ياسر عرفات... رغم الجراح هامت الأرواح ! بقلم/ ثائر نوفل أبو عطيوي

تنزيل (3).jpg
تنزيل (3).jpg

غزة/ المشرق نيوز

إنه لمن الصعب جدا على الكاتب أن يسطر مقالاً يحاول أن يسرد و يجمع به مفردات الماضي والحاضر وأمل المستقبل لشخصية كسرت كافة الحواجز ، وامتطت بصهوتها عالماً انسانياً وثورياً من أجل النضال لعدالة قضية امنت بها واعتلت بخفافها سبيل الطريق للحرية والاستقلال ... إنها الأيقونة العالمية لمفهوم النضال الأممي التي تجسدت في شخصية الخالد الرمز ياسر عرفات ...

تطل الذكرى الخامسة عشر لاستشهاد الزعيم الخالد والملهم الثوري ياسر عرفات ، وكأن ذكرى الرحيل لم تأت بعد أو لم يحن موعدها ، وكأن عرفات حياً فينا وسيد الحضور والمكان، يتربع على عرش الفؤاد الجماهيري لكافة أبناء شعبنا بشيبه وشبابه وأطفاله ، إنها ظاهرة نفسية منفردة لا تتكرر في شخصية أخرى ، وتفسيرها الوحيد بأن الظاهرة النفسية هي امتداد وطني للقضية الذي تتجسد كافة مفاصلها ومشروعها الوطني في سيد المكان والحضور ياسر عرفات.

ياسر عرفات ...  الانسان والشعب والقضية والسياسي الفدائي الذي قام بتوظيف كافات الطاقات الوطنية والعربية والعالمية لخدمة القضية الفلسطيني ، وجعل لها الامتداد العربي  والبعد القومي من المحيط للخليج ، والمناصرة العالمية من كافة أحرار العالم من خلال كوفيته التي رسمت خارطة الوطن السليب بتضاريسها النضالية التي تؤكد على الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير.

ياسر عرفات ... الثائر الأممي الذي حول اللاجئ الفلسطيني من انسان ينتظر على باب الاغاثة والإعاشة الأممية إلى انسان فدائي مقاتل ينتظر في كل لحظة تنفيذ العمليات البطولية في الأرض المحتلة فلسطين.

 ياسر عرفات ... الإنسان الذي احتض هموم شعبه من فقراء وبسطاء وطلبة وعمال وكادحين وكان صوت الغلابة والمهمشين ، الذي كان ينظر لهم أنهم الغد المشرق للوطن القادم فلسطين.

ياسر عرفات ... الانسان الذي كان بمثابة الأخ والصديق والأب والرفيق لكافة أبناء شعبنا وفصائله وقاداته ، والذي لم يبخل يوماً ولو للحظة بأن يكون خير سند وعون من أجل الاستمرار بالمشوار الوطني وإكمال الطريق للاقتراب أكثر وأكثر من حلم الدولة المستقلة فلسطين.

ياسر عرفات ... صاحب الابتسامة الوطنية التي أدخلت فرح الانتصار والعز والفخار في قلوب الأطفال الذين يعرفونه من صورته وبأناملهم الصغيرة يشيرون عليها ويقولون إنه أبو عمار...

ياسر عرفات ... التي لا تخلو صورته ورسمه المناضل من كل بيت وطني فلسطيني ، لأن يعتبر صاحب البيت وساكنيه الضيوف بسبب ما قدمه من انجازات وعطاءات انسانية ونضالية وسياسية لكافة أبناء شعبنا في أصعب المواقف وأحلك الظروف.

ياسر عرفات ... هيام الروح في عالم الفكرة والانسان ، التي جسدت للوطن معنى الانتماء والوفاء والعطاء للقضية على مر الزمان ، والتي كانت لها الهوية والرمز والعنوان.

 ياسر عرفات ... في ذكراك وفي كل يوم وفي كل لحظة، ورغم الألم الوطني القهري ووجع الغياب القصري ، وكثرة العذابات و الجراح  قد هامت الأرواح في حبك المعتق برحيق الوفاء والانتماء لأنك وحدك أنت بستان العشق الأخير...

رسالتنا ...

في الذكرى الخامسة عشر انطلقت الفعاليات التي نظمها تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بزعامة القائد الوطني " محمد دحلان"  الحافظ لعهد الخالد ياسر وسيرته ومسيرته الوطنية بكل ثقة واعتزاز وامتنان ، وهنا نبشرك أيها الياسر الخالد فينا ما حيينا بأن مازال هناك من يحملون الراية من بعدك ويحافظون على إرثك النضالي وتراثك الوطني والانساني ، فتيار الاصلاح صاحب الهوية الفتحاوية حافظاً للعهد مخلصاً للقسم ، رغم كل العراقيل والعثرات والمزاودات والترهات من أهل النفاق والشقاق ، ولهذا نقول كما قال الخالد أبو عمار صاحب القول الوطني الصريح ... يا جبل ما يهزك ريح.