هل تسعى إسرائيل للقضاء على حكم حماس في قطاع غزة ؟

تنزيل.jpg
تنزيل.jpg

تل ابيب/ المشرق نيوز

نقلت وسائل اعلام عبرية اليوم الأحد تفاصيل جديدة عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق غابي اشكنازي بشأن العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014, حيث أكد على عدم وجود قرار لدى إسرائيل بالقضاء على حكم حركة حماس التي تسيطر على القطاع الان.

وأوضح أشكنازي انه قبل العدوان على غزة، في نهاية العام 2008 وبداية 2009، وكان رئيس أركان الجيش حينذاك، "جرى حوار شامل للغاية مع المستوى السياسي. وكان هذا مهم لي كرئيس هيئة الأركان العامة، وجزءا من دروس (حرب) لبنان الثانية... وبدأ هذا الحوار في أعقاب مطلب الكابينيت (الحكومة الأمنية – السياسية الإسرائيلية المصغرة) بالقضاء على حماس. وهذه تعليمات شرعية وبالإمكان تنفيذها. ولكن لأنه توجد مداولات، عليك أن تستعرض الثمن وتبعات ذلك. التكلفة والتبعات وماذا سيحدث في اليوم التالي (للحرب). وعندها ترى أن الحماسة تتراجع وتعريف الهدف (من الحرب) يتقلص. وفي النهاية، تقلص ذلك إلى تغيير الواقع الأمني من خلال توجيه ضربة شديدة لحماس وإعادة الأمن".

واعتبر أشكنازي أن "سر قوتنا بوحدتنا، وبحقيقة أنه يوجد إجماع قومي على معظم المواضيع. لماذا نحن هنا؟ أية دولة نريد؟ ما هي الواجبات المدنية؟ ماذا تعني سلطة القانون؟ ما هي الديمقراطية؟"، وذلك في مقابلة معه نشرتها صحيفة "معاريف" اليوم، الأحد. لكنه حذر من أنه "في الوقت الذي يتفتت فيه الإجماع القومي حول هذه المواضيع، فإن هذا سيفكك المجتمع الإسرائيلي ويمكن أن يشكل خطرا على المشروع الصهيوني كله".

وأضاف أشكنازي أنه "قبل عشر سنوات اعتقدت أن المشكلة الأساسية كانت اجتماعية – اقتصادية". وأردف مهاجما رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، الذي يواجه شبهات فساد خطيرة، ويمنع في هذه الأثناء تشكيل حكومة بعد جولتي انتخابات عامة للكنيست. "ما هي سلطة القانون؟ هل الجميع متساوون أمام القانون؟ ألا يوجد أي أحد فوق القانون، حتى لو كان رئيس الحكومة؟ لا يعقل أن يظهر المستوى السياسي، الذي يقود الدولة، قدوة شخصية من هذا النوع. واختيار الكلمات والخطاب الصحيح هام جدا في هذا السياق. الكلمات تسبب إصابات وشروخ وانقسامات (في إشارة إلى خطاب نتنياهو واليمين بتخوين المعسكر الخصم). وينبغي الاهتمام ألا يكون المجتمع منقسما، وألا تحرض القيادة الجمهور، وإنما تجميعه، كي نستطيع العيش سوية".

وتابع أنه "خلال حملتي الانتخابات الأخيرتين تجولت في إسرائيل ، وأدركت أنه حول 80% من المشاكل والتحديات يوجد إجماع من جانب 80% من الجمهور. والمشكلة تكمن في القيادة، التي تستخدم المنصب والتأثير من أجل تقسيم المجتمع. فالدولة لا يمكنها أن تكون فئوية. وليس معقولا أن تملي أقلية سلم الأولويات القومي ورصد الموارد. وليس معقولا أن نهدر عاما ضائعا (بسبب جولات انتخابية) يمس بالمواطنين يوميا، فقط لأن رئيس الحكومة يريد إنقاذ نفسه من المحاكمة. متى كانت هنا حكومة غارقة بالفساد بهذا الشكل؟ أنظر إلى رئيس الحكومة والمحيطين به. جميعهم تقريبا شهود ملك أو مشتبهين بمخالفات خطيرة. وهو بنفسه يواجه ثلاث من أخطر شبهات/اتهامات في كتاب القوانين. وزراء مشتبهون بالجملة... لا يمكن تقبل واقع تعتبر فيه جماهير بأكملها أنها خائنة فقط لأنهم يحملون رأيا كهذا أو ذاك".

أشكنازي إلى أن "قوة إسرائيل لا تنبع من عدد الطائرات، الغواصات أو الدبابات، وإنما من حقيقة أنه يوجد هنا تكتل وإجماع قومي. وكل مرة خضنا حروبا كنا نشعر أن شعب إسرائيل كله يدعمنا. وأننا نخدم شيئا هاما. وهذا الأمر يتآكل الآن. والرواية بأننا نتقاسم ليس فقط ماض وحاضر مشترك، وإنما مصير ومستقبل مشترك، يتفتت. وهذا حصل لنا في العقد الأخير بشكل متسارع. وإذا اتسعت هذه التصدعات، ستفككنا من الداخل. والخطر على تكتل المجتمع الإسرائيلي أكبر من الخطر الإيراني".