غرينبلات يكشف عدة ملفات حول "صفقة القرن" وموقف بلاده من الرئيس عباس

تنزيل (16).jpg
تنزيل (16).jpg

واشنطن/ المشرق نيوز

أجرت قناة الحرة الأمريكية لقاء مع  جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط, بحث خلالها عدة ملفات تتعلق بالأوضاع الفلسطينية وخطة السلام الامريكية المعروفة بـ "صفقة القرن", والمؤتمر الاقتصادي الذي عقد الشهر الماضي في العاصمة البحرينية "المنامة".

وفيما يلي نص الحوار:

بعد مرور أسبوعين على ورشة المنامة، ما هي النتائج التي حققتها؟ وإلى أي حد أنتم واثقون بأن الدول والأطراف التي حضرت الورشة ستفي بتعهداتها؟

الورشة في حد ذاتها كانت ممتازة، (كبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد) كوشنر وفريقه قاموا بعمل رائع في إعداد حزمة من 50 مليار دولار لما يمكن أن يكون للفلسطينيين والأردن ومصر ولبنان.

نحن الآن في مهمة تقصي حقائق، سنسمع تعليقات الحاضرين ومن الدول في أنحاء العالم، ونحب أن نسمع تعليقات السلطة الفلسطينية. نعتقد أن هذا مهم. ستكون هذه فرصة مفقودة... (في حال) لم يقرؤوا الخطة الاقتصادية ويعطونا رأيهم.

الأشياء ستنفذ، عندما نحصل على التعليقات وننهي الجزء الاقتصادي ونوصلها بالخطة السياسية التي سيُكشف عنها أيضا، وهذا سيشمل رؤية الرئيس ترامب للطريقة التي يعتقد أن بإمكانه حل النزاع فيها.

بالنسبة لثقة الحاضرين وقدرتهم على التنفيذ، فهناك الكثيرون الذين تحدثوا إلينا عن الورشة، وقد ألهموا من الورشة، ويريدون مساعدة الشعب الفلسطيني، لا أحد يمكن أن يساعد إلا إذا كان هناك اتفاق سلام شامل.

ما يلاحظ من الخطة، أن الكثير من المشاريع تحتاج إلى موافقة وترخيص من إسرائيل، هل إسرائيل تؤيد جميع هذه المشاريع بدون تحفظ؟

الخطة مصممة لكي تكون جزءا من المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، لا نعرف ما إذا كانت إسرائيل موافقة على كل مجالات الخطة، هناك مشاريع رأوها مثل أي أحد آخر ويقومون باستيعابها لأن هذا جزء من اتفاق السلام الشامل، كل شيء هناك (مع الطابع السياسي السائد) يجب التفاوض عليه.

من سيُراقب المعابر وسيرخص لشركات الاتصالات والسكك الحديدية مثلا؟

لا يجب أن نفهم الكثير من الرؤية الاقتصادية (بـ) ربطها بالعملية السياسية، هذا مرتبط بالجانب السياسي من النزاع، ولا يوجد التفاف على حقيقة أن الإسرائيليين والفلسطينيين عليهم أن يجلسوا سويا ويدرسوا كل مجال من مجالات النزاع، وهذا يشمل المشاريع التي يمكن أن تنفذ فقط إذا أراد ذلك الإسرائيليون والفلسطينيون، واستعدوا للاستمرار فيها في إطار اتفاقية السلام.

هل تخشون تأثير الأجواء السياسية في إسرائيل وحالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات الإسرائيلية على حظوظ هذه الخطة في النجاح؟

اعتقد أن الخطة ستتحقق، ونجاحها يعتمد على الحكومتين الإسرائيلية والفلسطينية، وهل هم مهتمون بالنظر على هذه الخطة والوصول إلى خط النهاية.

إذا أخذنا في الاعتبار انتقاداتكم للسلطة الفلسطينية وحالة القطيعة بينكم وبين المسؤولين الفلسطينيين.. هل من المنطقي الافتراض بأن نجاح هذه الخطة مرهون بتغيير القيادة السياسية الفلسطينية؟

لا، لدي ثقة في الرئيس عباس، الآن هناك علامات استفهام، ولكن آمل عندما يرى الخطة السياسية سيدرك الوقت والجهد الذي بذل لخلق شيء خاص للشعب الفلسطيني، وله القدرة على التحويل، أملنا أن ينظر بجدية، ولأنه قائد شعبه يقرأ الخطة ويتفاوض حولها مع رئيس وزراء إسرائيل ويحاول الوصول إلى هناك، لا ننظر لتغيير في النظام، نأمل أن (يكون) الرئيس عباس هو القائد الذي سيجلب شعبه إلى مستقبل أفضل.

