بدران يكشف ملفات هامة, أبرزها علاقة الحركة مع الجهاد الإسلامي وموقفها من الانتخابات

حسام بدران.jpg
حسام بدران.jpg

غزة/ المشرق نيوز

تساءل عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران مساء اليوم الجمعة: "هل نترك للاحتلال أن يقرر ما نريد كفلسطينيين  لا يمكن أن نربط مصير انتخاباتنا بموافقة نتنياهو أو غيره".

جاءت تصريحات بدران في لقاء عبر فضائية "الأقصى", للرد على ما أعلن عنه عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، حسين الشيخ حول تقديم طلب رسمي إلى إسرائيل لعقد الانتخابات الفلسطينية في القدس .

وأكد بدران أن "قضية القدس خط أحمر لا يمكن تجاوزه"، موضحا أن إجراء الانتخابات فيها "أكثر إلحاحًا من السابق بعد القرارات الأمريكية، وهو مطلب وطني جامع".

واستطرد: "دعونا نتفق في اللقاء الوطني المتفق على عقده بعد مرسوم الانتخابات أن نحدد معًا كيف نجري الانتخابات في القدس"، مضيفا : "يمكن أن نخوض معركة حقيقية وميدانية من أجل إجراء الانتخابات في القدس"

وذكر أنه "لا يجوز لأي قيادة أن تمن على شعبها أنها سوف تذهب إلى الانتخابات"، مشيرا إلى أن حماس تعاملت بإيجابية كاملة مع الدعوة للانتخابات.

وتابع بدران : "عندما صدرت الدعوة للانتخابات تلقاها شعبنا بالأمل، ورأى فيها مخرجًا للخروج من الحالة السائدة"، متابعا : "نحن في موقفنا لا نمن على شعبنا بالموافقة على الانتخابات".

واستغرب بدران، عدم صدور "مرسوم الانتخابات" من الرئيس محمود عباس ، قائلا : "بعد إرسال ردنا الإيجابي حول الانتخابات، نتساءل الآن: أين المرسوم؟!"، مضيفا : "نأمل أن نرى جوابًا قريبًا ومباشرًا".

ووفق بدران، فإن حماس اتخذت مؤخرا منهجًا في القضايا الوطنية، بأنها لا تريد أن نذهب كحماس مقابل فتح، بمعنى أنها تريد تشكيل حاضنة وطنية فصائلية لتقول "هذا الموقف المتفق عليه، وليس ضد أي طرف آخر".

وتابع : " تعاملنا بهذا المبدأ مع موضوع الانتخابات، ورفضنا الحوارات الثنائية، وعقدنا لقاءات مع كل الفصائل والشخصيات المستقلة"، لافتا إلى وجود موقف فلسطيني عام يريد ضمانات لحرية الانتخابات في الضفة الغربية بشكل أساسي، وضمانات للاعتراف بنتائج الانتخابات.

وأردف القيادي في حماس قائلا : "يوجد موقف فلسطيني يريد إبعاد المحكمة الدستورية التي شُكلت بشكل غير قانوني، وأصدرت قرارًا بحل المجلس التشريعي، وقد تُشكل خطرًا على نزاهة الانتخابات". وفقا له.

وبحسب بدران، فإن أجهزة الأمن بالضفة تعتدي على الحريات في الضفة الغربية بشكل يومي وممنهج، وتستهدف كل ما هو معارض من أحزاب وشخصيات مستقلة، وتتعرض حركة حماس للضربات الكبرى. كما تحدث.

وقال : "إذا أردنا انتخابات شفافة، فيجب أن يجري تغيير حقيقي وجذري في موضوع الحريات في الضفة الغربية"، موضحا أن "التغيير يجب أن يكون في كامل منهج أجهزة الأمن" بالضفة.

وشدد على ضرورة أن "يُعطى الفلسطيني الحرية الكاملة في التعبير عن رأيه، والترشح والدعاية الانتخابية"، منوها إلى أنه "غير ذلك ستكون الانتخابات محل انتقاد ممن يتابعها أو يشارك فيها".

