خارج نطاق الحياة ! .. بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي

خارج نطاق الحياة ! .. بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
خارج نطاق الحياة ! .. بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي

خارج نطاق الحياة !

بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي

يطل علينا العام الجديد وشعبنا الفلسطيني يعيش خارج نطاق الحياة ، بل خارج حدود الزمن المنسي ، وخارج كل الحسابات والمعادلات ، والوطن يحيا فوق بركان الانقسام يصارع أمل اعادة اللحمة والوحدة الوطنية التي غاب انتظارها كثيراً ، والمواطن الذي يسكن قلبه البؤس واليأس متكئاَ على ضفاف الأمل بتغيير الواقع والحال الذي اصبح من سابع المستحيلات وأشد وطأة وأصعب حال.

ونحن على مقربة من العام الجديد الوطن والمواطن يبحث كل منهما عن شيء يسمي بالجديد ، لأن رتابة الحياة واقفة ومعطلة منذ زمن طويل ، ولا مفر هنا للمواطن إلا البكاء على الأطلال بمشاعر الحزن والكأبة و النواح والعويل ، لأنه عندما تفقد البوصلة هدفها يضيع العقل ويحتار الدليل ، ويجتاح الموقف برمته فلسفة اللامبالاة وعدم الاكتراث بالغد القادم ، ولا تطلعات ولا أمنيات من الممكن أن تفتح مساحات لأفاق جديدة ومستنيرة ، ويبقى هنا سيد الموقف عبق الذكريات ... !؟ ، ذكريات الوطن الجميلة بكل تفاصيله وعناوينه التي كانت تجسد للوطن حكايات المستقبل المشرق و الغد الأجمل في عيون المواطن البسيط الذي يتطلع للحرية والكرامة الانسانية في ظل رعاية اجتماعية يقودها ولي الأمر وصاحب الشأن إلى بر الأمان.

اطلالة العام الجديد مظاهرها واضحة ومعالم ورؤيتها قائمة ، لا تجديد ولا تحديد ولا حتى رؤية من الممكن أن تعلن عن ميلاد جديد ، رغم عسر المخاض ، والواقع الملبد بالعواصف والغيوم والضباب، لأن التغيير أو التجديد خارج قاموس الساسة والمسؤولين الذي يسكنون في عليين ، والشعب في الدرك الأسفل من الطين...!

اطلالة العام الجديد لها نهكة عند كل شعوب العالم ، فهي باختصار شديد ، مرحلة التفكير في التجديد على صعيد الواقع ومعانقة الأمل من أجل التمسك بالفكرة الانسانية وتعزيزها بالجد والمثابرة والعمل ، أما في وطني فإطلالة العام الجديد لا تحمل في طياتها سوى تجدد الأحزان والماسي والتنكيد على كل صعيد ، فالإنسان في وطني مستباح والكلام غير مباح ، ولا شعور براحة أو ارتياح ، لأن التعالي عن الأحزان والجراح لا بد له من ضوء المصباح لكي يزيل عتمة الليل ، ويعلن عن انبثاق وانعتاق لفجر جديد، عنوانه الكرامة الانسانية بكل مشتقاتها وتفاصليها من أجل الوصول للحرية ودولة تنعم باستقلالية وهوية وطنية.

رغم هرولة التشاؤم وهروب التفاؤل بأي جديد يحمل غداً سعيد ، كل عام وشعبنا بخير بمناسبة حلول العام الجديد.