صور: أبو محمود المقدسي بنى منزل مسؤول اسرائيلي.. فكافأه بهدم بيته في صور باهر وشرد أسرته

هدم.jpg
هدم.jpg

القدس/ خاص- المشرق نيوز

لم يكن يعلم ابو محمود عامل البناء المقدسي من وادي الحمص أن صاحب البيت الاسرائيلي الذي بنى بيته قبل عدة سنوات ويدعى بيني ويعمل مديراً في وزارة المالية التابعة الاحتلال الإسرائيلي ليقتات هو عياله، هو الذي سيهدم بيته ضمن الحملة المسعورة لجرافات الاحتلال التي هدمت أكثر من ١٠٠ بيت فلسطيني تأوي المئات بل الالاف من الاسر الفلسطينية الفقيرة.

وكانت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، قد شرعت فجر الاثنين الماضي، في هدم 10 بنايات، من أصل 16 بناية مخطرة بالهدم، تؤوي عشرات العائلات المقدسية، في حي وادي الحمص بقرية صور باهر، جنوب القدس المحتلة، وسط احتجاجات فلسطينية ودولية.

وتعد عملية الهدم هذه أوسع عملية هدم تنفذها سلطات الاحتلال في القدس المحتلة، بعد عملية هدم مماثلة نفذتها تلك السلطات في قرية قلنديا، شمالي المدينة المقدسة، قبل ثلاث سنوات.

ابو محمود عامل يخرج في الصباح الى ورشات العمار غالبها عند اليهود. اشترى مع زوجته قطعة الأرض بعرعرة ليبني بيت لأولاده. محمود يدرس هندسة الحوسبة ببئر السبع.,, " ألفت" والمكناة بـ ام محمود ، انسانة عصامية تعمل ربة منزل, حيث تقوم بتربية الأطفال ببيتها وتمنح أولادها أفضل تربية وشريكة ببناء مستقبلهم.

عائلة كادحة ضحية سياسة عنصرية تهدم بيوت الناس. التقيتهم الاسبوع الماضي لأول مرة عندما زرتهم بدعوة من اللجنة الشعبية ليلة الهدم وعدت إليهم بعد الهدم.

جلسنا ساعات طويلة بمدخل بيت بجانب أحد مخابز عرعرة.  حالة من الحزن والاحباط سادت. محمود مبعد بعد أن اعتقل وضرب بساحة بيته المهدوم وداخل سيارة الشرطة. جدته، والدة ألفت، بالمستشفى بعد أن كسرت يدها خلال اعتداء الشرطة. ابو محمود يشعر بالعجز عن حماية بيته وعائلته. حاول أن يحمي ابنه محمود من الضرب ولكنه ضرب هو الآخر حتى تدخل أحد الضباط.

يجلس معنا عدد من الشباب والعمة التي تتمنى من ربنا أن ينتقم منهم. تحاول ان تتحدث معهم ولكنهم بحالة حداد وحزن ولملمة جروح وافكار ومشاعر. يأتي الابن الأصغر ويطلب بعض الطعام. ساعات بعد الهدم يحاول أن يسترد طفولته ويسأل اذا مسموح يروح على دورة اللغة العبرية ؟.

تسأل ام محمود اذا كان من الأفضل لو هدمت البيت بنفسها. وترد بنفسها على السؤال "ما كنت بسامح حالي ؟".

ويتصل مصطفى وشاحي جار العائلة وعضو اللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن ليستفسر عن الموقع بعد الهدم. السلطة لن تكتفي بالهدم سترسل حساب الهدم لتدفعه العائلة التي أصبحت لا تملك شيئا سوى كرامتها. وتعلن ألفت "من وين بدنا نجيب ؟ كل تعبنا حطيناه. على السطح فيه بلوكات وحديد بعدنا ما لحقنا ندفع حقه.. ". وتضيف "من وين بدنا نجيب القوة نفيق أربعة الصبح عشان ينزل ابو محمود على الشغل ؟" ومحمود يتخبط " مش عارف كيف بدي اركز بالجامعة".

وفجأة يتحدث ابو محمود عن بيت شاي بابد مدير عام وزارة المالية. نعم مدير الوزارة المسؤولة عن هدم بيته. ويتضح أن ابو محمود قد شارك ببناء بيت مدير عام الوزارة التي هدمت بيته. وأكاد لا أصدق مفارقات القدر. ويضيف ابو محمود "اعرف باباد شخصيا وطلبت مساعدته ولكنه اعتذر". وتضيف ام محمود " عضو كنيست تعهد أن يتحدث مع وزير المالية والتخطيط ولكنه لم يعد الى خيمة الاعتصام" وعلى الشبكات الاجتماعية كتب أحدهم "بدنا نصوت ليكود"  ويتجاهل مسؤولية كحلون وزير التخطيط والمالية الذي وعد بحل مشكلة السكن في البلاد قبل ان ينضم مرة أخرى  إلى الليكود. وانا تذكرت قرية كانت تنتخب  "المفدال" حزب المتدينين اليهود لكي لا تهدمها وزارة الداخلية. وقد حصلت هذه القرية على الاعتراف فقط عام ١٩٩٦ باعقاب اتفاقيات أوسلو ودعم "احزاب العرب" لحكومة رابين.

عائلة ابو مرزوق بحاجة اليوم لهمة الناس الأصيلة والجدية. صمودها ببيتها حمى عشرات البيوت المجاورة التي تعاني من المضايقات والابتزاز والمحاكم والمخالفات. بليلة الهدم اتصل معي محامي العائلة رامي جزماوي وطلب مستندات حكومية متوفرة بمركز مساواة  ليستخدمها بمحكمة عائلة أخرى يهددها أمر الهدم. وفي اليوم التالي تتلقى اتصال من العراقيب التي وصلتها الجرافات لتحرث الأرض التي افترشناها باستقبال الشيخ صياح الطوري. حربهم مش على الارض. دائرة اراضي اسرائيل تملك ٩٣% من الأرض. معركتهم ضد الإنسان.

واجبنا نحكي قصص العائلات المنكوبة للناس في البلاد والعالم وتنظيم الناس لحل مشكلة التخطيط والأرض والسكن من جذورها. كحلون ونتنياهو مسؤولين عن أزمة السكن المخططة والمفتعلة في البلاد. مشروعهم الحقيقي يخدم مشروع الاستيطان والاحتلال وهدم بيوت العرب لتحييد الأنظار عن قتل الاثيوبية وفشلهم السياسي والاقتصادي. نتنياهو يبحث عن عدو ضعيف ينتصر عليه ويخرجه من أزمته الانتخابية. استهداف عائلة ابو مرزوق والطوري وعائلات خور صقر سيستمر ليخدم مشروعهم السياسي والانتخابي. وعلينا ان ننقل المعركة من بيوت الناس المهدومة إلى مكاتبهم وبيوتهم وشوارعهم. 

مش مفروض اللي ببني بيت مدير وزارة المالية والتخطيط ينهدم بيته. الحكومة ووزاراتها مسؤولة عن حق عائلة ابو مرزوق بالسكن.

فلنطلق صرخة الحق في السكن أمام بيوتهم ومكاتبهم المكيفة.