فلنتسامح ولنتصافح ولنملأ قلوبنا بقلم / أ . عاطف صالح المشهراوي - صحفي وكاتب إعلامي أكاديمي                   

عاطف المشهراوي.jpg
عاطف المشهراوي.jpg

في عيد الأضحي المبارك ..

                                                فلنتسامح ولنتصافح ولنملأ قلوبنا محبة ومودة ..                      

بقلم / أ . عاطف صالح المشهراوي - صحفي وكاتب إعلامي أكاديمي

بعد أيام يحل علينا عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات ...   فيه نفرح نحن المسلمون بما كتب الله لنا بالطاعة والإيمان ... ولإخواننا حجاج بيت الله الحرام من تجديد لحياتهم بما خلعوا من سيئات الماضي وآثامه، ولتطهيرهم لنفوسهم وقلوبهم من درن الآثام فيصبحوا من صالحي أمة محمد عليه السـلام  ، خاصةً وأنهم عاهـدوا اللـه بتهليلاتهم وتكبيراتهم له بأن يكونوا من أهل مرضاته .

وإذا كان هذا مما يفرحنا ويجعلنا نقضي عيدنا فرحين، فلماذا لا نشاركهم هذا العهد في هذا العيد الذي نعقده مع الله عز وجل ؟ بأن نكون نحن أيضًا من أهل الخير ، وأن نتعامل فيما بيننا بما يرضيه ، وأن نتعاون على البر والتقوى ؟

 يجيء العيد لينسى الناس همومهم ومشاكلهم وينطلقوا صوب المساجد ليملأوا الأمكنة صلاةً وتعظيماً لله ... فالعيد عبادة ودعوةً للتصافح وزيارة الأهل والأقارب والجيران وصلة الأرحام لترتقي صفة التسامح التي تولد الفرح وتتوج الجباه التي أتعبها الركض المحتدم في أمور الدنيا ومتاعها .

تأتي الفرحة مع مجيء عيد الأضحى ... فيحاول الناس فيه القفز فوق جراحاتهم وخلافاتهم فينطلقون صوب الأمنيات الجميلة ويغسلون أزماتهم بالتصافح والتسامح والابتسامات الصادقة ، وتمضي مواكب البهجة والمسرة كأن لا شيء ببينهم من خصومة لينطلقوا بمعانقة الابتهاج ليعلنوا عنوان الفرح فيما بينهم وابتسامات العيد توشح محياهم وبيوتهم ، يمتلكون أدوات الحياة السعيدة بتواضعهم ، فهم قادرون على أن يوفروا لأنفسهم ولأسرهم أياماً وأوقاتاً دائمة حافلة بالمسرات فيملأون أرجاء المكان بالفرح والسعادة والابتسامات الحلوة الجميلة ...

والبعض الآخر من الناس للأسف الشديد يعانون من الفجور في الخصومة فلا يقدرون على النسيان ، ولا محاولة استنطاق الصمت الذي يلفهم من كل جانب ، فينهمر كرههم في الأعماق ولا شيء يملكونه  سوى وحدتهم مع أنفسهم الأمارة بالسوء .

لكن الطيبون ذو المنبع الأصيل هم السعداء القادرون على النسيان ، فيمسحون دموعهم ويضمدون جراحاتهم ويسكنون آلامهم ويشاركون الناس ومن حولهم فرحتهم بعيد الله الأكبر عيد الأضحى المبارك وكل الأعياد والمناسبات والأفراح فينسون الجراح ، يشاركونهم وأهليهم  فرحة هذا العيد المبارك بالأمنيات والتمنيات الخالصة من قلوبهم النقية الناصعة فتكتسي جباههم بالبهجة والفرحة ليغسلوا قلوبهم بما مضى من أزمات والدنيا عيد .

فالعيد عيدنا والفرح فرحنا ... يحثنا ذلك بأن نكون الأقدر على تحقيق نسيان ما مضى من خصام في دواخلنا لنغسلها من الحقد والكراهية والحسد والاحتدام فنعلن الحرب على كل خلافاتنا ونسمو بتعاملنا بنزاهة النسيان .

فالعيد فرحة مؤكدة وسعادة غامرة وبهجة كبيرة .. فلنراجع حساباتنا ونصفي خلافاتنا وننسى الصراعات والجراحات الوهمية والخلافات المتأزمة لنكون مثل الجسد الواحد ندعو إلى مسيرة الخير والكلمة الطيبة الجميلة والتهنئة الخاصة والأمنيات السعيدة .. ولنملأ قلوبنا محبةً وبهجةً ولنتصافح ولنتسامح ولنتبارك في عيد الأضحى المبارك ..

كل عيد وأنتم الخير لكل عام سعيد ...