قبل فوات الأوان-- بقلم : يحيى رباح

قبل فوات الأوان-- بقلم : يحيى رباح
قبل فوات الأوان-- بقلم : يحيى رباح

هذه تحية اعتزاز للإخوة والرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقيادتهم بقطاع غزة، الذين بعد طول نفس وبعد صبر جميل قاموا بما يمكن ان نسميه (بق البحصة) وأصدروا بيانا سياسيا شجاعا وصريحا وفي غاية الموضوعية, حول الاحتمال القوي بأن ينفجر الغضب الفلسطيني في قطاع غزة ضد الاوضاع شديدة السوء على كافة الاصعدة، وضد الحكومة المقالة –حكومة حماس– على ممارساتها التي اصبحت مستعصية على الاحتمال, ابتدأ من السلوك الامني والسياسي والاجتماعي والثقافي, وصولا الى ارتفاع معدلات الجريمة واختراق السلم الاهلي, وأساليب الجباية المملوكية, ومعدلات الفقر المتوحشة, ودروب البطالة التي تلتهم عشرات الآلاف من الخريجين !!! بينما الحكومة المقالة في غزة تتهرب من كل ذلك, وتتركه وراء ظهرها باستهتار واضح, وتلجأ الى حيل ماكرة وغير مقنعة وسخيفة احيانا للفت الانظار بعيدا مثل حملة الاعلانات العجيبة عن ضبط وملاحقة المتعاملين مع العدو !!! او القرار التي تمس السلوك اليومي للمجتمع من مأكل وملبس او احتفال او عرس, او حتى البحث عن نسمة هواء على رمال الشاطئ !!! وملاحقة بعض الشباب تحت ادعاء انهم يرتدون سراويل (بنطلونات) ذات الخصر النازل, والتهديد الشديد برفع مستوى الرجولة في قطاع غزة –على حد تعبير وزير داخلية حماس –وهو تعبير غريب وغير مفهوم وليس له سابقة وليس له معنى, حتى ان الاخ موسى ابو مرزوق عضو المكتب السياسي طلب توضيحا لهذا المصطلح الغريب!!!اما الذين يحرقون انفسهم من شدة الفقر او يختنقون بالرمل تحت الانفاق, او يقتلون الناس بعمليات السطو المسلحة, او يمارسون تجارة المخدرات بكل انواعها فهؤلاء لا قيمة لهم على الاطلاق مثلهم مثل الاطفال الذين يقتلهم جنود الاحتلال وهم يلعبون امام بيوتهم بالقرب من الحزام الامني, فهؤلاء لا ذكر لهم ابدا .وقد وصل الامر في موضوع الاستدعاء الامني على سبيل المثال, الى حد ان تم استدعاء كاتب وناشط وأستاذ جامعي فلسطيني معروف, هو الدكتور ابراهيم ابراش !!!لماذا ؟؟؟لأنه كتب مقالا ينتقد فيه الشيخ يوسف القرضاوي !!!وماذا ايضا لقد طلبوا من الدكتور ابراهيم ابراش ان يعتذر علنا لمرشد حماس الجديد يوسف القرضاوي الذي يلقب الآن بأوساط المثقفين بالعالم العربي والإسلامي بأنه مفتي حلف الناتو.

هذا الذي ذكره بيان اخوتنا في الجبهة الشعبية، ليس سوى قطرة من بحر كبير في تفاصيل الاوضاع الرديئة والضاغطة والمتراكمة في قطاع غزة, الذي لا يعرف فيه الناس من اين تأتيهم الضربات القوية, من الحصار الاسرائيلي الخانق ام من عجز الوضع الاقتصادي ام من تفاقم الوضع الامني ؟؟؟ لقد طلبنا مرات عديدة في مجال الحوار الوطني من اخوتنا في حماس وبإخلاص شديد ان يتقدموا ولو خطوة واحدة نحو مراجعة الذات, ولكن حماس ردت على الكل الوطني بإذن من طين وأذن من عجين ورفضت المراجعة واعتبرت انها لا يأتيها الباطل لا من امام ولا من خلاف !!!وانظروا الى اين وصل الحال, لقد وصل الى حد الاشتعال.

يا اخوتنا في حماس:

هل لكم ان تتقوا الله في شعبكم البطل في قطاع غزة ؟؟؟

هل لكم ان تقرأوا الرسائل الذي يوجهها هذا الشعب الصبور العظيم ؟؟؟

هل يمكن ان تراجعوا انفسكم لعلكم تهتدون؟