أكاديميون وسياسيون بغزة يؤكدون أن وحدة الشعب الفلسطيني أفشلت "صفقة القرن"

FIZWt.jpg
FIZWt.jpg

غزة/ المشرق نيوز

عقد عدد من السياسيين والأكاديميين اليوم الاثنين مؤتمراً لبحث تداعيات خطة السلام الأمريكية المعروفة اعلاميا بـ "صفقة القرن", واساليب مواجهتا والتصدي لها.

وأكد الأكاديميون والسياسيون، بأن "صفقة القرن" التي خططت لها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فشلت في تحقيق أهدافها وأبعادها الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب تسوية حقوق الشعب الفلسطيني، معتبرين خطة ترامب دعاية إعلامية رئاسية لا أكثر.

وأوضحوا أهم أسباب فشل تمرير الصفقة هو إدراك تام للشعب الفلسطيني وقيادته عن مخاطر نتائج تطبيقها ومدى انعكاسها السلبي على القضية الفلسطينية، مشددين على أن أي خطة سلام أمريكية مقبلة ستبوء بالفشل كسابقتها.

وأكد القيادي في حركة "حماس" د. أحمد يوسف في كلمة له عن تطورات "صفقة القرن" في المشهد الامريكي في الجلسة حوار عن التفاعلات الدولية إزاء "صفقة القرن" (الأبعاد-والتأثيرات)، والتي نظمت في المكتب الإعلامي الحكومي مع مركز الدراسات السياسية اليوم الاثنين، وأدارها د. عدنان أبو عامر، بأن خطابات الوسائل الإعلام الأمريكية تتجاهل هذه الفترة الحديث عن الصفقة.

وأوضح يوسف أن وسائل الاعلام الامريكية بكافة أشكالها، تشهد تراجعاً كبيراً في الحديث عن مواضيع "صفقة القرن"، مؤكداً بأنه تراجعًا من قبل الكتاب والصحفيين، لأن هناك تطورات سياسية طفت على السطح من جديد منها أزمة مياه الخليج مع إيران.

واستعرض في مستهل حديثه، بعض الكتاب والصحفيين الأمريكيين وحديثهم عن الصفقة، وسط تباين واضح في الآراء منها المؤيد والمعارض لها.

صفقة تجارية وسرية

وحول مواضيع الصفقة، بينّ بأن الإدارة الامريكية جعلت محتويات خطة السلام سرية، واكتفت بإعلانها عن الشق الاقتصادي وإبقاء الشق السياسي والأهم مُبهم وطّي الكتمان.

واعتبر يوسف أن خطة السلام الأمريكية الجديدة في المنطقة هي صفقة تجارية سرية امتداداً لسابقها من الصفقات الاستعمارية، مشيراً إلى أن الرئيس ترامب روّجَ للصفقة على أساس تَحسين الاقتصاد الفلسطيني المتهالك مع إعطائهم حكم محلي ذاتي.

كما أوضح، أن أسباب فشل تطبيق بنود "صفقة القرن"، أنه لم يتم التحشيد لها داخلياً في أمريكا من قبل كبار المستشارين السياسيين، ودون إجماع دولي، معتبراً اياها صفقة تبيع الوهّم والسراب، وهدفها إشغال الأنظمة العربية وراء اللهث مع الاحتلال "الإسرائيلي" لحماية عروشهم.

وذكر بانه أجريّ استطلاع رأي أمريكي إزاء القضية الفلسطينية، وأن 50% من الأمريكان لا يؤيدون حل الدولتين، و50% يؤيدون حل الدولة الواحدة، وفي حال لم يفلح ذلك، يُعطى للاحتلال صفة الدولة مع تسوية حقوق الفلسطينيين.

موقف موحد ضد الصفقة

بدوره، تحدث الحقوقي ومدير مركز مسارات السياسية بغزة د. صلاح عبد العاطي، عن ماهية "صفقة القرن"، وهي انتقال الولايات المتحدة من منطق إدارة الصراع إلى حسم الصراع على الرؤية "الإسرائيلية"، من خلال الإعلان عن خطة ترامب الجديدة.

وأكد عبد العاطي، بان مسرح الواقع خلال الترويج لـ"صفقة القرن"، كان بضم صامت لأرضي الضفة "لإسرائيل"، وحصار قطاع غزة وفصله عن باقي أراضي الوطن، ومحاولات الضغط على السلطة والفصائل الوطنية للقبول، موضحاً بأن الاحتلال سعى لتثبيت أرض الواقع وشرعنتها.

وعن المواقف الفلسطينية في مواجهة الصفقة، بين أن الشعب الفلسطيني وقيادته، رفضوا وبشدة تمرير خطة السلام الامريكية، باعتبارها تمس حقوق الفلسطينيين، ومحاولة الإدارة الامريكية شطب صفة اللاجئ وحق العودة.

وأشار، إلى أن وحدة الشعب الفلسطيني ساهمت في عرقلة تمرير "صفقة القرن" الامريكية على حساب الحقوق والثوابت الفلسطينية، موضحاً ذلك بإطلاق الفعاليات والمسيرات المناهضة للصفقة في أرجاء الوطن، وأبرزها مسيرة العودة وكسر الحصار الأسبوعية.

