نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية 2019

تونس.jpg
تونس.jpg

تصدر نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية 2019 الأكاديمي المستقل، قيس سعيد (61 سنة)، و التي أجريت اليوم الأحد في مكاتب الاقتراع. وأجرت استطلاع نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية 2019 مؤسسة "سيغما كونساي" بالتوازي مع عملية الاقتراع اليوم مؤكدة أن مرور سعيد إلى الدور الثاني مع المرشح نبيل القروي الموقوف في السجن أصبح أمرا حتميا، وأن هامش الخطأ ضيق في الاستطلاع.

وقال قيس سعيد، لـ"راديو موازييك" إن استطلاعات آراء الناخبين بعد الإدلاء بأصواتهم تشير إلى تقدمه بعد إغلاق مراكز الاقتراع في الجولة الأولى من الانتخابات.

وأضاف الأكاديمي التونسي أن فوزه يلقى مسؤولية كبيرة لتحويل الإحباط إلى أمل وهو يمثل خطوة جديدة في تاريخ تونس فهو كثورة جديدة.

وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، أنّ نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية التي جرت، اليوم الأحد، بلغت 45.02%، مشيرة إلى أن نسبة المشاركة خارج البلاد بلغت 19.7%.

وقال رئيس الهيئة نبيل بفون، في مؤتمر صحافي، إنّ "النسبة مقبولة وكنا نأمل أن تكون أكبر".

إلى ذلك، أعلن المرشحان المناهضان للنظام، نبيل القروي (المسجون)، وقيس سعيد، أنهما انتقلا إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية.

وقال مسؤول في حزب القروي "قلب تونس"، لوكالة "فرانس برس"، إن "نبيل القروي في الدور الثاني".

كما قال قيس سعيد بدوره، لـ"فرانس برس"، إن "المرتبة الأولى التي نلتها تحملني مسؤولية كبيرة تجاه الشعب حتى نمرّ معاً من اليأس إلى الأمل ومن الرجاء إلى العمل".

وتوقعت مؤسسة استطلاعات رأي، أن يكون المرشح غير المعروف قيس سعيد، هو الفائز في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، في حين احتل قطب الإعلام السجين نبيل القروي المرتبة الثانية.

ولا تظهر توقعات مؤسسة "سيغما كونسي"، رئيس الوزراء، يوسف الشاهد، ضمن أفضل أربعة مرشحين في التصويت، والذي شارك فيه 26 مرشحاً.

وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في انتخابات الرئاسة، التي جرت اليوم الأحد، في تمام الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي. وبدأت عملية فرز الأصوات، بعد نحو نصف ساعة من الإغلاق.

ومن المتوقع إعلان النتائج الأولية الرسمية، يوم الثلاثاء.


وتمنح التوقعات سعيد، وهو أستاذ القانون الدستوري المستقل 19.5% من الأصوات، وللقروي 15.5%.

كما تمنح المركز الثالث لمرشح حركة "النهضة" عبد الفتاح مورو بنسبة 11%. وجاء المرشح عبد الكريم الزبيدي بالمرتبة الرابعة بنسبة 9.4% ثم يوسف الشاهد بالمرتبة الخامسة بنسبة 7.5%، يليه مباشرة المرشح الصافي سعيد بنسبة 7.4%. 

ورجح مدير مؤسسة الاستطلاعات حسن الزرقوني، في تصريح إعلامي، ألا يتجاوز هامش الخطأ 2%، ما يعني أنّ المتنافسين بالدور الثاني هما بالتأكيد قيس سعيد ونبيل القروي.


"

وشكلت هذه المعطيات مفاجأة كبيرة لكثير من المتابعين، حيث كان يُنتظر مرور القروي للمرحلة الثانية إذ قدمته أغلب استطلاعات الرأي بالمرتبة الأولى حتى بعد سجنه بتهم تتعلق بالتهرب الضريبي، ولكن سعيد شكل مفاجأة حقيقية خصوصاً باحتلاله للمرتبة الأولى، وتجاوزه للقروي نفسه بأربع نقاط كاملة.

