صحيفة عبرية: 5 سنوات على عدوان غزة 2014 والمعركة القادمة مختلفة

حرب غزة.jpg
حرب غزة.jpg

القدس المحتلة / المشرق نيوز

قالت المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم" يوأف ليمور ​​​​​، مع مرور 5 سنوات على الحرب الأخيرة على غزة 2014 تشير التقديرات الى أن حالة الهدوء النسبي بالجنوب ستبدد بسرعة، في حال عدم ادخال الأموال والبضائع لغزة، ليحل محله العنف والتصعيد والذي سيكون مختلفا هذه المرة.

ويضيف المحلل العسكري ليمور، أن التقديرات بتبدد حالة الهدوء بالجنوب بسرعة، ازدادت في الأسابيع الأخيرة، بعدما أعادت حماس إطلاق البالونات الحارقة إلى الغلاف، التفاهمات الأخيرة التي تم التوصل إليها برعاية أممية ومصرية، تؤدي حتى الآن إلى النتيجة المطلوبة، وهي الهدوء.

ويعتبر ليمور، أن هذا الهدوء هو وهم، ففي حال عدم موافقة إسرائيل على دخول الأموال والبضائع التي كانت ممنوعة إلى غزة، فسرعان ما سيحل محله العنف والتوتر بالجنوب. هذا الهدوء المتبدد، يغطي على حالة الردع بغزة، فلولا وجود الردع، لبادرت حماس إلى حرب واسعة وشاملة ضدنا، من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية الصعبة بالقطاع.

ويشير الى الإنجاز الكبير لحرب 2014 على غزة، هو القضاء على الأنفاق، فمنذ اندلاع الحملة، تم تدمير 17 نفقا لحماس بقطاع غزة، والإنجاز الأهم هو التقدم في بناء العائق الجديد على طول حدود القطاع، حيث تم بناء 40 كيلو مترا، من أصل 68 كيلو، والمتوقع الانتهاء منها بنهاية العام 2019.

الردع متبادل:

هذا الردع بمثابة سلاح ذو حدين، ويعمل يمينا ويسارا على كلا التجاهين، فإسرائيل تحاول منذ بداية اندلاع الأحداث بشهر مارس 2018، عدم الانجرار لإجراءات تورطها عسكريا بقطاع غزة، وتبدي دوما استعدادا لاستيعاب الأحدث الحاصلة على حدود القطاع وبالغلاف.

وهذا يعود بالأساس إلى إدراك المستويين السياسي والأمني في إسرائيل، أن أي حرب جديدة في غزة ستكلف ثمنا باهظا، أو ستؤدي إلى نفس الوضع القائم حاليا، وربما إلى سيناريو أكثر سوءًا، وهو احتلال قطاع غزة.

إسرائيل تفضل التسوية:

لذلك إسرائيل تفضل الحل، والتوصل إلى تسوية مع غزة، وهناك شك باحتمالية التوصل إلى هذه التسوية خلال الأشهر القريبة القادمة، وذلك بسبب الانتخابات، وبسبب الخلاف حول الأموال والكهرباء وقضية الجنود الأسرى.

لذلك ورغم الردع المتبادل، ستمتاز المرحلة القادمة بالتوتر، ويجبر الجيش الإسرائيلي، على الحفاظ على الجهوزية العالية والاستعداد للتصعيد.

المعركة القادمة ستكون مختلفة:

واضح للطرفين أن المعركة القادمة ستكون مختلفة، إسرائيل غير معنية بهذه الحرب، التي ستنتهي بشعور الهزيمة على المستوى المدني. وقد تبدأ الحرب القادمة في حال المساس بعناصر حماس، كما حصل بالعام 2012.

كذلك حماس  استخلصت العبر من حرب العام 2014، وكمية الصواريخ التي نجحت في إطلاقها (490) بالتصعيد الأخير في مايو الماضي دليل على ذلك، وتشير إلى أنها ستعمل على تركيز النار في أقل وقت، بهدف الحصول على أكبر قدر من الإنجازات.

نشاطات علنية وسرية:

من أجل الوصول إلى تفوق على حماس في الجولة القادمة، قامت إسرائيل بعدة نشاطات، علنية وسرية، والعملية الخاصة التي فشلت بخانيونس، في شهر نوفمبر الماضي وقتل فيها المقدم "م" كانت نموذجا لذلك.

وكذلك بهدف الحفاظ على حالة تفوق عملياتية واستخباراتية على حماس، تسمح لإسرائيل لأن تكون متقدمة على حماس بخطوة واحدة، واتخاذ قرارات للحسم بشروط مناسبة لها، حتى لو تحصل هذه القرارات على إجماع شعبي إسرائيلي.