بالصور: فنانة فلسطينية تجسم شهداء مجزرة رفح بالآيس كريم

بالصور: فنانة فلسطينية تجسم شهداء مجزرة رفح بالآيس كريم
بالصور: فنانة فلسطينية تجسم شهداء مجزرة رفح بالآيس كريم

فنانة فلسطينية تجسم شهداء مجزرة رفح خلال بالآيس كريم

غزة : خاص المشرق نيوز/ احمد السماك

لم يغب عن ذهنها المشهد السريالي لجثث الرجال والأطفال، بعضها فوق بعض في ثلاجات المثلجات، إثر المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، في الأول من أغسطس، خلال عدوان 2014، والتي راح ضحيتها 140 فلسطينياً وأصيب المئات.

وقالت دعاء قشطة (28 عام) لـ "المشرق نيوز" وهي تمسك إحدى لوحاته: "أردت أن أجسد مشهد الأطفال السريالي داخل الثلاجة".

تجسيد1.jpg
 

تخرجت الفنانة بدرجة البكالوريوس في الرياضيات عام 2013 من الجامعة الإسلامية في غزة.

وتابعت: "تركت مجالي بالرياضيات وانتقلت للفن لأني لم أحصل على وظيفة بشهادتي العلمية بعد عامين من البحث؛ فتوجهت للفن بكل شغف. أخدت في البداية دورة أساسيات رسم البورتريه، لمدة شهر"، وبعدها انطلقت.

تجسيد2.jpg
 

 الجدير ذكره أن معدل البطالة بين الخريجين في غزة بلغ 69 في المئة، وفق إحصائية 2018 لجهاز الإحصاء الفلسطيني.

وبعد ذلك، دخلت قشطة عالم الألوان، وبدأت بالرسم على لوحات تسمى كالْفِص، بألوان الأكرولين والزيت. وبعدها حلقت في الفن المجرد (المفاهيمي)، والأعمال التركيبية والانشائية، وأخيراً بالرسومات المتحركة (الفيديو آرت).

تجسيد3.jpg
 

وعن مصدر أفكار رسوماتها، قالت: "بكون إيحاء من قضايا يومية إنسانية زي: الفقر، الهجرة، اللجوء. ومواضيع فلسطينية كحق العودة، وغيرها. وكنت بركز على رسم بورتريه أطفال المخيمات الفقراء".

شكل الفن مصدر دخل لها، إذ تستقبل طلبات الرسم من خلال صفحتها على الفيس بوك أو الإنستغرام. ويتراوح ثمن لوحة البورتريه المرسومة بالفحم أو بالألوان، بين 40-150ش. وتشير إلى أن معظم طلبات الرسم تأتي من المخطوبين والمتزوجين.

وشاركت قشطة في معرض (Art for Hope Gaza) الفني الذي أقيم في دبي عام 2016، عن طريق الفنانة الأردنية دينا أبو غزالة. وبيعت إحدى لوحاتها بـ400 دولار أمريكي.

تجسيد4.jpg
 

وكعادتها، أرادت أن تطور من إبداعها في تجسيد معاناة شعبها؛ فشاركت في ورشة عمل في أساسيات النحت عام 2018 بالقطاع. ثم شكلت بعدها مجسمات صغيرة تشبه الآيس كريم والأسكيمو، وداخل كل منها إنسان، تحاكي أزمة عدم وجود مستشفى مركزي برفح.

 وقالت: "الفكرة أجتني في شهر أغسطس الماضي، لما طلعوا مسيرات للمطالبة بمستشفى في رفح، صار عندي إلحاح أعبر عن هاد الشيء بطريقة فنية. أول ما جاء في بالي موضوع أزمة نقص ثلاجات الموتى. فمستشفى الكويتي فتح مجال لاستقبال الشهداء والجرحى خلال حرب 2014، لكن ما كان فيه ثلاجات موتى، فجابوا ثلاجات لمصنع العودة المحلي للأيس كريم. فأردت أن أجسد مشهد الأطفال داخل الثلاجة".

تجسيد5.jpg
 

لم يكن ذلك سهلاً على الفنانة كونها التجربة الأولى؛ فجربت خامة الجبص والسيلكون المطاطي والشمع، فوجدت ضالتها في الأخير.

وأضافت: " تعمدت أن أستخدم الرمزية، وذلك لأنه بعد استهداف المنازل يصعب معرفة الجثة لرجل أو لامرأة أم لطفل. أيضا الأطفال قعدوا يومين لحد ما أهلهم عرفوهم... أخاطب ضمير الشعوب لتتحرك".

تجسيد6.jpg
 

وأقامت قشطة معرضاً أسمته "آيس كريم العودة" في فبراير الماضي، لاقى رواجاً كبيراً في وسائل الإعلام، وحضره وفد من الصليب الأحمر، منهم ألمان وبريطانيون.

وعن الصعوبات، قالت: "عدم تقبل الأهل والمجتمع لتوجهي للفن بالبداية، كون الفن ما إله قيمة (بنظرهم)، لكني أصريت واشتغلت على نفسي. بالإضافة لندرة المواد".

واختتمت الفنانة بالقول: "لم أدعُ أهل الشهداء إلى المعرض حتى لا أفتح جروح العائلة مجدداً، بيكفي إلي فيهم".

تجسيد7.jpg
 

وشن الاحتلال عدواناً على القطاع في صيف 2014، لمدة 51 يوماً، راح ضحيتها 2039 شهيداً، و579 طفلاً، و263 امرأة. وجرح أكثر من 10 آلاف، وفق إحصائية لمركز الإعلام الفلسطيني.