بعد التهديدات وعود بتقديم تسهيلات لغزة.... ما أسباب تغيّر نبرة "بينيت" بعد استلام منصبه ؟

بينيت.jpg
بينيت.jpg

تل ابيب/ المشرق نيوز

أثارت تصريحات لوزير الجيش الإسرائيلي، نفتالي بينت، حول إمكانية دراسة اقتراح وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، حول إقامة جزيرة صناعية قبالة شواطئ قطاع غزة، استغراباً لدى كثير من المراقبين.

تصريحات؛ فندت كل ما سبق أن تحدث عنه المسؤول الإسرائيلي المتشدد، خلال السنوات والأشهر الماضية، خاصة أنه كان يعد من أكثر الشخصيات يمينية، والذي كان يطالب بنزع سلاح فصائل المقاومة في القطاع، بعد شن حرب ضروس.

هذا التغيير في نبرة وزير الجيش، بعد استلامه يطرح التساؤلات حول أسباب تغيير آراء وأفكار المسؤولين الإسرائيليين بعد تسلمهم لمنصب وزاري في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وقال بينت، مساء السبت الماضي: إنه طلب من الجيش، بحث الأبعاد الأمنية لفكرة إقامة الجزيرة الصناعية، التي ستصبح معبراً لقطاع غزة، إلى العالم.

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، سعيد بشيرات، أنه بالنسبة لبينت، هو شخص كثيرا ما يخرج بتصريحات "أكبر منه" كونه يحمل أفكاراً يمينية، ويناطح شخصيات مثل ليبرمان، أثناء وجود الأخير في وزارة الجيش، وبعد ذلك زادت تصريحاته المتشددة.

وأضاف في تصريحات لـ"دنيا الوطن": لا اعتقد أن تصريحاته الأخيرة، تكون ممثلة للوزارة التي يتولاها، بينت لا يقرر وحده، القرار لدى الحكومة برئاسة نتنياهو.

وتابع بشيرات: اقتراح كاتس بشأن الجزيرة الصناعية لا اعتقد أن بينت جاد فيه، رغم أنه شكل طاقماً، فهو غير عملي، و"بينت يريد أن يتحرك في هذا الجو، ويطرح حلولاً يرى أنها مناسبة"، مؤكداً، أن هذه الاقتراحات، تبقى حبراً على ورق لأن الحكومة الإسرائيلية، لم تتشكل حتى اللحظة.

وشدّد المحلل والكاتب السياسي، على أن قصة الجزيرة طرحها بينت ليعاند ليبرمان، مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن ما طرحه بينت سيتم تنفيذه، لأنه لا يوجد للجيش استراتيجية بخصوص قطاع غزة، وهو ظاهرة صوتية، وسيعمل في الضفة الغربية، بشأن موضوع الاستيطان.

ويرى المحلل والكاتب السياسي المختص في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن ما قبل استلام المنصب شيء، وبعد استلامه شيء آخر، يعني ذلك أن أي إنسان عندما يكون في المعارضة، سيكون أكثر يمينية، ويطالب بأقصى الإجراءات.

وتابع: هذا ما رأيناه مع ليبرمان أيضاً، مشيراً إلى أن الحل مع غزة متعلق بأمرين، إما أن تكون هناك حرب شاملة لا يعلمون نتائجها، وإذا يمكن أن يحققوا نصراً كبيراً يمكن أن يؤدي إلى عشرات الآلاف من القتلى، أو الذهاب إلى حل دبلوماسي.

وشدّد أبو عواد على أن المسؤولين الإسرائيليين داخل الحكم يؤيدون الحل السلمي، وخارج الحكم، يؤيدون التطرف وهذا دعاية انتخابية، مشيراً إلى أن اتجاه الطرف الأقوى في غزة، يتم التراجع وأخذ قرارات عدم شن حرب، وفي المقابل بالضفة الغربية يعلنون عن بناء مستوطنات جديدة.

وأكد المحلل والكاتب السياسي، أن هذه سياسة اليمين بشكل عام في إسرائيل، مشيراً إلى أنه يتوقع في حال استلام رئيس حزب (أزرق أبيض) بيني غانتس، رئاسة الحكومة في إسرائيل، أنه سيكون أكثر توحشاً تجاه الفلسطينيين.

بدوره، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي، ناجي الظاظا، أن الشيء الطبيعي، أن أي شخص يكون في المعارضة، ربما عندما يكون في الحكم أو وزارة سيادية، يختلف الأمر.

وقال في تصريحات لـ"دنيا الوطن": عندما يكون نفتالي بينت وزيراً للجيش، هو يخضع لسياسة الجيش، وهذا الأمر حدث مع ليبرمان قبل ذلك، حيث قبل أن يتبوأ منصباً في الحكومة الإسرائيلية، كان يهدد باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، وقصف السد العالي، ولكن بعد ذلك عندما جلس في الحكم، التزم بتوصيات الجيش الواضحة.

وتابع: بينت مرشح المستوطنين والتوصيات التي يتم الحديث عنها، تتماهى مع مجالس مستوطنات غزة، تبحث عن حلول اقتصادية لغزة، في محاولة لحل المشكلة الأمنية وفق ما يعتقدون، مشيراً إلى أن بينت يستجيب لتوصيات الجيش، والذي أوصى قبل ذلك بوجود الجزيرة العائمة.

وشدّد الظاظا على أن هذه الأفكار ليست فقط منوطة بقرار إسرائيلي، ولكنها متعلقة أيضاً بالإقليم.