لهذه الأسباب... يتحدث الاحتلال عن عملية #حد_السيف بعد عام على وقوعها

فشل عملية خانيونس.jpg
فشل عملية خانيونس.jpg

تل ابيب/ المشرق نيوز

يطلق اعلام الاحتلال الاسرائيلي بين الفينة والاخرى، عبر وسائله المختلفة، معلومات جديدة، حول عملية (حد السيف) التي وقعت قبل نحو عام في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، والتي أسفرت عن استشهاد عدد من عناصر كتائب القسام، ومقتل الضابط (م) في الوحدة الخاصة الاسرائيلية.

ولكن ما هو سبب استمرار اصدار اعلام الاحتلال لهذه المعلومات حتى هذه اللحظة، رغم مرور عام على وقوعها؟، وما هو تأثير العملية على قوة ردع الاحتلال؟

أكد شرحبيل الغريب الكتاب والمحلل السياسي لـ"دنيا الوطن"، أن ما بثته قناة الجزيرة من حقائق صادمة للمستويات العسكرية والامنية الاسرائيلية، شكل ضربة قاسمة لمنظومة العمل الاستخباراتي، لافتا إلى ان وحدة (سيرت متكال) الاسرائيلية، لها خصوصية وينفق عليها الملايين من الشواكل، وتستنزف الاحتلال موازنات وجهد كبير.

وقال: "اليوم تحاول دولة الاحتلال الاسرائيلي، تلميع هذه الوحدة من جديد وتبييض صورتها مجدداً، وهذا كله ياتي في اطار الصراعات الداخلية بين القيادات الاسرائيلية في هذه الفترة، وبالتالي فإن الحديث عن معلومات جديدة عن العملية بشكل يومي، يدل على انزعاج الاحتلال مما بثته قناة الجزيرة، وربما يسجل لحماس أنها سجلت علامة فارقة في صراع الادمغة التي تقوده مع الاحتلال سواء استخباراتيا او ميدانيا او امنيا في هذا المجال".

وأضاف الغريب: "إذا ما تحدثنا عن الكنز الاستخاباراتي، فإن ذلك يشكل مصدر قلق لدى القيادات الامنية والاستخباراتية والعسكرية والسياسية الاسرائيلية".

وفي السياق، أوضح المحلل السياسي، أن ما كشفته الجزيرة ليس كل ما بحوزة المقاومة، فالذي لم تعلنه حركة حماس حول العملية هو اخطر وأعظم في هذا المجال، لافتا إلى انه على مدار عام كامل تساقطت شخصيات امنية واستخباراتية إسرائيلية، وأعلن الاحتلال عن تغيير قائد للوحدات الامنية والاجهزة العسكرية، وهذا دليل على حالة الاخفاق التي خلفته عملية حد السيف، في امكانية تحقيق الهدف التي كانت تعمل من اجله القوة الخاصة وهو اختراق منظومة الاتصالات لدى حركة حماس.

وأشار إلى أن تباعيات عملية (حد السيف)، لم تنته بعد، وستتضح معالمها خلال الفترة المقبلة، وربما يتم السماع عن سقوط قيادات امنية اسرائيلية جديدة.

من جانبه، أكد حاتم أبو زايدة المختص في الشأن الاسرائيلي، أن استمرار بث اعلام الاحتلال للمعلومات الخاصة بعملية حد السيف، يأتي في اطار الحرب النفسية، لافتا إلى أن ما عرضته قناة الجزيرة، أظهر تفوقاً نسبيا للمقاومة، والاعلام الاسرائيلي تناول ذلك.

وقال: "يأتي كذلك في اطار محاولة الاعلام الاسرائيلي لصد الهجمة الاعلامية التي تشنها فصائل المقاومة الفلسطينية"، منوها في الوقت ذاته إلى أنه لاول مرة تكشف وحدة اسرائيلية خلال عملية، ولم يتعود الاسرائيليون على هكذا اخفاق، كذلك فصائل المقاومة غطت اعلاميا ونفسيا هذا الجانب مما اثر نفسيا على الاحتلال الاسرائيلي.

وبين أن الامن القومي الاسرائيلي يقوم على عدة عناصر، اهمها قوة الردع، وهذه بدأت تهتز، وذلك بعد الاخفاق التي خلفته عملية حد السيف للاحتلال.

بدوره، أوضح واصف عريقات الخبير في الشأن العسكري والاستخباراتي، أن توقيب حديث اعلام الاحتلال عن هذه العملية، بسبب أن هناك تقارير كثيرة كشفت العجز الاسرائيلي وتآكل قوة الردع، وتبادل الاتهامات، والفشل، وبالتالي تحاول القيادة السياسية الاسرائيلية تغطي على هذا الفشل بالحديث عن العملية.

وأشار عريقات إلى أن الجيش الاسرائيلي يعتبر نفسه أنه اقوى جيش في منطقة الشرق الاوسط، وان الاجهزة الامنية الاستخبارية هي مسوق رئيسي في كل العالم بموضوع الامن والاستخبارات، وأن هناك مدربين يجولون العالم لتدريبهم على جمع المعلومات وتحليلها.

وبين أن هناك وحدات مخصصة ويتدربون بشكل كبير على جمع المعلومات، ولكن منفذي هذه الوحدات فشلوا في مهمتهم، وبالتالي العملية ضرب كل المؤسسات الامنية الاسرائيلية، وتراجعت سمعة اسرائيل من وراءها، بالاضافة الى ان الجبهة الداخلية الاسرائيلية اثرت على المعنويات، وهذا انعكس على الواقع الداخلي الاسرائيلي الذي عانى كثيرا من قوة الردع للجيش.