أنقذوا مصر-- بقلم : حافظ البرغوثى

أنقذوا مصر-- بقلم : حافظ البرغوثى
أنقذوا مصر-- بقلم : حافظ البرغوثى

مصر المحروسة تعيش مرحلة حبلى بالألم والحزن والكوارث إن لم يخرج عقلاء لتهدئة الوضع واعادة الحياة السياسية الى نصابها لمنع الطوفان في كنانة الله. فعلى بعد بضعة ايام من مسيرات ومظاهرات «تمرد» ضد نظام الحكم والحشد المتبادل بين الاخوان وحلفائهم من جهة وقوى المعارضة من جهة اخرى، خرج الجيش المصري عن صمته وقال انه سيتدخل في الوضع اذا تفاقم، فالجيش المصري هو الضامن للأمن المصري الخارجي والداخلي ولا يجوز تنحيته عن واجبه وترك البلاد تسقط في هاوية الفتنة والحرب الاهلية. ولعل مقتل اربعة من الشيعة في احداث بالجيزة يضيف بعدا طائفيا كريها للأزمة المصرية بعد احداث الفتنة بين الاقباط والمسلمين، وكأن هناك من يهندس الفتنة رويدا في مصر لتدميرها من الداخل والعياذ بالله.

 فكل القوى المعادية للعرب والمسلمين والاقباط وغيرهم تلعب الآن في الساحة المصرية بخبث ودهاء ورغم ذلك لم نسمع عن محاولات معقولة لوأد الفتنة السياسية او الطائفية باستثناء ما توزعه السفيرة الاميركية آن باترسون من تحذيرات للجيش بعدم التدخل وللاخوان بعدم اللجوء للعنف وللمعارضة بعدم العبث بشرعية الرئيس وللضباط المتقاعدين الاحرار بعدم اجراء اتصالات مع الجيش لعلمها ان المؤسسة العسكرية قادرة على وأد الفتنة وحماية مصر وشعبها واحزابها سواء من كانت في الحكم او من تعارضه.
لقد جانب الرئيس المصري الصواب عندما حشد دعاة الفتنة في استاد رياضي قبل ايام وحاول تصدير الازمة المصرية في مغلف الجهاد في سوريا واحاط به مجموعة من أئمة الفتنة كخطباء فأحدهم كفر المعارضة المصرية ودعا الى قتلها وآخر وصف الشيعة بالانجاس ولم يحرك الرئيس ساكنا وكأنه مسير وليس مخيرا.

ومثل هذه الخطب التي تبث على الهواء مباشرة بحضور الرئاسة هي ضوء اخضر للقتل والعنف، ومن هنا نفهم تصريحات وزير الدفاع المصري الفريق السيسي من ان الجيش لن يظل صامتا امام انزلاق البلاء في صراع يصعب السيطرة عليه ودعا الى مصالحة حقيقية بين الاحزاب. فالوضع المصري كما يبدو مفتوح على كل الاحتمالات السيئة ويبقى تدخل الجيش في ترتيب مصالحة هو الخيار الامثل لانقاذ مصر وليس ما يلجأ اليه بعض المؤلفة جيوبهم والمغلقة قلوبهم من مؤامرات وتحضيرات لسفك الدماء وتمزيق الشعب المصري ودولته كما يجري تمزيق شعوب اخرى وتدمير دولها. فالدعاء لمصر بات واجبا لأن انهيارها هو انهيار الأمة عروبة ودينا.