في ذكرى النكبة: حتمًا سنعود .. بقلم د. حسام الدجني

حسام الدجني.jpg
حسام الدجني.jpg

لم يتأخر أحد من قادة إسرائيل والسفراء الأجانب عن تلبية دعوة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للاحتفال بذكرى ميلاد والده المئة، وبينما القاعة تضج بالحضور ألقى والد نتنياهو المؤرخ اليهودي البروفيسور بن تسيون نتنياهو كلمة أبرز ما جاء بها قوله: “ما دام الشعب الفلسطيني لم ينس نكبته ومازال يحتفل بها؛ لا مستقبل لدولة (إسرائيل)”.

 

نعم، العودة حق كالشمس، لن يستطيع أي كان أن يتنازل عنها، فهي حق فردي لكل اللاجئين الفلسطينيين، كفلته القوانين والمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية، ولذلك حتمًا سنعود، وسنبقى نطالب بحقوقنا بكل السبل المشروعة والمكفولة بالقانون، فإنهاء الاحتلال ضرورة وطنية، ويجب أن تكون المصالحة الوطنية إحدى أهم دعائم تحقيق الهدف الاستراتيجي، وهو إنهاء الاحتلال، فلا يعقل أن ينعم هذا الاحتلال بخيرات بلداننا ومياهه وموارده، بينما يتكدس اللاجئون بمخيمات لا تصلح للعيش الآدمي، في فلسطين وخارجها.

 

جيلنا ولد بغزة، ولم يبق من جيل النكبة على قيد الحياة سوى القليل، ومع ذلك ما زال شغف العودة لدى الأجيال يسري بالدماء، ومفاتيح العودة يتوارثها الأبناء من الأجداد، وسيبقى الشعب الفلسطيني يحيي ذكرى نكبته حتى يتحقق حلمه بالعودة إلى دياره، والتعويض عن كل ما حصل له.

 

ومن هنا في الذكرى الواحد والسبعين للنكبة أبرق بالرسائل التالية:

1- إن ديمومة واستمرارية مسيرات العودة لأكثر من عام وهذه المشاركة الواسعة والتي تصاحبها نظرات تأمل لأراضينا المحتلة لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن العودة حق كالشمس، وأن لا صفقة القرن ولا تنازل بعض أبناء جلدتنا عن صفد أو يافا ممكن أن يغير في الوعي الجمعي الفلسطيني حول حتمية العودة آجلاً أم عاجلاً.

 

2- إن جولات التصعيد الأخيرة لاسيما حرب العصف المأكول عام 2014م، وإبداعات المقاومة بضرب الخطوط الخلفية للعدو أكدتا لشعبنا أن لحظة التحرير اقتربت، وأن العودة إلى ديارنا لم تعد حلمًا.

 

3- يجب أن يتحمل الكيان العبري سياسيًّا وقانونيًّا وأخلاقيًّا تبعات جريمته بتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وهذا يتطلب حراكاً دبلوماسياً قانونياً فلسطينياً وعربياً.

 

4- ملف حق العودة غير قابل للتصرف أو التفاوض، فهو حق فردي لا يملك التصرف به أي رئيس أو حزب أو منظمة.

 

5- يجب أن تتحمل (أونروا) مسئولياتها القانونية والأخلاقية والسياسية وفقًا لقرار تأسيسها (رقم 302)، مع ضرورة أن يرافق ذلك حملة دولية واقليمية لرفض قرار الإدارة الأمريكية بوقف تمويلها وهو ما ينعكس على مستوى خدماتها ويهدد وجودها بما يكشف حقيقة التوجهات الامريكية بالانقلاب على قرارات الشرعية الدولية المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين.

 

6- على الفصائل الفلسطينية توحيد جهودهم في القضايا الوطنية الكبرى، فلا يعقل أن يكون لكل فصيل لجنة مختصة باللاجئين تعمل بصورة منفردة، بل يجب أن يعملوا جميعًا ضمن إطار يجمع كل الفصائل الوطنية والإسلامية، وأعتقد أن لجنة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير مؤهلة لأن تقوم بهذا الدور، ولكن هذا يحتاج لاجتماع الإطار القيادي المؤقت للمنظمة، للعمل على إصلاح وتفعيل هياكلها.

 

7- يجب تبني رؤية لتطوير فعاليات النكبة بتطوير المناهج الدراسية والأعمال الفنية، والخطط الإعلامية، التي تغرس في الأجيال الصغيرة معنى العودة، بالإضافة إلى تبني نموذج مسيرات العودة في القدس والضفة الغربية.

 

8- على الجالية الفلسطينية في الشتات والسفارات والقنصليات التواصل مع المجتمعات الغربية؛ لشرح الأوضاع الإنسانية التي يعيشها اللاجئ الفلسطيني في أماكن وجوده، ووضعه في صورة المؤامرات التي تحاك ضد عودته.

 

في الختام في الذكرى إلـ 71 للنكبة لابد من إرسال رسالة إلى بلدتي الأصلية، تلك البلدة التي ولد فيها والدي وأجدادي، وحدثني والدي كثيرًا عن جمالها، وجمال برتقالها، وطيبة عوائلها، وهي بيت دجن، وهي قرية فلسطينية عربية تقع على بعد حوالي 10 كم جنوب شرق مدينة يافا، ومن أهم عوائلها المهجرة هم: اليحيى (الدجني)، عباد، عائلة حبش، أبو عون، عزام، الجايح، الخوالدة، الحانوتي، أبو نافوخ، البطش، غطاس، حمودة، العسود، البشاوي… وآخرون. ولبيت دجن وباقي قرى ومدن فلسطين أقول: حتمًا سنعود.

 

HOSSAM555@HOTMAIL.COM