محمد دحلان .. المعايير والمحددات للترشح للانتخابات .. بقلم/ ثائر نوفل أبو عطيوي

محمد دحلان .. المعايير والمحددات للترشح للانتخابات .. بقلم/ ثائر نوفل أبو عطيوي
محمد دحلان .. المعايير والمحددات للترشح للانتخابات .. بقلم/ ثائر نوفل أبو عطيوي

حديث الساعة في الشارع الفلسطيني" الانتخابات " التي طال انتظارها منذ سنوات، بسبب الانقسام واختلاف الرؤى على كل الصعد والاتجاهات ، والانتخابات هي العملية الديمقراطية التي تمكن الناخب من تجديد الشرعيات وتحديد الشخصيات، التي ستنوب عنه وتكون صوته ولسان حاله في الدوائر والمؤسسات التي ستفرزها صناديق الاقتراع عبر الانتخابات.

للانتخابات أهداف سياسية ومعايير وطنية وكذلك محددات واستراتيجيات ، فلهذا لا بد أن يكون عنوان الطرح الوطني قائماً على بناء ذو مقومات ، تجعل من هذا الطرح يمتاز بالوضوح والشفافية واكتمال الرؤية السياسية الوطنية حتى يكون للتميز العنوان في مصداقية التواصل الايجابي والنوعي بين  المرشح والناخب وبين المسؤول والمواطن على حد سواء.

المتابع لحديث الشارع الفلسطيني وسباق الانتخابات التشريعية والرئاسية ، يجب أن يتسم  بالموضوعية ويقوم بنقل رؤية الشارع بكل مصداقية ، والحديث في المجمل يدور عن الشخصيات الاعتبارية التي من الممكن أن تكون حليفها الفوز في الانتخابات الرئاسية ، وهذا بعيدا عن ممارسة أساليب الدعاية الاعلامية في تسليط الأضواء على الشخصية الرئاسية التي ستفرزها نتائج الانتخابات.

القائد الوطني "محمد دحلان" كان الأول على مدار سنوات الانقسام في طرح المبادرات الوطنية العديدة للخروج من نفق الانقسام والظلام ، من  أجل اعادة اللحمة والالتئام ، فكانت كافة طروحاته للخروج من الزاوية التي رسمها ومازال ساسة الانقسام يرسمونها بسبب اجنداتهم الخاصة المتنفذة التي لا تعبر إلا عن مضمون رؤيتهم العقيمة ومصالحهم الخاصة التي تتضارب مع مصلحة الوطن والمواطن.

 المتابع للحالة الفلسطينية يجد أن القائد الوطني" محمد دحلان" يحظى بشعبية لا يستهان بها في الشارع الفلسطيني ، ولا سيما في الأوساط الشبابية ، لما تمثله شخصية النائب " دحلان" من قربها وملامستها على الدوام لواقع وجيل الشباب والأخذ بيده إلى الأمام.

الأهداف والمحددات للقائد الوطني " محمد دحلان" وترشحه للانتخابات الرئاسية تقوم على استراتيجية وطنية ورؤية تنظيمية فتحاوية واضحة المعالم والأهداف مفادها بأنه من حق القيادي "دحلان" الترشح للانتخابات الرئاسية من باب امتلاكه للصفة الوطنية كنائب منتخب في المجلس التشريعي ، وقائداً لتيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح ، الذي أصبح  للتيار الدوائر والمؤسسات والقواعد التنظيمية التي لها الحضور والمكانة في الواقع الفلسطيني من خلال الانتشار والتوسع في العديد من الساحات والفعاليات.

القائد "محمد دحلان " قد عبر في وقت سابق عن رؤيته للانتخابات الرئاسية  ، من خلال تأكيده  في حال  جرت الانتخابات فإن من حقه الترشح في المكان الذي يريده ، مع الاحتفاظ لممارسته لهذا الحق  التي يعتبرها مسألة أخرى، وكما أكد أنه سيقاتل من أجل بناء نظاماً وطنياً قائماً على الشراكة السياسية من خلال تيار الاصلاح في حركة فتح ، مؤكداً في الوقت ذاته أن فتح بإرثها وميراثها العريق ليست إرثاً لأحد أو حكر لأحد أو على أحد...

التصريحات الصحفية التي جاء بها القيادي " محمد دحلان " حول الانتخابات ، أكد على ضرورة أن يكون للكوادر الشبابية في العملية السياسية والانتخابية الأهمية والأولوية لاختيار من يمثلهم حتى لا يتساوى في نفس المضمار الفاشل والمناضل واللص و الفدائي المقاتل.

بات من المؤكد والواضح أن وحدة حركة فتح ، واستعادة لحمتها ولم شملها لازالت السمات الاعتبارية ذات الأهمية والأولوية التي يتمسك بها لآخر لحظة  القيادي" محمد دحلان " على عكس الصورة  تماماً التي يتشبث بها الرئيس "محمود عباس"  في عدم اعطاءه الأهمية والأولوية في ترتيب أوضاع حركة فتح وتوحيد صفوفها وكافة طاقاتها وكوادرها وقيادتها في بوتقة واحدة  من أجل النهوض في حركة فتح واعادة إرثها وميراثها الوطني للصدارة المحلية والاقليمية وصولاُ للمحافل الدولية ، وفي ذات السياق قد وجب التنويه هنا  أن الكرة لازالت في ملعب الرئيس محمود عباس والشخصيات التنظيمية التي حوله التي تغلق على نفسها الأبواب ولا ترى للأسف إلا بعين واحدة...!

القائد والنائب " محمد دحلان " لا يمكن لأي كان أو مهما كان أن ينكر عليه  صفته الاعتبارية في الأوساط الوطنية والشعبية ، فلهذا جاءت تصريحاته الصحفية السابقة حول الانتخابات تقوم على مفهوم الشراكة واحترام الرؤية ومسؤولية القرار الجماعي والابتعاد عن التفرد والفردية وقبوله الايجابي بقرار تيار الاصلاحي الديمقراطي في حركة فتح في حال تم عقد النية الوطنية والفتحاوية على الدخول في سباق الانتخابات الرئاسية، وهذا يعود كما أوضحنا في سياق المقال بأن تيار الاصلاح يقوم على الرؤية الجماعية في اطار دوائره التنظيمية ومؤسساته العديدة وقواعده العريضة.

رسالتنا ...

للقائد الوطني والنائب " محمد دحلان " الحق الوطني في الترشح للانتخابات الرئاسية ، لما يمثله من رؤية وأهمية وطنية ، وترحيب من كافة الأوساط التنظيمية الفتحاوية العريضة والتي أصبحت تتعدى اطار تيار الاصلاح الديمقراطي ، فلهذا يجب على حركة فتح وكوادرها وكافة قواعدها أن تنظر للأمر بعين الاعتبار والأهمية ، لا بعين الاصطفاف والمزاجية التي لا تحتكم بالمطلق للمنطق والموضوعية.