قرار القيادة مهم ولكن... ,,,بقلم/ ماجد سعيد

ماجد سعيد.jpg
ماجد سعيد.jpg

رام الله/ المشرق نيوز

على الرغم من أهمية القرار الذي اتخذ في ختام اجتماع القيادة الا انه لم يكن على قدر التهويل الذي سبقه من مسؤولين بان اجتماع الخميس مفصلي وانه يشكل مفترق طرق على كافة المستويات، فقرار وقف العمل بالاتفاقيات الموقعة مع الجانب الاسرائيلي، قرار مهم وضروري وكان يجب ان يكون منذ عدة سنوات، لكن تشكيل لجنة لتنفيذ هذا القرار يمكن ان يمثل وصفة لموته، فاللجان في بلادنا في غالب الامر، تخلق لاماتة القضية التي شكلت من اجلها.

أقول ذلك لأننا سبق وان سمعنا هذا القرار خلال السنوات القليلة الماضية، سمعناه في اجتماعات المجلس المركزي السابقة التي اسند اليها الرئيس عباس هذا القرار عندما ذيله بالقول: عملا بقرار المجلس المركزي، ونذكر أيضا انه جرى تشكيل لجان عدة آخرها اللجنة التي أعقبت اجتماع المجلس المركزي الأخير برئاسة الرئيس لدراسة ووضع آلية لتنفيذه هذا القرار وغيره من القرارات المتعلقة بشكل العلاقة مع إسرائيل والانفكاك عنها، لكن هذه اللجان لم تخرج باي تصور الى العلن ويبدو انها لم تضع مثل هذا التصور لبدء التطبيق الفعلي لهذا القرار.

قرار اليوم لم يقطع الخيط مع إسرائيل فقد سبقه تجديد تأكيد الرئيس عباس على ان اليد الفلسطينية ستبقى ممدودة للسلام، كما انه لم يعط تفاصيل عملية حول توقيت البدء بالتنفيذ وانما تحدث عن انطلاق عمل اللجنة الجديدة التي شكلت من القيادة لوضع الاليات اللازمة لذلك دون تحديد مهلة لانتهاء عملها، وهو ما يمكن تسميته بالإنذار الأخير لإسرائيل والعالم فهو تحذير قبل التنفيذ وتجميد قبل الالغاء.

هذا القرار وفي حال تطبيقه فانه يعني وقف العمل بجميع اللجان الفنية المشتركة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي المدنية والأمنية وفي مختلف القطاعات بما في ذلك اتفاق باريس الاقتصادي، ومن اجل ذلك فانه يحتاج أيضا الى اسناد شعبي وجماهيري خاصة اذا ما نظرنا الى ما يمكن ان تحمله المرحلة المقبلة من تعقيدات ليس لمواجهة الضغط الذي يمكن ان يكون قد بدأ على القيادة كي لا تخرج اللجنة المشكلة للغرض باي تصور، وانما الى صبر وتحدي من قبل هذا الجمهور الذي يعيش ضائقة اقتصادية لا يعرف احد متى ستنتهي.

اعتقد ان امتحان التعليق او الوقف للاتفاقيات سيكون صعبا اذا ما نظرنا الى اننا أولا لم نستعد جيدا لهذه الخطوة التي تحتاج الى تأمين مصادر جديدة للفلسطينيين تخفف من الاعتماد على الاقتصاد الإسرائيلي، وثانيا لاننا سجناء جغرافيا في بقعة يكاد يكون الهواء الذي نتنفسه بيد إسرائيل، لكن فكرة تسليم مفاتيح السلطة بأكملها الى إسرائيل والعودة الى العمل التنظيمي والثوري بالتأكيد اسهل بكثير وربما تكون انجع، فهل نحن فاعلون؟