نسمع من حين لآخر منكم ومن مسؤولين آخرين يتحدثون عن لقاءات واتصالات مع الجانب الفلسطيني رغم القطيعة، هل يمكن أن تكشف لنا من هم هؤلاء الفلسطينيون ومن يمثلون؟

لقد كنا حذرين ألا نكشف عن هوية الذين نتحدث معهم، أنا لا أتحدث بلسان كوشنر، ولكن أتحدث مع الفلسطينيين طوال الوقت، هناك أناس من مكتبي ونحن نقدر ما تبذله الإدارة لتحقيق السلام.

كل واحد عندما يغادر الغرفة يطلب مني ألا أكشف هويته، هذا يُؤسف له، ولكن هذه هي الحقيقة، هم يعطوننا الأمل أنه بإمكاننا تجاوز النزاع وهم معنيون بحل النزاع ولكن لا يتحدثون، نحن نفهم أنهم لا يتحدثون باسم الرئيس عباس، أو السلطة الفلسطينية والمنظمة، (بل) موجودون بصفتهم الشخصية.

ما هي استراتيجيتكم للتواصل مع عامة الفلسطينيين لشرح الخطة خصوصا بعد رفض نقابة الصحفيين الفلسطينيين دعوة للصحفيين الفلسطينيين للبيت الأبيض؟

أبوابي دائما مفتوحة، والفلسطينيون يتواصلون معي. والفلسطينيون إما يأتون عبر علاقات أو بعثات لنا وسفارات في العالم. المقاطعة الصحفية هي مثال مثير للاهتمام (على) المشكلة، نريد أن نشرح للشعب الفلسطيني الأشياء كما نراها والأشياء التي يمكن أن يحصلوا عليها.

حقيقة أن الإعلام الفلسطيني أو نقابة الصحفيين أرادت أن تقاطع دعوة من البيت الأبيض، وبدلا من أن تقول دعونا نسمع ما لديكم حتى ننقل الحقيقة لشعبنا.. هذه ليست علامة جيدة للشعب الفلسطيني.

هناك من يقول: إنه كان من الأجدر البدء بالشق السياسي قبل البدء في الحديث عن مشاريع اقتصادية في الأراضي الفلسطينية؟

هناك مدارس فكرية مختلفة، في عالم مثالي نجمعهم سويا، ولكن في إطار معقد قررنا أن نفصل الشقين، نريد أن نظهر للناس ما يمكن أن يتم إذا كان هناك اتفاق سلام وما هي المجالات السياسية، أن نضع خطة سياسية بدون خطة اقتصادية هذا خطأ كبير.

لا يمكن أن يكون هناك اتفاق سلام ناجح بدون أن تكون هناك خارطة طريق للمواضيع الاقتصادية. أفهم النقطة ولكن فضلنا أن نفعلها هكذا.

وهناك من يقول: أنا لا أنظر للخطة الاقتصادية أو أنخرط فيها، هذا غير مفيد ولن يجلب حياة أفضل للفلسطينيين.

تصريحاتكم في الآونة الأخيرة تخلص إلى أن حل الدولتين لم يعد أساسا للمقاربة الأميركية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي؟

الرئيس ترامب يريد ما يقبله الطرفان، لا يمكن أن نلخص هذا النزاع المعقد بشعار من ثلاث كلمات، استخدام شعار حل الدولتين لا يتطرق لقضايا مثل القضايا الأمنية، نمتنع عن استعمال هذا المصطلح ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن نوفر شيئا للفلسطينيين والإسرائيليين يساعدهم على تجاوز النزاع ويكون هناك ازدهار وحياة أفضل للشعبين، استخدام هذه العبارة لن يوصلنا إلى هناك.

