عندما يتحدث دحلان ! .. بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي

عندما يتحدث دحلان !  .. بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي
عندما يتحدث دحلان ! .. بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي

عندما يتحدث دحلان !

بقلم : ثائر نوفل أبو عطيوي

النائب والقيادي محمد دحلان الشخصية الفلسطينية التي أصبحت لها المكانة والحضور، ولها الاهتمام والاعتبار في المحيط العربي لما لها من قوة وتحليل وتأثير، بسبب التكوين السياسي والفكري للشخصية الوازنة الواعية نحو الانتماء الفلسطيني الإيجابي والهادف للواقع العربي وقضاياه بكافة المشتقات والتفاصيل ، والذي تعيد شخصية محمد دحلان للذاكرة الفلسطينية وللأذهان شخصية الشهيد الخالد ياسر عرفات التي كانت تنظر بروح الانتماء الوطني للعروبة من المحيط للخليج ،على اعتبار أن القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من واقع الأمة العربية وقضاياها التي تحظى على الدوام برعاية واهتمام الدول العربية الشقيقة المناصرة لشعبنا الفلسطيني.

عندما يتحدث القيادي محمد دحلان وخصوصاً عبر وسائل الاعلام المختلفة ، تجده الشخصية التي تعطي أبعاداً متعددة الافاق والعناوين في حديثها وخطابها من خلال رؤية وهدف وحقائق وبراهين ودلائل ومضامين تؤكد على قوة المرسل للحديث وقناعة المستقبل وتلقيه للرسالة دون تضليل أو تأليف وتشويش ، وهذا النوع من الشخصيات يكتب له في كل رؤية جديدة أو حديث جديد ازديادا في عدد المؤيدين والمناصرين لقناعتهم المطلقة بأن هذه الشخصيات يستحق الوقوف عندها وأخذ قسطاً من التفكير في الواقع الفلسطيني واحاديثه وخطاباته وكثرة ساسته ، الذين وللأسف وبالدلائل والبراهين لم يقدموا أي طروحات ايجابية فعلية أو مبادرات واقعية للمجتمع الفلسطيني بكافة مشتقاته وتفاصليه ، وهنا يجد المتابع الفلسطيني أن محمد دحلان قد سبق الجميع بخطوات وخطوات نحو فكرة الانطلاق لبناء واقع فلسطيني عنوانه الأول الاهتمام بالإنسان الفلسطيني قلباً وقالباً ، لأن محمد دحلان يدرك تماماً بأن الانسان الفلسطيني هو رأس مالنا ورصيدنا الوطني بامتياز.

عندما تحدث القيادي محمد دحلان بالأمس في برنامج " الحكاية " مع الاعلامي المصري المميز " عمرو أديب" عن تركيا وأوغلوا وار دوغان وحجم الافتراءات التي تروجها تركيا من حين لآخر بحقه والتي لها أهدافها الخاصة ، والتي تدعمها محاور اقليمية بعينها وفي مقدمتها قطر من أجل محاولة الإطاحة بما هو فلسطيني الانتماء يجسد رؤيته السياسية والفكرية من خلال التطلع إلى واقع عربي وحدوي قادر على مواجهة الأزمات والتحديات بكافة أشكاله والتي على رأسه " الارهاب" التي بات واضحاً من يرعاه ويكرس كل جهده من أجل انتشاره وتعزيز مكانته المتطرفة التي تعمل على قتل روح العروبة وتراثها العريق ، فالأجندات الخاصة والمتنفذة التي تقودها الادارة الأمريكية وترعاها تركيا وتمولها قطر أصبحت واضحة ومكشوفة للعيان ، والعنوان تدمير أي حلم يبعث على الأمل في نفوس الشعوب العربية بوحدة الصف العربي والتلاحم الوطني بين الأشقاء العرب ، لكي تبقى القوى الاستعمارية متحكمة في مفاصل حياة الامة العربية بأكملها.

عندما تحدث القيادي محمد دحلان عن الواقع الفلسطيني في برنامج الحكاية بالأمس ، قد نجح بتفوق في توصيف الحالة السياسية بشكل دقيق ومتناهي من خلال الصراحة والمكاشفة والوضوح لأبعد حدود ، وقد جسد في حديثه مكامن الاشكاليات في الواقع الفلسطيني وما لها وما عليها ، وأعطى كذلك الرؤية الشاملة والبناءة من أجل انقاذ ما يمكن انقاذه في الحالة الفلسطينية ، والخروج من مأزق الانقسام والانعتاق من تأثيرات المحاور الاقليمية الخاصة ذات الأجندات الخاصة ، والعودة للحضن العربي والدول الشقيقة التي كانت ومازالت وستبقى مناصرة لقضيتنا العادلة حتى نيل الحرية والاستقلال.

عندما تحدث القيادي محمد دحلان عن الحالة التنظيمية والفلسطينية، قد نحج بتميز في ايصال الرسالة للرئيس محمود عباس والتي مفادها أن الرئيس "عباس" هو ربان السفينة وقائد الحالة الفلسطينية ، ويقع على عاتقه توحيد الصفوف على كافة الصعد والميادين ، بدءاً من توحيد حركة فتح صاحبة المشروع الوطني والمستقل وانتهاءاً في توحيد الحالة السياسية برمتها ، وأوضح القيادي محمد دحلان بكل جرأة وطنية وصراحة أخلاقية بأن ما دون ذلك في بقاء الرئيس رافضا ومتمسكاً برأيه المخالف للقاعدة التنظيمية من جهة وللحالة الفلسطينية من جهة أخرى ،فإن هناك خيارات وبدائل فلسطينية عنوانها النهوض بالمجتمع الفلسطيني عبر شراكة وطنية حقيقية في أي مراحل انتخابية قادمة ، الكرة هنا في ملعب الرئيس محمود عباس ، ولا يجب عليه إضاعة الفرص الوحدوية في كل مرة بناءاً على هواجس وترهات ليس لها أساس من الصحة.

رسالتنا ...

رسالتنا تتمحور بأن على الكل الفلسطيني عدم النظر بعين واحدة للأمور ، وعليهم النظر بجدية وايجابية لطروحات ومبادرات القيادي الفلسطيني محمد دحلان ، وأن يضعوا طروحاته ومبادراته قيد التقييم ويحكموا عليها من خلال البحث بها وفي تفاصيلها الوطنية ، ونحن على ثقة بأنهم سيجدونها محل اهتمام الجمهور الفلسطيني ، وتحظى بالأولوية لأنها الطروحات والمبادرات القادرة على اعادة روح الحياة من جديد لشعبنا بأكمله، رغم حجم المأزق الكبير التي تعيشه الأحزاب والفصائل وساسة العمل الفلسطيني على حد سواء...!؟