في الذكرى الثانية لشهداء نفق الحرية والخامسة لمعتز حجازي- بقلم : أ. محمد حميد بقلم : أ. محمد حميد

في الذكرى الثانية لشهداء نفق الحرية والخامسة لمعتز حجازي- بقلم : أ. محمد حميد بقلم : أ. محمد حميد
في الذكرى الثانية لشهداء نفق الحرية والخامسة لمعتز حجازي- بقلم : أ. محمد حميد بقلم : أ. محمد حميد

في الذكرى الثانية لشهداء نفق الحرية والخامسة لمعتز حجازي- بقلم : أ. محمد حميد
بقلم : أ. محمد حميد
عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي
تمر علينا اليوم الذكرى الجهادية الثانية لاستشهاد الأخ والصديق/ عرفات أبو عبد الله، ونائبه الشهيد/ حسن أبو حسنين وثلة من خيرة أبناء سرايا القدس وكتائب القسام، نستذكر فيها جهادهم وتضحياتهم وعملهم، فشهداء نفق الحرية يحيون فينا شعلة المقاومة والجهاد، ويعيدون تذكيرنا بغايتهم السامية التي أبصرت أرضنا المحتلة عام 1948 مجددةً عناق أرواح أبناء فلسطين بذرات ترابها في نفق الحرية.
نفق الحرية الذي حمل قضية الأسرى العناوين الحية للتضحية والبذل، كان تعبير سرايا القدس الصادق على ما تشغله هذه القضية في أذهان قادتها ومثلت محاولةً منهم لتحرير الأسرى الذي لن يتحقق إلا بأسر مزيدٍ جنود الاحتلال، ومثل محاولةً لكسر حالة الترقب والانتظار التي تخللت التعامل مع ملف الأسرى الذين لم تزل نضالاتهم إضراباتهم وتضحياتهم حيةً حتى يومنا هذا.
جوف نفق الحرية كان شاهداً على جهاد واجتهاد المجاهدين في وحدة النخبة في سرايا القدس وهم يواصلون الليل بالنهار لمواكبة هذا العمل النوعي المقاوم، فكان استشهادهم تذكيراً لنا بعظم رجال الأنفاق وفضلهم وسبقهم. فطوبى لأخفياء العمل المعروفين عند الله تعالى. طوبى لرجال الأنفاق وطوبى لجنود سرايا القدس المجهولين في كل المواقع والساحات.
جوف نفق الحرية كان المحل الذي اختلطت فيه دماء شهداء سرايا القدس بشهداء كتائب القسام معلنةً أن المقاومة على قلب رجلٍ واحدٍ وإن حاول الاحتلال تعكير صفوها، فليس هناك أقوى من رباط الدم بين الإخوة.
أيامٌ عجافٌ مضت وباطن الأرض لم يزل شاهداً على قيادة سرايا القدس التي نذرت نفسها وروحها وعائلاتها ومنازلها ولا تزال تقدمها فداءً لفلسطين وللأسرى لتنطلق مهجهم مدويةً ومذكرةً لمن اتهموها بالتقصير وسلطوا سهام نقدهم على بعض القشور والأخطاء السطحية أن باطن الأرض يحتضن خيرة قادتها ومجاهديها وإن قسي عليهم من في ظاهرها وكأنما نسوا أو أُنْسوا قيراط الفضل الذي حازته السرايا بجهادها ونضالها وتربعها على ذروة سنام الدين، فمن منا لا يذكر عصام براهمة وحمزة السمودي ولؤي السعدي وهبة دراغمة وهنادي جرادات والمئات من الشهداء والأسرى والجرحى.
فروحا الشهيدين عرفات أبو عبد الله عضو المجلس العسكري لسرايا القدس ونائبه حسن أبو حسنين اللتان فاضتا إلى بارئهما تشريان نفسهما ابتغاء مرضات الله وغيرها من أرواح القادة الشهداء الأحياء والمجاهدين الصادقين التي ستفيض في كل ثغر جهادي ستكون شاهدةً على إخلاص هذا المسير الجهادي للسرايا، امتداداً لسلسلة الشهداء القادة صلاح أبو حسنين ودانيال منصور وأبو الوليد الدحدوح وماجد الحرازين وأبو مرشد ومحمد الشيخ خليل وبشير الدبش والقائمة لا تنتهي.
فسرايا القدس التي أذاعت صيت الجهاد والمقاومة بعد أن أخفاه قطار التطبيع والمساومات لم تزل تبذل الغالي والنفيس من دماء قادتها ومجاهديها على مر الزمان، مرشدةً الصادقين صوب القدس ومآذنها ومصححةً وجهة الكثير، وهي اليوم أصبحت رقماً صعباً أمام الاحتلال ووزناً إقليمياً لا يمكن التغاضي عنه أو استثنائه من قبل أية جهة كانت.
في هذا اليوم نستذكر إخوة أعزةً علينا، ونبرق التحية العسكرية اللائقة إلى الشهداء الراحلين، وكذلك إلى الشهداء المنتظرين من القادة والمجاهدين في سرايا القدس وغيرها من الأجنحة العسكرية المقاومة، ونقول لهم إننا لن ننزع أبداً بيعة دمائكم وأرواحكم وأشلائكم، أو نهلك دونها.
وفي حديثنا عن مآثر الشهداء نستذكر شهيدا عزيزا من المقدسيين الأحرار إنه الشهيد البطل معتز حجازي أيقونة الجهاد المقدسي ورأس حربة في الدفاع عن الأقصى الشريف ، كيف لا وهو من أخذ القرار الشجاع باستهداف رأس الشر والعدوان. وَعَبَد بتلك الرصاصات طريق السائرين نحو القدس من بعده.
رحم الله الشهداء رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته وألحقنا بهم مقبلين غير مدبرين.