ليبرمان مفتاح تشكيل أي حكومة اسرائيلية جديدة ويضع شروطه

ليبرمان مفتاح تشكيل أي حكومة اسرائيلية جديدة ويضع شروطه
ليبرمان مفتاح تشكيل أي حكومة اسرائيلية جديدة ويضع شروطه

القدس المحتلة / المشرق نيوز

تتجه الأنظار صوب زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، بعد انتهاء اجراء انتخابات إسرائيلية للكنيست لم تسفر عن فوز كاسح لإحدى الحزبين الكبيرين الليكود وأزرق أبيض ما سيضطرهما الى التنافس لكسب أحزاب صغيرة لتشكيل الإئتلاف الحكومي الجديد.

ووفق النتائج شبه نهائية التي أعلنت عنها وسائل الاعلام فإن قائمة (كاحول لفان/أزرق أبيض) بزعامة بيني غانتس، حصلت على 32 مقعدا، فيما حصل حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على ما بين 30 إلى 32 مقعدا.

وحصلت القائمة العربية المشتركة التي تضم أربعة أحزاب متحدة معا على ما بين 13 إلى 15 مقعدا، وحصل حزب شاس على تسعة مقاعد، وإسرائيل بيتنا على 8 إلى 9 مقاعد كما حصل يهدوت هتوراة على 7 إلى 8 مقاعد، أما حزب يامينا فحصل على 6 إلى 7 مقاعد، وعافودا غيشر على ستة مقاعد، فيما يتأرجح المعسكر الديمقراطي ما بين 5 و6 مقاعد.

وتعني هذه النتائج أن كلا من نتنياهو وغانتس لن يتمكنا من تشكيل حكومة بقاعدة قوية من دون اليميني المتشدد ليبرمان، والذي أصبح حجر الزاوية لأي حكومة قادمة.

وليبرمان سعى مبكرا إلى فرض رؤيته عبر التصريح بأنه لن يشارك إلا في حكومة وطنية ليبرالية تضم "إسرائيل بيتنا"، وحزب الليكود وحزب أبيض أزرق.

وقال ليبرمان في منشور شاركه عبر صفحته الشخصية على (فيس بوك)، "لقد سمعت تحليلات عدد من المعلقين والخبراء، والسيناريوهات المحتملة في المرحلة المقبلة، لذلك أنا أؤكد أنه لن تكون هناك أي تحالفات وهمية".

وأضاف ليبرمان " إذا لم يعلن بيني غانتس وبنيامين نتنياهو تشكيل حكومة وحدة.. اقول لهم لا تحاولوا الاتصال بي، لن نشارك في أي حكومة تضم القائمة العربية المشتركة أو أي حزب عربي".

وقال عضو الكنيست عوديد فورير، رئيس طاقم المفاوضات في حزب ليبرمان: "موقفنا لم يتغير. نحن نريد الدفع باتجاه حكومة وحدة وطنية مع الليكود وأزرق- أبيض. يجب أن تحصل حكومة الوحدة على سبعين مقعدًا على الأقل وأكثر، حتى نتمكن من القيام بأشياء لم نفعلها منذ سنوات".

ويقول مراقبون إن ليبرمان وزير الجيش الأسبق، بات في مكانة قوية تخوله لعب دور جوهري في أي تشكيل قادم للحكومة الجديدة ويعتبرون أنه أصبح "صانع الملوك".

وكان ليبرمان وحزبه العامل الرئيسي في إلحاق الهزيمة بنتنياهو بعد انتخابات أبريل الماضي، بعد رفضه الانضمام إلى الائتلاف الحكومي لنتنياهو، والذي كان يحتاج المقاعد الخمسة التي حصل عليها "إسرائيل بيتنا" ليحقق الأغلبية بمجموع 61 مقعدا في الكنيست المؤلف من 120 عضوا.

وشكلت مواقف ليبرمان العائق الأساسي أمام نتنياهو للوفاء بتشكيل الحكومة الجديدة.

ويحظى ليبرمان بشعبية انطلاقا من موقفه المعارض لمشاركة الأحزاب اليهودية المتشددة في الائتلاف الحكومي، كما أنه يروج للدفع لإصدار قانون يضع حدا لإعفاء اليهود المتشددين من الخدمة العسكرية الإلزامية.

ويتم توزيع مقاعد الكنيست وعددها 120 وفقا للتمثيل النسبي للقوائم الحزبية.

ويتعين على أي حزب من أجل الفوز بمقاعد أن يحصل على 3.25 بالمائة على الأقل من الأصوات على المستوى الوطني، تعادل أربعة مقاعد.

وقال ليبرمان إنه منفتح على التحالف مع الليكود، لكن ليس تحت قيادة نتنياهو، معللا ذلك باتهامات الفساد الوشيكة التي قد توجه له.

ويشمل البرنامج السياسي اليميني المتطرف الذي يتبناه ليبرمان دعم المستوطنات في الضفة الغربية، وكان شعار حملته الانتخابية "اجعلوا إسرائيل طبيعية مجددا".

وكتبت صحيفة (هآرتس) العبرية أن نتنياهو بعيد عن تحقيق غالبية 61 عضو كنيست تتيح له تشكيل حكومة يمين ضيقة، وفق ما أسفرت عنه نتائج العينة الانتخابية التي نشرتها قنوات التلفزة الإسرائيلية فور إغلاق صناديق الاقتراع لذا فإن ليبرمان سيكون في هذه الانتخابات كذلك هو كفة الميزان الراجحة أو بيضة القبان.

ومن المقرر أن يوجه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، الدعوة إلى ممثلي الكتل البرلمانية المختلفة لإجراء المشاورات النيابية لتحديد من هو عضو الكنيست الأنسب والأوفر حظا في تشكيل الحكومة الجديدة خلال الأيام القادمة.

وتنافس خلال الانتخابات الحالية 29 حزبا سياسيا من أصل 31 بعد انسحاب اثنين منها على 120 مقعدا في الكنيست الإسرائيلي.

واقترح ليبرمان على الرئيس الإسرائيلي، دعوة نتنياهو وغانتس يوم الأحد، لحوار غير رسمي للحديث عن حكومة وحدة وطنية واسعة.

ونوه باحتمالية وجود خيار لتشكيل حكومة وحدة وطنية بدونه، قائلا إنه لا يخشى أن يتم تشكيل حكومة موحدة بدونه "لأننا نهتم بدولة إسرائيل، على الرغم من رغبتنا في أن نكون جزءا من الائتلاف القادم إلا أننا نفضل أن نبقى في المعارضة بما يخدم مصلحة بلادنا في الوقت الحالي". وتابع "سأكون سعيدا بذلك، وسأكون سعيدا بالمشاركة بها"،على حد قوله.

وستقرر الانتخابات ما إذا كان نتنياهو (69 عاما) سيستمر في حكمه كأطول فترة في الحكم (أمضى في السلطة 13 عاما على فترتين)، أم سيحل مكانه غانتس.

وتعتبر الانتخابات الحالية مصيرية لنتنياهو، الذي يواجه عدة تهم بالفساد والمنتظر أن يبت بها المستشار القضائي للحكومة وتوجيه اتهامات له بعد أيام قليلة من الانتخابات.