آفة غرور المتحزبين وأنصاف المتدينين .. كتب ناصر إسماعيل اليافاوي

ناصر اليافاوي.jpg
ناصر اليافاوي.jpg

آفة غرور المتحزبين وأنصاف المتدينين

كتب ناصر إسماعيل اليافاوي

الغرور مرادف للكبر، وهو داء وشر مستطر، والغرور منهيا عنه لسائر البشر، وخاصة للدعاة..

الغرور الذى نشاهده عند الأنصاف اليوم هو عجب المرء بنفسه، واتباعه هواه، وتضخم"الأنا" عنده، وحبه لذاته، وغمطه لحقوق الآخرين...

ومما يذهلنا اليوم وجود هذه الآفة لدى بعض ممن يزعمون أنفسهم دعاة الخير ويتمسحون تاره بالدين وأخرى بالوطنية ، وممن نفترض أن تنطوي قلوبهم على الطهر والنقاء، والود والصفاء، لا على الكبر والغرور والأنانية، وتورم الذات

أسباب غرور الأنصاف /

أولا: عدم فهم هؤلاء لطبيعة الدين ولا حتى الوطنية ، والقراءة الحزبية المسطحة، وتشربهم ممن يلوون عنق النص...

ثانيا: تسليط الكاميرات والمؤسسات و بعض وسائل الإعلام الضوء على بعض المتكلمين، وإيجاد مساحات واسعة لهم، فتنتفخ أوداجهم، وتتضخم ذواتهم، ويوهمون أنفسهم أنهم قد أصبحوا ذات شأن ، مع أن فكرهم خواء وأفئدتهم هواء.

ثالثا: عدم وجود البيئة والمجتمع المثقف الواعي الذي يميز بين الغث والسمين، فيهلل من لا دراية لهم من أبناء المجتمع لبعض هؤلاء المتكلمين، فيصابون بداء الغرور، ويحسبون أنهم يحسنون صنعا

رابعا / الخلل لدى الأحزاب في إعداد وبناء الكوادر وتأهيلهم تأهيلا علميا، والاكتفاء بالتنظير القائم على الطاعة والولاء وعبودية أصنام حزبية امتدادا لللات والعزى وهبل ..

آثار الغرور على المتحزبين وأنصاف المتدينين :

- غروره يجعله لا يُعِد نفسه حين يريد أن يتحدث إلى الناس إعدادا جيدا، ولذا فقد يهرف بما لا يعرف، وربما يزِل، لكن زلة أمثاله خطيرة ،لأنها تنعكس على محيطه ومريديه

أثر الغرور على بيئة العمل والمجتمع:

- ملاحظة الفصل بين القول والفعل، وبين الواقع والسلوك..

- انتاج بيئة عمل مفككة العُرَى، مهلهلة النسيج، ضعيفة البنيان

- خلق حالة من خور في العمل، ووهن في الأداء لان ممارساته بروبوغاندية ظاهرية .

تأسيسا لما سبق نرى رزمة من الصفات تبعد الشخص عن الغرور والتنطع منها /

- التواضع / ومعنى التواضع: ألا يستنكف عن قبول الحق ولو جاءه ممن هو دونه علما أو سنا أو قدرا، او ممن يخالف تعاليم حزبه المجيد ، ومن الرجوع إلى الحق بعد أن يتبين له. أما الكبر والغرور بالنفس والإعجاب بها، فيصد عن الحق وإن كان أوضح من فلق الصبح.

- النظرة بموضوعية الأمور وألا يكن مطموس البصيرة أعياه الغرور عن رؤية الحق، لأنه لا يبصر إلا من زاوية واحدة، وهي الزاوية التي يرى فيها ذاته، ولا يرى غيرها،

- أن ينزع عنه رداء الكبر - - ينتصر في معركته على الجهل والهوى والتسلط والفساد، و يتسلح بأسلحة عديدة لازمة له في الدفاع والهجوم منها ( التعاون والمشاركة وإنكار الذات )