رد ايراني باهت محكوم  باستراتيجية شمولية( قراءة واقعية) ... بقلم/ د. ناصر اليافاوي

ناصر اليافاوي.jpg
ناصر اليافاوي.jpg

غزة/ المشرق نيوز

المتتبع لإفراط قادة ايران  في تهديداتهم بداية من خامنئي حتى شامخاني،  يدرك أن تلك التصريحات القاسية  مست بقدرتها على الردع.

وخبراتنا السابقة مع ايران التى سبق وأن أطلقت عشرات التهديدات بالرد على عمليات إسرائيل ضدها في سوريا، والتي أسفرت عن مقتل المئات من عناصرها، دون أي رد مجدي لا منها ولا من مخالبها فى المنطقة

، هذا بالطبع  يجعلنا نقف متشككين من  مصداقية  تهديداتها حاليا حتى عندما يتعلق الأمر برد على اغتيال قاسم سليماني ..

يبدو من خلال قراءة متعمقة بالظروف الموضوعية للاغتيال ان الفكرة والتنفيذ جاء من مكتب الموساد الإسرائيلي،  حتى توقع بهتان الرد الإيراني  مستقبلا كان للموساد رؤية فيه أيضا حين تصوروا  احتمال  بأن يكون اثر التصفية مشابه لتصفية ابو العطا في قطاع غزة قبل نحو شهرين ، وما تبع ذلك من  لهيب سرعان ما انخفض وربما  إنطفيء ..

تأسيسا لما سبق نرى أن الرد الإيراني سيكون باهت استنادا إلى المعطيات التالية:

- ان ايران لن تضرب اسرائيل ،لانها لا تريد  ان تفقد ما تبقى لهم من قوة من اجل  احداث دمار فى بعض المباني  او قتل عشرات من الصهاينة  ، تكن النتيحة سلبية على مشروعها في المنطقة

- ايران لن تبادر الى مواجهة مباشرة مع اسرائيل في القريب كما ينتظر البعض  . فليس بمقدورها الآن   ان تقرر خطوة هجومية ضد امريكيا وإسرائيل  الا اذا  امتلكت  سلاح نووي، ونقلت اهم فيالقها إلى جنوب لبنان وزودته  بمخزون أسلحة استراتيجية فائقة الدقة وهذا صعب المنال..

- البعض يعول على رد حزب الله،  وبقراءة موضوعية نستبعد مغامرة الحزب فى الرد لاعتبارات متعددة   حيث ان المواجهة مع اسرائيل يضع حزب الله فى مأزق اقتصادي و سياسي  في ظل أوضاع لبنان والحراك الدائر فيها ، ولن يغامر الحزب ايضا فى إحداث دمار فى لبنان اكبر من دمار 2006م 

-  إيران نجحت في تصدير ما يسمى ثورتها للخارج عبر  عمل فيلق القدس في العقد الأخير واستطاعت  صناعة حلقة وحزام خانق فى المنطقة يحمي مصالحها ،  ومن غير المجدي انها  ستحرق هذا الجهد   بالنسبة  لمجرد الإنتقام لسليماني

- مستقبل الرد الإيراني ان كان مؤثرا وما سينتج عنه من رد   صهيو امريكي  سيعريها  ،ويزيل ورقة التوت عن عوراتها لذا سنجد  ايران لا تبني ردودها على الفورة العاطفية والإنفعال  والتسرع رغم ما شاهدناه من مقاطع تبث على التلفزيون الإيراني الرسمي والتهديد الثلاثي لامريكيا والسعودية وإسرائيل،  وكأن إيران أصبحت ألمانيا فى زمن هتلر .. - ايران دولة مؤسسات تدرس ردودها وخياراتها بعناية فائقة وضمن استراتيجية شمولية، لذا ستجدها تضرب عبر مخالبها الجارحة فى أراضي عربية دون الاعلان الرسمي ..