وأضاف أن "موضوع إتاحة الحريات في الضفة هو مطلب إجماع وطني فلسطيني، وليس مطلب حماس فقط"، معتبرا أنه "يجب أن تظهر من الآن علامات وبوادر تغيير لهذه الحالة في الضفة الغربية".

وعدّ بدران أنه "تم تهميش الشتات الفلسطيني منذ اتفاقية أوسلو"، لافتا إلى أن حركته أكدت على إجراء انتخابات المجلس الوطني في كل الاتفاقات السابقة.

العلاقة مع الجهاد

وفي شأن آخر، وصف بدران علاقة حماس، بحركة الجهاد الإسلامي، بأنها "متينة وراسخة مبنية على رؤية واضحة، وليست علاقة عابرة".

وقال: مَن ظن أنه يمكنه التلاعب في علاقتنا مع الجهاد الإسلامي فهو واهم، لأن القضية مبدئية وثابتة ومتراكمة وقديمة ومستمرة.

وتحدث عن اللقاءات التي جرت مؤخرا بين الحركتين في غزة وبيروت والقاهرة، مضيفا : "اتفقنا على تجاوز أي  خلل يمكن أن يضر العلاقة، ووضع آليات لتطورها على المستوى السياسي والميداني".

وشدد بدران على أن "القضية الفلسطينية أكبر من كل الفصائل الفلسطينية، لذلك نحتاج أن نصل إلى حالة توافق وطني فلسطيني".

وتابع إن "كل التوافقات مع الفصائل الفلسطينية والبيانات التي نوقعها معًا في غزة أو بيروت بشكل شبه دوري هدفها الأساسي مواجهة الاحتلال وليس مواجهة طرف فلسطيني آخر".

وأكد أن "لا يمكن لشعبنا أن يبقى في حالة انتظار لقرار شخص معين لكي يُعاد ترتيب منظمة التحرير"، داعيا الرئيس عباس، لدعوة الإطار القيادي المؤقت بشكل عاجل؛ للحديث عن مآلات القضية الفلسطينية في ظل التحديات.

التفاهمات مع الاحتلال

ووفق بدران، فإن مسيرات العودة إنجاز وطني تتواجد فيه كل الفصائل الوطنية، يوازيها الإنجاز الكبير في تشكيل غرفة العمليات المشتركة، وهي غير مسبوقة في تاريخ النضال الفلسطيني.

وعبّر عن أمله بأن "ينتقل هذا التوافق إلى الجسم السياسي الذي يمثل كل الفلسطينيين"، مستطردا : "لعل الانتخابات القادمة تكون أحد المخارج لتحقيق الوحدة الفلسطينية".

وفي سياقٍ منفصل، أكد القيادي في "حماس" أن "المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة هي المسبب الأول لحالة الإرباك السياسي لدى الاحتلال واضطراره لتنظيم 3 انتخابات متتالية في غضون عام لأول مرة منذ إنشاء" إسرائيل.

وأشار إلى أن الاحتلال لجأ إلى الموافقة على تفاهمات وقف إطلاق النار في غزة لأنه أيقن بفشل الحل العسكري.

واعتبر بدران أنه "كلما حدثت حالة تفكك داخلي لدى الاحتلال فإنها تعطينا نقطة قوة، ولذلك أصبح إجراء الانتخابات الفلسطينية أكثر ضرورة".

وبين أن حديث نتنياهو عن هدنة طويلة وميناء عائم هو محض كذب وافتراء، وجزء من دعايته الانتخابية، موضحا أنه "يريد أن ينجو بحزبه وبنفسه من الضغوط التي يتعرض لها، بأن هناك حلولًا لقضية غزة".

وأضاف : " أوراق القوة التي أجبرت الاحتلال على الموافقة على التفاهمات ما زلنا نملكها، وكيفية إدارة هذا الصراع هو قرار وطني فلسطيني، وهناك تشاور دائم في هيئة إدارة مسيرات العودة".