ستي أم خميس وحقيقة صفقة القرن .. كتب ناصر اليافاوي

ناصر اليافاوي.jpg
ناصر اليافاوي.jpg

ستي أم خميس وحقيقة صفقة القرن

كتب ناصر اليافاوي

قبل أكثر من ربع قرن من الزمن زرت بيت ستي أم خميس العتيق، وجدتها تحضر نفسها لعيد اكتسبته من تراثها اليافاوي أسمته عيد خميس البيض..

المهم وفي سياق الحديث عن القضية والمستقبل، قالت لي جملة ملخصها يعني مجريات صفقة القرن اليوم وقالت سيأتي يوم تتبدل غزلانها بقرودها ..

والمتفحص اليوم لتصريحات كوشنر واستبعاده ان صفقة القرن تحمل فى طياتها مسارين: اقتصادي وسياسي مرتبطان ارتباطا وثيقا ، يدرك أن عالم القرود هى التى ستسيطر لإيماننا أن هذا التصريح يعزز الاطماع الجيوسياسية الاسرائيلية في المنطقة العربية للهيمنة الاقتصادية والجغرافية على دول الجوار .

تعلمت من ستى ام خميس أن صفقة القرن مشروع للهيمنة الجيوسياسية وتهديد وجودي لدول الجوار وليست مجرد فزاعة ومشروع اقتصادي كما يروج البعض ..

تستبدل به غزلاننا الشرقية الى قرود تحاول من خلالها الولايات المتحدة تكريس مكانة إسرائيل في المنطقة على حساب العرب ومكانتهم، بل ويتعدى للهيمنة على الهوية الحضارية والدينية للمنطقة ، وصبغها بهوية صهيونية لتهيمن بشكل شامل على الجغرافيا والتراث والموارد معا..

الأخطر فى الأمر ان اسرائيل وأمريكيا لا تسعى مجرد للسيطرة على الضفة و غزة فقط ؛ بل تسعى إلى الهيمنة على المنطقة العربية ، وسلب من الدول العربية هويتها ومقومات أركانها؛ وخلق ردة حضارية ثقافية بل ودينية ، لأنها تحمل دنس يمس المقدسات وليست فقط هيمنة جيوسياسية على المنطقة العربية..

وهذا ما لا مسناه فى وقاحة كوشنير حينما قال «واشنطن لا تتخذ قراراتها بناءً على جهود السلام فقط، فقراراتنا تُتخذ بناءً على ما هو في مصلحة الولايات المتحدة، كما فعلنا في مسألة مرتفعات الجولان، والاعتراف بالقدس عاصمة تاريخية لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس»، .