قراءة في إغتيال سليماني في بغداد... بقلم/ د. ناصر اليافاوي

ناصر.jpg
ناصر.jpg

غزة/ المشرق نيوز

يبدو أن المنظومة الصهيو أمريكية قررت تغيير قواعد اللعبة فى الشرق الأوسط، ومن الخطأ النظر لعملية الاغتيال دون الغوص في الأهداف السياسية و وإقتصادية..

رزمة قضايا لابد الإشارة إليها القارئ ونترك له الحكم/

اولا / لماذا كان الاغتيال فى العراق وليس في سوريا ؟ فقد جاء الاغتيال كمخرجات التصعيد المتبادل بين إيران وأمريكا داخل العراق ، ويبدو أن هناك توافق على أن تكن العراق مسرح (لعبة السياسة والموت ) بينهما ، ولكن تدحرج الأمر من قصف الباخرة الأمريكية و قصف أمريكا لقواعد الحشد الشعبي، ثم إحراق السفارة الأمريكية، وانتهاءً باغتيال سليماني..

ثمة إشارات جزئية إلى تغيير قواعد اللعبة داخل العراق بين أمريكا وإيران ونقل الصراع بينهما إلى مرحلة مفتوحة.

ثانيًا: لا حرب تقليدية ممكن ان تحدث بين الطرفين ، فأمريكا ليست مستعدة لخوض حرب جديدة، فالاغتيال قرار شخصي من ترامب ويتنسيق مطلق مع نتنياهو وكلاهما لهم أهداف شخصية وسياسية وخاصة الإغتيال جاء بعد تحريض متواصل من إسرائيل ضد إيران وبرنامجها النووي وتحريضها ان ذلك خطر عليها عدا عن دعمها لحزب الله وبعض الفصائل الفلسطينية..

ثالثا: هناك رسالة دولية للاغتيال بعد التقارب الكبير بين إيران والصين وروسيا ، خاصة بعد المناورة البحرية الأخيرة بينهم ، فجاء الاغتيال بالتوقيت والمكان المحسوب ، لتوجه رسالة بأنها مازالت اللاعب الوحيد والأقوى في منطقة الشرق الأوسط ولن نسمح لإيران بأن تهدد مصالحنا .

رابعا / الحراك التركي في ليبيا ومنطقة الشرق الأوسط مزعج على الأقل اقتصاديا لأمريكا وإسرائيل

ويبد ان عملية الاغتيال وما سبقها من معلومات استخباراتية، شاركت فيها تركيا ، لأنها لا ترغب أن تكن فى دكة الاحتياط السياسي، ولكن دخولها كان بثمن ...

خامسا/ الرد الإيراني لن يكن مباشرا ، بل ستكلف مخالبها فى المنطقة، واستنبطتا ذلك من خلال تصريح المرشد الإيراني ان اغتيال سليماني هو اغتيال لمحور المقاومة، وبالتالى على هذا المحور التحرك للانتقام ، لذا ستكن البلدان العربية المحيطة بإيران مسرح للانتقام وستحرك إيران الجمر بملقط بعيدا عن أراضيها، والعرب من يدفعون الثمن ...