بهارات دينية .. خلطة شيطانية .. نكهة إيمانية بقلم : هند الظاهري

بهارات دينية .. خلطة شيطانية .. نكهة إيمانية  بقلم : هند الظاهري
بهارات دينية .. خلطة شيطانية .. نكهة إيمانية بقلم : هند الظاهري

بهارات دينية .. خلطة شيطانية .. نكهة إيمانية

بقلم : هند الظاهري

هل تتصور أنك مختلف، كيف؟ لون بشرتك يختلف عن لوني؟ ملامحنا تختلف؟ ربما تحب أكلات لا أحبها، هواياتنا مختلفة .. إذاً لماذا تصر على أن أفكر مثلك؟ أن أتبنى اعتقاداتك .. كيف ونحن نرى الأمور من جهات متباينة؟

فلنعد للخلف .. للقصة الأولى .. حين خلق الله آدم، خلقه من قبضة تراب جُمعت من كل الأرض .. تربةٌ مختلفٌ ألوانها .. التربة الحمراء والسوداء والصفراء والبيضاء .. حين خلق الأرض، خلق الكواكب .. الليل والنهار .. الشمس والقمر .. الحرارة والبرودة .. إذاً .. الاختلاف سنة الله في خلقه .. فكيف نعترض على الله ..؟

ألم يقل الله تعالى «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة» .. ولكنه «لم يرد ذلك» .. كيف تصر إذاً على مخالفة أمر الله باسم الله.

تؤمن بمحمدٍ نبياً .. وحين نقول، نبينا تعايش مع الجميع، لم يمنع أحداً من أن يمارس حريته في دينه أو في طبيعة حياته أو ثقافته، لم يهدم أماكن العبادة وكان «يؤمن» أن للجميع حق ممارسة اعتقاداته المختلفة .. لم يعترف بحقوقهم فقط بل كفلها لهم، كفل لليهود والنصارى حق الحياة، حق اختيار الدين، حق التملك من الأراضي والتجارة ونحوها. بل أقر الرسول على التعامل بالتجارة معهم .. كفل لهم حق الحماية والدفاع .. حق العدالة في المعاملات جميعها .. كان يزور مرضاهم ويقبل هداياهم، كان يتواضع لهم ويجالسهم ولا يدخل معهم في جدل .. عفا عن محاولاتهم قتله.

فتأتي أنت، وتطالب «بنفي» ثقافة النبي تلك .. لماذا ..؟ لأنك تدعي أنه لا يمكن لأحد أن يكون مثله فهو «معصوم» وهو «لين القلب» .. وأنت «الشديد القوي» .. لاتعترف سوى «بحد السيوف» وتتخذه «شعاراً لك» ..

إذاً كن ما أنت .. ولكن لاتطلب منا أن نخرج من «ملة محمد» ..

يقول الله تعالى: «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب، إن الذين يفترون على الله الكذب لايفلحون».

قوانينكم في الحقيقة وضعية من صنع عقولكم و«مضامينكم» مع القليل من «البهارات الدينية» لتضفوا «للخلطة الشيطانية» «نكهة إيمانية» .. لا تمت لله أو رسوله أو حتى للإنسانية.

لذلك .. ستبقون هكذا .. «متحزبون» تتأبطون شعارات مختلفة تنسبونها للحق وتسفكون الدماء باسمها.

كلكم سواء .. لا يوجد باطل وحق في قضيتكم .. فـ «الدم لونه واحد» .. والكره والحقد طعمه واحد «إخواني» .. الأحرار «المظلومون وآلكم» المتفتحون .. إلى أن يفصل الله بينكم .. حين تشاء مشيئته ..