وحول تناقض الرؤى الفلسطينية في بداية الإعلان عن صفقة السلام، ذكر عبد العاطي، أن هنالك تناقض من قبل القيادة الفلسطينية حول تبني الصفقة، مسترسلاً ذلك باجتماع الرئيس محمود عباس مع ترامب في البيت الأبيض التي كانت أن تفضي للموافقة على الخطة، بالإضافة إلى التراشق الإعلامي بين حركتي "فتح" و"حماس" من يمرر الخطة.

وأوضح، أن أسباب تناقض القيادة الفلسطينية "فتح/حماس"، هو الانقسام البغيض الذي كرس خلال الأعوام السابقة، مما دفع بعضهم في تبادل الاتهامات مع البعض، مع طرح كلاً منهم تبريرات عن الآخر حول من يتبنى خطة ترامب المزعومة.

وحذر عبد العاطي، من دعاة الدولة الواحدة لأنها تعطي الاحتلال "كاريزمية" الاعتراف بوجوده، وتمنحه الشرعية وفق القرارات الدولية على حساب الشعب الفلسطيني، مشدداً بانه في حال نجحت الصفقة سينعكس ذلك بشكل كارثي على حقوق الفلسطينيين.

كما وجدد تأكيده، أن هناك مصاعب كثيرة أمام البيت الأبيض برئاسة ترامب في تحقيق بنود "صفقة القرن"، وسط رفض واسع وبشدة من قبل الشعب الفلسطيني وبعض الدول العربية، مشيراً إلى ان الصراع على فلسطين هو صراع موازين القوى العالمية,

ودعا عبد العاطي، في ختام كلمته، إلى استعادة الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني، ووضع برامج سياسية على أساس الشراكة الوطنية، تحت إطار مواجهة القرارات الامريكية المجحفة.

فك ارتباط الدول العربية بفلسطين

ومن جانبه، قال الكاتب الفلسطيني ماجد الكيالي عبر الفيديو "كونفرس" في محور مواقف المجتمع الدولي إزاء الصفقة، :"إن مراحل "صفقة القرن" مرت تدريجياً، عبر نقل الرئيس ترامب السفارة إلى القدس واعتراف القدس عاصمة "لإسرائيل"، وشرعنة الاستيطان في كافة مدن الضفة الغربية".

وأضاف  الكيالي، بان الأمر لم يقتصر على خطة ترامب المزعومة التي جرى ترتيبها منذُ الـ3 عقود الماضية، بل شرعنة ترتيبات الصفقة في تطبيقها على أرض الواقع.

وأكد، بان صفقة القرن لها أربعة أبعاد سياسية، وهي تفكيك وحدة الشعب الفلسطيني في تجزئة حقوقه، وإبقاء الكيان السياسي للسلطة الفلسطينية عند حدودها في الحكم الذاتي للشعب وليس للأرض، بالإضافة إلى فك ارتباط الأنظمة العربية مع قضية فلسطين وجعلها آخر الأولويات، واعتبار الكيان المحتل "إسرائيل" جزء فعال ومهم في المنطقة.

وأشار أ. الكيالي، إلى أن الاتفاقيات السابقة الموقعة بين منظمة التحرير و"إسرائيل" في إعطاء الأخير تنازلات وتسهيلات، دفعه في الترويج عن الصفقة، فيما وصل الحد للحديث عن نسبة تطبيقها على أرض الواقع.

ودعا، في معرض حديثه، القيادة الفلسطينية إلى إعادة بناء البيت الفلسطيني ومنظمة التحرير باعتباره الممثل الشرعي بكل إمكانيتها، في التصدي ومواجهة المخططات الأمريكية التصفوية.

تغطية إعلامية متنوعة

وحول تغطية وسائل الاعلام الدولية لـ"صفقة القرن" استعرض م. محمد رضوان، تغطية وكالات الاعلام الدولية عن الخطة الامريكية، قائلاً، :"إن تغطية خطة ترامب تنوعت في الاعلام الدولي من تمهيدي وترويجي، إلى فشل تطبيق الصفقة"، مضيفاُ بأن الحديث عن الخطة ما زالت مستمرة.

وذكر رضوان، أن تفاعلات وإجراءات الصفقة في وسائل الإعلام انقسمت إلى أربعة أقسام، المرحلة الأولى وهي خطة ترامب للسلام، واتسمت بأنها راعية للسلام الحقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولم يتطرق في هذه المرحلة الحديث عن التفاصيل.

أما في المرحلة الثانية، وهي الصفقة أمر واقع، والتي اتسمت باعتراف ترامب بالقدس عاصمة للاحتلال ونقل السفارة إليها، وسياسة ضم الجولان المحتل، وإغلاق مكتب منظمة التحرير، وزيادة الضغط على القيادة الفلسطينية للقبول ببنود الصفقة، والمرحلة الثالثة ورشة البحرين وإعلان فيها عن الشق الاقتصادي، والأخيرة ما بعد ورشة البحرين التي قوبلت بالرفض التام.

وطالب  رضوان، الإعلام العربي والفلسطيني في تشكيل جسم موحد يبرز مخاطر صفقة القرن للعالم، مع تكثيف اللقاءات الإعلامية والكتاب المخضرمين في برامج إعلامية لنقل الخطاب عن إزاء نتائج تمرير خطة ترامب الاستعمارية.

ودعا، إلى استغلال حملات المناصرة الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي في إيصال الرسالة الحقيقة للعالم، لمواجهة قرارات البيت الأبيض الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإلقاء حقوق الفلسطينيين.