استمرار اعتقال النشطاء والصحفيين يتعارض مع الاستعداد للانتخابات, حماس تعقب وفتح ترد والفصائل تستنكر

حنا ناصر واسماعيل هنية.jpeg
حنا ناصر واسماعيل هنية.jpeg

غزة/ خاص- المشرق نيوز/ فاطمة الدعمة

أعلنت حركة حماس والفصائل الفلسطينية عقب اجتماعها مع وفد لجنة الانتخابات المركزية برئاسة حنا ناصر يوم أمس الاثنين استعدادها لإجراء الانتخابات الفلسطينية العامة, فيما لا زالت الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس بغزة تحتجز عدد من النشطاء والصحفيين على خلفية حرية الرأي والتعبير.

من جهته أكد النائب عن حركة حماس يحيى موسى في تصريح خاص "للمشرق نيوز" عدم وجود أي معتقل لدى الأجهزة الأمنية التابعة للحركة على خلفية سياسية, مشيراً إلى أنه حال كان هناك معتقلين صحفيين فإن قضيتهم لا علاقة لها بالصحافة لذلك ليس هناك أي معتقلين بغزة على هذه الخلفية.

وشدد موسى على عدم وجود أي معتقل على خلفية حرية الرأي والتعبير, موضحاً أن أي معتقل موجود فهو معتقل بمقتضى قانوني واضح تماماً سواء قضية أمنية او جنائية أو قضية مالية وليس هناك أي اعتقال على خلفية الرأي أو النشر أو حرية التعبير أو ما شابه ذلك.

وحول الإفراج عن المعتقلين كخطوة أولية للتأكيد على استعداد حركة حماس للانتخابات, قال موسى إن أي معتقل موجود في غزة قضيته مع القضاء والنيابة وليست على خلفية سياسية لذلك لا علاقة له بالانتخابات ولا بغيرها.

القيادي في حركة فتح فيصل أبو شهلا ادان استمرار الأجهزة الأمنية التابعة لحماس في غزة باعتقال النشطاء والصحفيين, مشدداً على ضرورة صون الحريات واطلاق صراح المعتقلين والمحتجزين, حيث يعد هذا الأمر هو الاختبار الحقيقي الذي يترجم الأقوال لأفعال, مطالباً حماس بالإفراج عن المعتقلين.

ورداً على اعتقال هؤلاء النشطاء على خلفية غير سياسية وتوجيه اتهامات أخرى لهم, دعا أبو شهلا لضرورة تطبيق القانون, أما استمرار الاعتقال بدون محاكمة, أو نيابة, أو محامي, هذا خروج عن النظام والقانون ومخالف للأعراف.

وشدد في تصريحه "للمشرق نيوز"  أن توجيه اتهامات لهم بالتواصل مع رام الله او الى غيره, يعتبر أمر غير منطقي وغير معقول ويسيئ لأجواء المصالحة وانهاء الانقسام, معرباً عن أمله بأن تكون الانتخابات ديمقراطية وموضوعية وشفافة حتى يستطيع المواطن ان يقودها.

وحول دور حركة فتح تجاه هؤلاء المعتقلين, أوضح أبو شهلا أن حماس انقلبت على السلطة منذ 13 عاماً وهي لا زالت تسيطر على قطاع غزة ولها سجونها, لذلك حركة فتح تتابع قضية هؤلاء المعتقلين وتطالب بالإفراج عنهم, من خلال التوجه لكافة المؤسسات الحقوقية ومؤسسات حقوق الانسان لكن الأجهزة الأمنية لدى حماس تسيطر على غزة وتحكمها بالحديد والنار.

وأكد أبو شهلا "للمشرق نيوز" أن الانتخابات بالنسبة لحركة فتح هي "التزام- قانون- نظام" ,لذلك يجب ان يتم تطبيق القانون والالتزام به وان يكون له سيادة ويتم تطبيق قانون الانتخابات بشفافيته وبنوده.

بدوره أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب أن حركته لا تسمح باستمرار الاعتقالات على خلفية حرية الرأي والتعبير, موضحاً أن حركته ليس لديها معرفة بأسماء أو بيانات هؤلاء المعتقلين.

وقال حبيب إن حركته دائماً و في كل مرة يشعر فيها المواطن أنه مظلوم فإن الحركة تتدخل لدى حركة حماس من أجل الإفراج عنهم, أما في حال كان اعتقالهم على خلفية حرية الرأي والتعبير نؤكد رفضنا التام لهذا الاعتقال.

وأوضح حبيب "للمشرق نيوز" أن أي انتخابات لا بد من تهيئة أجواء وطنية مناسبة لإجرائها, وفي مقدمة هذه الأجواء هو تحريم الاعتقال على خلفية الرأي او المعارضة, حيث من حق المعارضة أو المواطن أن يعبر عن رأيه بكل حرية, وهذا ما كفله القانون الفلسطيني وكفلته كل الأعراف الدولية والإنسانية.

وأضاف حبيب: لا يوجد لدينا بيانات حول موضوع هؤلاء المعتقلين وأسماءهم وخلفية اعتقالهم, لذلك بإمكان نقابة الصحفيين وأهالي هؤلاء المعتقلين أن يزودونا بالبيانات ونحن بدورنا نراجع الأخوة في حركة حماس.

أما عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة, أكد على ضرورة تهيئة كل الأجواء والمناخات التي تسمح نحو تعزيز المواقف المتخذة بشأن الانتخابات والمصالحة بشكل عملي, لذلك مطلوب من طرفي الانقسام وقف سياسة الملاحقة  والاعتقالات والملاحقة والإفراج عن كافة المعتقلين على خلفية سياسية لفتح الطريق نحو البناء على الجهود المبذولة سواء من الفصائل الثمانية او لجنة الانتخابات بتهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات.

وأكد أبو ظريفة أن الجبهة الديمقراطية والفصائل تحدثت مراراً وتكراراً بهذا الجانب واحتضرت تضييق الخناق على الحريات العامة والتعبير والذي من شأنه أن يعقد المشهد والوضع الفلسطيني, لذلك تم دراسة هذه الملفات لإنهائها والإفراج عن كافة المعتقلين.

وشدد أبو ظريفة أن أي اعتقال يتم بناءاً على خلفية تحرك مطلبي أو سياسي فهو مرفوض جملة وتفصيلاً لأن حرية الرأي والتعبير مكفولة في القانون الأساسي ولا يجوز لأحد أن يتعدى على القانون الأساسي, ولكن بيئة الانقسام الظلامية هي التي توفر أحيانا مثل هذه السلوكيات الخارجة عن كل القيم والتقاليد الوطنية الفلسطينية وتضر بالعلاقات الداخلية.

وأعرب أبو ظريفة عن توقعاته في حال توفرت نية صادقة لتوفير بيئة مناخية صالحة للانتخابات بأن يتم الإفراج عن جميع المعتقلين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية, لهذا عندما طالبنا حوار عل مستوى قيادة مقربة كان الهدف هو تأمين الشروط التي تساعد على إجراء انتخابات ايجابية وشفافة وحرة ونزيهة وديمقراطية بعيدة عن كل المظاهر التي تضيق الخناق على حرية الانتخابات والذهاب للانتخابات في حالة فلسطينية أكثر معافاة.