تراث العبيد عاد بثوب جديد .. كتب ناصر اليافاوي

ناصر اليافاوي.jpg
ناصر اليافاوي.jpg

تراث العبيد عاد بثوب جديد

كتب ناصر اليافاوي

رغم اننا فى عصر ثورة التكنولوجيا، واقتصاد المعرفة ، الا ان الناظر إلى أوضاع العرب ، يصل الى نتيحة انهم يستمرئون عيشة العبودية وكأنها جبلت فى كينونتهم ،

وهذا يذكرنا بقصة قائد ثورة العبيد الثالثة ضد الرومان ويدعى (سبارتكوس) حيث كان حُراً ثم اُستعبد كغيرهِ من آلاف العبيد ، كانوا ضحايا نظام العبودية في الإمبراطورية الرومانية ، هؤلاء العبيد تم تقسيمهم إلى فئات حسب حاحة، وخدمة النبلاء والأعيان الرومان ..

من هذه الفئات مجموعة يتم تدريبهم بقسوة؛ ليصبحَ مُصارعاً في حلبات الموت، التى تنتهي بموت أحد المتصارعين، ونجاة الآخر إلى حين المباراة التالية، ليُقتل حتماً أمام متصارع من العبيد أقوى منه في مباراة أُخرى، كل ذلك لتسلية وإمتاع السادة والجمهور الروماني، وهم يشاهدون دماء الضحايا المتصارعين، وأرواحهم تقدم قرابين لنشوتهم

وبطلنا سبارتكوس كان من فئة هؤلاءالمتصارعين ، ولكنه لم يحتمل ذلك الاسلوب للحياة الرخيصة ، فتمرد وثار على هذا الواقع والمصير البهيمي، وأعلن ثورته من حلبة الموت ليوّجه سهامه إلى السادة الطغاة، بدل توجيهها إلى أقرانه من العبيد ، فتبعه الآلاف ، وقاموا بثورة ، لمدة عامين ، عاشوا فيها أحراراً ..

وتكررت التجربة بثورة الفلاحين الزراع المصريين ضد الرومان ، ورغم إدراك العرب لهذا التاريخ الا ان العبودية تعششت فى تراثهم ، ولنا فى الغساسنة والمناذرة نموذج للعبودية العربية الكبري للسادة الكبار ، واليوم خرج انا أبنائهم الجدد ليحافظوا على إرث أجدادهم فى من العبودية من الضياع، رغم ان الاسلام حررهم من نير العبودية قرون طويلة، لكن يبدو ان جينات العبودية عادت وطغت من جديد ، فهل نتظر سبارتوكس عربي يصحو ويتمرد على عبوديته من جديد...