لا جديد في الوطن السعيد-- بقلم : يوسف ابو عواد

لا جديد في الوطن السعيد-- بقلم : يوسف ابو عواد
لا جديد في الوطن السعيد-- بقلم : يوسف ابو عواد

نغادر الوطن نحن معشر المغتربين ونعود مستبشرين بوعد جديد نتوقع أن الوطن استعاد شيئاً من عافيته وتخلص من بعض الأدران والمثالب ليسوؤنا الطالع ونفجع مرة أخرى أنه يعاني من أعراض وأمراض جديدة، وأن أمراضه المزمنة تتفاقم، ومن كنت تعتبره صديقاً قبل السفر تفاجأ أنه قد أصبح على القائمة السوداء، ومن كان محسوباً على الكرماء تدحرج ليصبح في خانة البخلاء، وأن قائمة المحتالين والنصابين تتسع قاعدة الهرم فيها بشكل دراماتيكي غير مسبوق، وأن تمثال القيم والمبادئ قد لاقى ما لاقاه تمثال صدام قبل عشرة أعوام وما تلاقيه تماثيل الأسد في الرقة والبلدات المحررة في سوريا الممانعة كما يحلو للبعض وأن جيلنا وهو يتحدث عن قيم الأولين لأبنائه وأحفاده كمن يتحدث عن الغول والعنقاء والديناصورات المنقرضة...

أتساءل وغيري كثيرون ممن يبكون على الزمن الجميل حين كانت القيم والشهامة والأصالة عنوان عروبتنا وتاج كرامتنا لماذا تردينا إلى هذا المستوى الهابط من السلوك المشين في زمن ندعي فيه الحضارة والرقي والمدنية ؟! تلك الحضارة المزعومة التي يعتقد البعض أنها في تجليات مظاهرها الخداعة ما هي إلا قناعاً تغلف نفوساً مريضة وضمائر ميتة وأحاسيس تبلدت لا تستيقظ أو تتحرك إلى على منظر الدينار والدولار...

هل لو كانت العقوبة مشددة على الفساد والمفسدين والنصب والنصابين كنا سنجد هذا الطغيان الغاشم للفساد وأهله ؟ هل لو يُكَرَّمُ الطاهرون والأمناء ويُشَهَّرُ بالسّاقطين والأَنذال كُنّا سنصل إلى هذا الحال ؟!

هل لو وجد الثقافة والمثقفون لهم مكاناً في هذا الفضاء الذي تملأه الشوائب كان سيكون هكذا حالنا ؟!

وفي الختام لا أملك إلا أن أقول: ــ

وأهَمُّ من دولةٍ والقدسُ عاصمة  أن يستقيمَ أبٌ ويُفْلِحَ الوَلَدُ