لماذا كان للأردن ومصر حظ من المخصصات المالية للخطة الاقتصادية؟

لن يساعد المنطقة إذا قدمنا شيئا حافلا بالرخاء للفلسطينيين وتجاهلنا الأردن ولبنان ومصر، لهذا أمضينا وقتا طويلا لإعداد مشاريع للبنان، نأمل من هذه الدول أن تعطينا رأيها. لبنان قاطع الورشة، ونأمل أن يتغير هذا، ونأمل أن يعطينا الأردن ومصر معلومات قيمة وردود أفعال عن الرزمة المالية.

ما هي الشروط التي تنتظرون توافرها على الأرض لإعلان الشق السياسي للخطة الأميركية للسلام؟

هذه قضية ساخنة.. لن أقول إن هناك علامات أو مؤشرات ننتظرها، ننتظر اللحظة التي يمكن عندها أن نقدم الخطة السياسية التي ستحظى بتحديات، إحدى التحديات الآن، هل نفعل هذا خلال دورة الانتخابات الإسرائيلية أم بعدها وقبل تشكيل الحكومة أم ننتظر لما بعد تشكيل الحكومة؟ انتظرنا المرة الأولى، الآن على الرئيس أن يقرر هل سينتظر أم لا.

ما هي الاستراتيجية البديلة إذا استمرت القطيعة ولم تترجم ورشة المنامة إلى الواقع؟

هناك الكثير من المشاكل في العالم التي على الرئيس ترامب والإدارة حلها.

على سبيل المثال، لو أن الفلسطينيين قاطعوا كلية الجهد، لن نستطيع أن نرغم الفلسطينيين على شيء ولا الإسرائيليين على التوقيع على صفقة، لا يمكن لأحد أن يفرض حلا لهذا النزاع، عدا جمع الأطراف سوية للتفاوض.

أعتقد أننا، وربما الكثير من الإدارات بعدنا، ستقوم بأعمال ناجحة، لكن فرصة الوصول لصفقة شاملة في عهد هذا الرئيس الفريد في هذا الوقت الفريد فرصة كبيرة.

قبل سنوات كانت هناك اتصالات بين إسرائيل والمنطقة، لا أريد أن أقول سرية ولكن تحت الطاولة، إسرائيل مقبولة في المنطقة إلى حد ما، وجزء من هذا له علاقة بإيران، فإيران هي العدو لهذه المنطقة والمشكلة الأساسية للمنطقة، ليس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، يجب أن نستفيد من هذا الوقت الفريد وأن نعمل لنرى هل يمكن حل هذا النزاع.

من خلال لقاءاتكم مع المسؤولين العرب في منطقة الخليج، هل تشعرون أن هذه الدول لديها استعداد لإقناع الفلسطينيين بقبول هذه الخطة سواء بشقيها الاقتصادي أو السياسي؟

أعتقد أن دول الخليج لديها مصالحها الوطنية وأعتقد أنها لا تريد أن تترك الفلسطينيين لوحدهم، إذا استطاعوا إقناع الفلسطينيين، البعض يقول إرغام الفلسطينيين، لا أحد معني بإرغام الفلسطينيين، لا الولايات المتحدة ولا دول الخليج، هم يريدون المساعدة.

النزاع استمر لسبعين عاما ولا يفيد الفلسطينيين أو قيادتهم مقاطعة ورشة عمل يمكن لها أن توفر حياة رائعة للفلسطينيين، دول الخليج تفهم أن هناك جمودا، وهم يحاولون المساعدة، ولكن إلى أن يروا الخطة السياسية.. وهل يمكن أن يقبلوها؟ لا يمكن لي أنا أن اجيب على هذا السؤال.

هل تشعرون أن الأزمة الإيرانية ساعدت الجهود الأميركية لجسر الهوة بين الدول الخليجية وإسرائيل والحديث علنا عن التطبيع؟

أعتقد ان هذا يكشف الحقيقة، حقيقة أن هذه الدول معرضة للخطر، ليس بسبب إسرائيل التي لم تهاجم أيا من هذه الدول، ولكن إيران تهديد مهم لكل دولة من هذه الدول.

من المهم الإقرار بأن هذه الدول لا تريد التخلي عن الفلسطينيين، لكن في الوقت ذاته (هم) يريدون حماية بلدانهم المهددة، وإسرائيل أيضا مهددة، بالمناسبة الفلسطينيون مهددون، إذا هوجمت إسرائيل من جانب إيران، فالفلسطينيون سيعانون، إذاً علينا جميعا أن نتوافق والمنطقة عليها أن تتوافق على أن إيران هي عدو السلام في المنطقة.