منسق الأمم المتحدة: حياة الشباب في غزة أشبه بالكابوس

منسق الأمم المتحدة: حياة الشباب في غزة أشبه بالكابوس
منسق الأمم المتحدة: حياة الشباب في غزة أشبه بالكابوس

رام الله / المشرق نيوز

قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في الأرض الفلسطينية، جيمي ماكغولدريك، إن الوضع في غزة مأساوي جداً، هناك شعور بالاحباط وحنق وغضب بسبب الحصار الخانق مضيفا "الوضع سيكون هشاً دائماً ما لم نفعل شيئاً أكثر جوهرية واستدامة".

وأضاف ماكغولدريك في حوار خاص بموقع أخبار الأمم المتحدة، "في فلسطين، الناس يكافحون بشكل يومي بسبب البطالة على سبيل المثال: في غزة 54 ٪ من الأشخاص عاطلون عن العمل. وسبعة من أصل 10 أشخاص هم دون الـ 30 عاماً. أي أن سبعة من كل 10 أشخاص ليس لديهم وظيفة. يستيقظ الناس في الصباح وينظرون إلى هواتفهم المحمولة فيرون شباباً في الخامسة والعشرين من العمر في إيطاليا أو في لندن، ويقولون لأنفسهم: لماذا لا يمكنني الحصول على وظيفة وسيارة لماذا لا يمكنني أن أتزوج، أسافر، أتمتع بالحرية، بحياة طبيعية. حياتهم اليومية هي أشبه بالكابوس، لأنهم يعيشون في مكان بائس".

وتابع ماكغولدريك "هم ينظرون عبر آفاق البحر الأبيض المتوسط ويلاحظون أن الناس في الجانب الآخر يستمتعون بالعطلات وبحياة جيدة، وهم عالقون في القطاع. وأعتقد أن هذا البعد يؤثر عليهم ولهذا السبب أعتقد أن لدينا بعض المشكلات النفسية الخطيرة هناك. ولهذا السبب نرى ظاهرة الانتحار، ولهذا السبب يتعاطى الناس المخدرات. أعتقد أن الناس يحاولون فقط التخفيف من واقعهم. وأعتقد أن هذا هو السبب الذي أدى إلى بدء المظاهرات".

وتطرق ماكغولدريك، الى جريمة قتل الاحتلال الاسرائيلي 34 فلسطينيا في غزة بينهم 8 أطفال والعديد من النساء، بالقول، يظهر أن هناك مأساة كبيرة في غزة، خاصةً وأن هناك عائلة بأكملها قتلت في واحدة من الهجمات، داعيا الىإجراء تحقيقات شاملة في عمليات القتل التي ينفذها الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين وخاصةً في قطاع غزة.

وأضاف "أعتقد أنه يجب إجراء تحقيقات مستقلة ونزيهة في هذه الأحداث، من أجل بناء الثقة والدعم".

وأعرب عن أمله في أن يستمر الهدوء بغزة مع توقف مسيرات العودة، مضيفاً للإعلامية التي أجرت معه المقابلة "الناس هناك متعبون من عيش تلك الأوقات العصيبة لمرات عديدة، وإذا رأيتِ الطريقة التي يعيش بها الناس في غزة والظروف التي يتعين عليهم تحملها، فتدركين أن اليأس والقنوط واضحان".

ورفض مقارنة المآسي بين ما يجري في اليمن وغزة، قائلاً "إذا كنت شخصاً عادياً يعيش في غزة أو في صنعاء أو في أجزاء أخرى، لن تقارن نفسك بالآخرين، بل ستقارن نفسك بما لديك، وبما كنت عليه من قبل. وأعتقد في سياق غزة، ما يراه الناس أمامهم هو مستقبل مظلم ويشبه الكابوس. وأعتقد أن الوضع في صنعاء ربما أقل صعوبة لأنه أزمة جديدة وهناك مكاسب سياسة قد تحققت بالفعل من قبل المبعوث الخاص".

وأضاف "أعتقد أن المبعوث في اليمن يبدو أنه قادر على إحراز بعض التقدم مع الأطراف والأمور تسير في اتجاه أفضل مما كان قبل عامين في غزة، أعتقد أن قضية المصالحة بين فتح وحماس ما زالت بعيدة. على الرغم من اقتراح أجراء انتخابات في المستقبل. أعتقد أنه حتى يكون هناك توجه فلسطيني موحد، فلن تكون هناك محاولة لتحقيق مصالحة مع إسرائيل. ومن المهم أن يتقدموا في هذا الصدد".وتابع

وفيما يتعلق بشرعنة أمريكا للمستوطنات الإسرائيلية، أكد مكغولدريك أن موقف الأمم المتحدة واضح بأن المستوطنات تتعارض مع القانون الدولي، وتشكل عقبة فورية أمام تحقيق حل الدولتين.

وعن أزمة الأونروا، والتحقيق في مزاعم سوء السلوك والفساد، قال مكغولدريك، من المهم جدا أن ولاية الأونروا قد جُددت لثلاث سنوات. وأعتقد أن نتيجة تصويت الدول الأعضاء تظهر الدعم القوي للأونروا. هناك تحديات حقيقة تواجهها الوكالة. وحاليا هناك عجز بقيمة 89 مليون دولار، كما حصلت على تعهدات أخرى بقيمة 110 ملايين دولار لكنها لم تُدفع بعد. أي هناك 200 مليون دولار لم تحصل عليها الوكالة مخصصة للخدمات الأساسية للأونروا.

وشدد على أنه ليس هناك بديل عن الأونروا. ففي أماكن مثل غزة، الأونروا هي الوحيدة التي تقدم هذا المستوى من الدعم لهذا العدد من الناس. وإذا كان ذلك ليتوقف... عندها المدارس والمستشفيات والدعم الأساسي للسكان الذين يعتمدون على المساعدات الدولية سيتوقف. وعلينا أن نجد طرقا لجعل المساعدات مستدامة. والآن فإن تدفقات التمويل الهشة التي تذهب إلى الأونروا غير مؤكدة. وأعتقد أن ذلك يزيد من التوتر ويزيد من التعاسة وعدم اليقين.