي؟ .

"المشرق نيوز" تحدثت مع المحلل السياسي الفلسطيني د. ناصر اليافاوي, حيث شدد على خطورة هذا القرار, مؤكداً أن الخيار الأول لمواجهة صفقة القرن, هو اشعال انتفاضة شعبية تشمل كافة أراضي فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة, إضافة للفلسطينيين في الشتات تتماهى مع الانتفاضة الأولى عام 1987.

وأكد اليافاوي أن فلسفة الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائمة على أساس اللاعنف, والتي تتمثل بالمقاومة الشعبية .

وأضاف اليافاوي: أما الخيار الثاني هو الوحدة الوطنية, حيث دعت قيادة فتح في الضفة الغربية لعقد اجتماع داخل المقاطعة, فيما دعت قيادة فتح في قطاع غزة كافة الفصائل وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد الاسلامي لاجتماع داخل مقر الحركة بغزة, ومن المتوقع أن تؤتي هذه الاجتماعات أُكلها مساء اليوم او الغد.

وأكد اليافاوي "للمشرق نيوز", على ضرورة التحالف مع القوى التقدمية في الساحات العربية والاسلامية لأجل التكاثف حول موقف موحد لدعم القضية الفلسطينية, لافتاً إلى أنه في ظل الهرولة العربية نحو التطبيع هناك مثل سياسي يقول "لا يحرث الأرض الا عجولها" ,بمعنى أدق أي ان القرار لا يمكن إفشاله الا بأيدِ فلسطينية, ولكن في ظل الانقسام الفلسطيني اعتقد ان اسرائيل ستنفذ جزء مما تم الاتفاق عليه بين نتنياهو وترامب, بما يتوافق مع الفكر اليميني الصهيوني.

وشدد اليافاوي أن هذا الأمر سيؤدي لتدحرج واشتعال ساحات الضفة الغربية أكثر من قطاع غزة, والاحتكاك مع المستوطنات خاصة المستوطنات المتاخمة للمخيمات الفلسطينية في الضفة وعلى رأسها مخيم الأمعري والجلزون وبعض المخيمات في منطقة الخليل على رأسها مخيم العروب.

وأوضح اليافاوي, أن السلطة الفلسطينية تمتلك الآن خيارين, الخيار الأول هو المقاومة الشعبية التي تنسجم مع الانتفاضة الشعبية الاولى, أما الخيار الثاني هو التوجه للأمم المتحدة كونها أقرت في عام 2011 الاعتراف بدولة فلسطين عبر صفة مراقب ولكن هناك مسمى قانوني لها أنها دولة رغم أنها غير كاملة السيادة, ومن حقنا تقديم مجموعة من الطلبات لمجموعة من المنظمات التي تبحث وتستنكر هذا القرار من خلال السلك الدبلوماسي.

وشدد اليافاوي, على ضرورة قيام السلطة الفلسطينية أيضاً بتغيير التحالفات الدولية, أي بمعنى أنها ادركت أن السياسة الامريكية أصبحت غير حيادية ومنحازة بشكل مطلق لاسرائيل, لذلك يجب أن تنهي تحالفها معها وتبدأ على سبيل المثال بالتحالف مع المنظومة الاشتراكية الدولية تتمثل بالصين وفنزويلا وروسيا وبالتالي قد يكون هناك الطلب بالسير نحو السلام بعيداً عن المنظومة الصهيوأمريكية.

من جهته أكد المحلل السياسي المختص بالشأن الإٍسرائيلي د. عاهد فروانة, أنه بالنسبة لإسرائيل هناك أكثر من جهة في هذا الموضوع, حيث أن نتنياهو مستفيد بشكل كبير من هذه الصفقة لأنها حققت أغلب ما يسعى له قبيل الانتخابات الاسرائيلية المقررة في شهر مارس المقبل, "وفقاً لبعض التسريبات",  مثل الاعتراف بضم الأغوار وضم المستوطنات الكبرى, والاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل دون تقسيمها مع التخلي عن بعض الأحياء الفلسطينية في مدينة القدس, لذلك بعض المحللين الاسرائيليين أطلقوا عليها "صفقة انتخابية" بدلا من "صفقة القرن".

وأضاف فروانة "للمشرق نيوز", أيضاً يتم ملاحقة نتنياهو في قضايا فساد, لذلك يحتاج لدعم من الادارة الامريكية والرئيس ترامب للخروج من هذا المأزق, وبالطبع ترامب  لم يتوانى من أجل تقديم المساعدة لنتنياهو كما رأينا في الانتخابات السابقة عندما قدم له العديد من الهدايا, حيث قدم له هدية الاعتراف بضم هضبة الجولان والاعتراف بنقل السفارة الامريكية للقدس والان يقدم له صفقة القرن هدية في الانتخابات المقبلة, مضيفاً: نحن أمام إدارة امريكية متصهينة اكثر من الصهاينة أنفسهم.

أما بالنسبة للأحزاب الاسرائيلية الأخرى, أوضح فروانة, أنها لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية أو إعطاء أراضِ للفلسطينيين, رغم ما تقدمه لهم الصفقة لأنهم يريدون نهب المزيد من الأراضي الفلسطينية, خاصة حزب "أزرق أبيض" الذي يتزعمه بيني غانتس غير راضِ بشكل كامل, في محاولة منه للانفصال بشكل كامل عن الفلسطينيين.

وأكد فروانة, ان قرار الإعلان عن "صفقة القرن" يشكل أزمة كبيرة داخل دولة الاحتلال, حيث أن العقلاء في دولة الاحتلال يقولون ان الصفقة وضم الأراضي الفلسطينية وعدم اعطاء الفلسطينيين حقوقهم كاملة سيؤدي لأن يكون هناك فصل عنصري واضح, وأيضاً فيما يتعلق بالديمغرافيا حيث أن عدد العرب سيكون أكبر من عدد اليهود في فلسطين التاريخية هذا الأمر من منظور بعض المحللين والمراقبين يقولون بأنه يجب أن يكون هناك انفصال عن الفلسطينيين حتى لا يؤثر عدم التوازن الديمغرافي في هذا الموضوع, إضافة أيضا لخشية أجهزة الأمن داخل دولة الاحتلال من حدوث أشياء غير مطمئنة على الوضع الأمني, والتي قد تؤدي لحدوث انتفاضة ثالثة أو انتفاضة شعبية, أو عمليات مسلحة أو هجمات.

وأشار فروانة أيضاً للخلافات القائمة بين الأردن وإسرائيل, وهو ما تحدث به العاهل الاردني الملك عبد الله حينما قال: "نرفض هذه الصفقة لأنها تؤثر على وضع القدس واللاجئين وعلى إقامة دولة فلسطينية".

وشدد فروانة أن تداعيات هذا القرار ليست بالسهلة على دولة الاحتلال, ولكن في ظل وجود هؤلاء المتطرفين اليمينيين بزعامة نتنياهو وبينيت وغيرهم, أصبح لدى دولة الاحتلال في ظل الادارة الامريكية المتحالفة معها أطماع لاستغلال مزيد من الأراضي واستغلال أكبر وقت ممكن, حيث أن بينيت يستغل وجوده في وزارة الجيش لاقامة مزيد من المستوطنات.

وأضاف فروانة "للمشرق نيوز", يبدو أن نشوة نهب الأراضي الفلسطينية تجعل دولة الاحتلال غير مدركة للمخاطر المحيطة بها, إضافة أيضاً لأنه في ظل غياب الاسناد العربي والدولي بالشكل الكبير جعل دولة الاحتلال تسير في هذا السيناريو المعادي للقضية الفلسطينية.