وفي تعليق على هذه المعطيات قال سمير ديلو، مدير حملة مرشح حركة "النهضة" عبد الفتاح مورو، إن "هيئة الانتخابات هي الجهة الوحيدة التي يمكنها أن تقدم نتائج الانتخابات، وما يصلنا من أخبار من الجهات مختلف عما قدمته وسائل الإعلام إلى حد الآن".

من جهته، أكد مدير حملة المرشح عبد الكريم الزبيدي فوزي عبد الرحمن، "قبول النتائج واحترامها"، معتبراً أنّ "تونس تتوجه إلى المجهول" وأن "الخسارة هي لكل العائلة الوسطية".

ونشر الرئيس الأسبق منصف المرزوقي، على صفحته في "فيسبوك"، بياناً وصف فيه هذه النتائج بـ"المخيبة للآمال".

وأكد المرزوقي على "تحمّلي كامل المسؤولية في الفشل بإقناع أغلبية الناخبين بشخصي وببرنامجي لقيادة تونس في الخمس سنوات المقبلة … في انتظار التبعات المنطقية للأمور التي سيتم الإعلان عنها حال استكمال المسار الانتخابي".


وقيس سعيّد (61 عاماً) هو أستاذ جامعي حاصل على شهادة الدراسات المعمقة في القانون العام. دخل الانتخابات الرئاسية في شكل مغامرة، بسبب محدودية ممارسته السياسية، وغياب تجربته الحزبية، وبدفع من عدد من طلبته ومن المحيطين به، سيما بعد أن وضعته استطلاعات الرأي مع المرشحين الجديين في أكثر من مناسبة.

ويعد خبير القانون الدستوري مرشحاً مستقلاً، غير أنّ أنصاره وداعميه يضمون شقاً واسعاً من شباب "النهضة" الغاضب، ومن الباحثين عمن يمثل لديهم قيم الثورة واستمرار مسارها، وعن مرشح يتسم بالاستقامة والخطاب القانوني.

أما نبيل القروي المترشّح عن حزب "قلب تونس" الذي أسسه مؤخراً، فهو مولود عام 1963 ببنزرت وهو من الفاعلين في مجال الإعلان والإعلام السمعي البصري.

تابع القروي دراسته الجامعية بمعهد التجارة بمرسيليا، بعد حصوله على شهادة الباكلوريا بتونس، وتخصّص في التجارة وتقنيات البيع بالمؤسسات المتعددة الجنسيات، ثم التحق بالمجموعة العالمية "كنال بلوس" بمنصب مدير تجاري لمدّة سنتين.

وإثر وفاة نجله خليل في حادث مروري، أسس القروي جمعية "خليل تونس" لتقديم مساعدة للعائلات الفقيرة، وبثّ مادة إعلامية يومية متعلقة بهذه الأنشطة على قناة "نسمة" التي يملكها.

ودخل القروي في صراع مع الهيئة العليا المستقلّة للاتصال السمعي البصري، بسبب ما اعتبرته الهيئة تجاوزات ارتكبتها قناته، وقامت بمحاولة غلقها بالقوة العامة، وتحولت القضية إلى معركة مفتوحة مع الحكومة.
لكن القروي ليس رجل اتصال وإعلام فقط، وإنما كان دائماً على تماس مع المشهد السياسي، ويعتبر واحداً من مؤسسي حركة "نداء تونس"، قبل أن يستقيل منها ويؤسس حزبه "قلب تونس" الذي يتقدم للانتخابات التشريعية أيضاً.

وقال القروي في عدة تصريحات إنّه كان من المساهمين في لقاء باريس الشهير الذي جمع بين رئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي والرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، ويؤكد بنفسه أنّه ساهم في مساعدة السبسي على الوصول إلى قصر الرئاسة في انتخابات 2014.