بالصور: فنان من غزة يصنع تحفًا ومجسمات فنيةً من صدف البحر

صدف 7.jpg
صدف 7.jpg

بالصور: فنان من غزة يصنع تحفًا ومجسمات فنيةً من صدف البحر

غزة/ خاص المشرق نيوز/ احمد السماك

على سطح مكتب صغير في منزله بحي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، تجد ما يسر الناظرين. فهنا رجل مُجسّد من الصدف يعزف طبلًا، وآخر يعزف بمزماره، وبجانبهم ضفدع يضحك للقادمين.

ورغم هذا الجمال الذي ينعم به كل داخل لبيت الفنان أحمد المدهون، إلا أن ثمة مجسد لبومة مصنوعة باتقان؛ تقلق البعض كونها والتشاؤم صنوان لا يفترقان عند العرب.

صدف 6.jpg
 

لكن أحمد سارع بإخبار "المشرق نيوز" أنه يعشق البوم، ولا يؤمن بما يشاع عنها. بدت إجابته منطقية لنا، لأن خالقوا الجمال لا يعرفون للتشاؤم سبيلًا.

استهل الفنان حديثه بنبذة قصيرة عن نفسه، فقال: "أنا أحمد المدهون، 31 عامًا، متزوج ولدي طفلان جميلان. درست هندسة شبكات لا سلكية، وتخرجت عام 2009، ثم عملت مباشرة في شركة إنترنت محلية لستة أعوام. ثم انتقلت للعمل في شركة محلية أخرى".

صدف 4.jpg
 

وأضاف: "عندما كنت طفلًا كنت أحب أن أصلح الأشياء المتعطلة، وإلى الآن أحب الأشياء القديمة: كالأنتيكا مثلاً. أيضاً أحب الأشياء المصنوعة يدوياً.. قبل بضع سنوات، كنت ألتقي بأقاربي في خيمتهم على شاطئ البحر، فأعود بالقليل من الصدف، وكنت أتسلى بها في المنزل. قبل عام ونصف، حاولت أن أصنع بالصدف مجسماً يحاكي تمثالاُ لرجل غاضب رأيته صدفة، فنجحت".

كان المجسم دافعًا قويًا لأحمد لأن يمضي قدمًا في طريقه. فبدأ بجلب كميات صدف من شاطئ البحر إلى بيته، وبات يصنع المجسم تلو الآخر.

صدف 5.jpg
 

وتابع ضاحكًا: "كنت أجيب الصدف من البحر إلى البيت وأنظفهم فيه، فكان المكان يتسخ، فزوجتي تغضب مني؛ فصنعت مجسمًا لسفينة جميلة، ووضعتها كرمزًا للزينة في المنزل حتى أمتص غضبها".

بدأ الفنان يحاكي كل شخصية كرتونية تعجبه، كـ"أرنوب" وغيرها. وبعدها شخصيات حقيقية: كالعازف، وقارع الطبل، وعازف المزمار.

كان شغفه بفنه يكبر كلما استوت الشمس على عرشها وغادرته. لكن محدودية أصناف الصدف في قطاع غزة كانت العائق الأكبر له كون طول شاطئ البحر فقط 40 كيلو متر، ولا يستطيع الصيادون أو الهواة أن يغوصوا في أعماق البحر، لأن الاحتلال الإسرائيلي يسمح للصيادين بالصيد في ستة أميال فقط.

وما زاد الطين بلة، أن الاحتلال يفرض حصارًا ظالمًا على القطاع منذ 12 عامًا، ويمنع إخال آلاف المواد، منها الخاصة بالفنون، بذريعة الاستخدام المزدوج.

صدف 3.jpg
 

 وقال أحمد: "بروح على البحر بشكل دوري عشان أجيب الصدف. في أنواع من الصدف النادرة ما بلاقيها إلى في أوقات معينة.. كنت ألاقي أنواع نادرة من الصدف بالقرب من وادي غزة.. وأحيانًا أضطر للجوء لصياد لكي يجلب لي صدفًا نادرًا أثناء صيده، لكنه يطلب مني 40 شيكلًا مقابل الصدفة الواحدة".

في سبتمبر الماضي، شارك الفنان بمعرض جراند شو، Grand Show، الذي أقيم بإحدى المدن الترفيهية على شاطئ مدينة غزة، الخاص بالمنتجات المحلية. لاقى فنه رواجًا واسعًا، وازدادت مبيعاته. الجدير ذكره أن ثمن قطعه الفنية تترواح بين 10 – 40 شيكلًا.

صدف 1.jpg
 

واختتم أحمد بالقول: "أحلم أن أشارك مع مجموعة من الفنانين المحليين بأعمالنا في معرض دولي" لتمثيل فلسطين.

انتهى