بالصور: سائق أجرة مبتور القدمين بغزة يواجه صعوبة الحياة

عنّابة 4.jpg
عنّابة 4.jpg

بالصور: سائق أجرة مبتور القدمين بغزة يواجه سوء الوضع الاقتصادي وصعوبة الحياة

غزة/ خاص المشرق نيوز/أحلام عفانة

رفضاً للذل والمهانة، تمرد شاب فلسطيني من محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة على سوء الوضع الاقتصادي ومواجهته صعوبة الحياة رغماً عن فقدانه لكلتا قدميه، رغبة منه في حياة كريمة له ولأسرته.

"رغم الإعاقة إلا أنني أعمل سائق عربية" بهذه الكلمات بدأ الشاب سعد الله عنّابة حديثه لمراسلة "المشرق نيوز"، وتجلّت على ملامح وجهه الثقة، حيث إنه يعاني من بتر في قدميه الاثنتين إلا أن ذلك لم يثنِه عن العمل ليعيل أسرته المكونة من أربعة أفراد.

عنّابة 1.jpg
 

وتابع: "أصبت خلال اجتياح 2004 على حي الأمل بمحافظة خانيونس، حيث استشهد ثلاثة من أصدقائي في نفس اللحظة التي تم ضرب الصاروخ فيها، ما أدى إلى إصابتي ببتر القدمين واحدة من منطقة الفخد والأخرى من الركبة".

بداية الطريق

عنّابة البالغ من العمر (36 عاماً) متمسكاً بمقولة "الإعاقة ليست إعاقة جسد"، فالإصرار سلاح تمسك به ليبدع في جني ثمار يومه كي يسد رمق أبنائه من خلال عمله كسائق أجرة.

عنّابة 4.jpg
 

وأوضح أنه عن طريق التقسيط قام بشراء سيارة أتوماتيك من نوع مرسيدس، وذلك بعد مساعدة أحدهم له في دفع قسطها الأول، كي يتمكن من بدء العمل لتلبية احتياجاته الأساسية.

كيفية العمل

بيّن أنه تم صنع أداة محلياً خاصة له توضع قرب المقود وظيفتها دفع السيارة أو وقفها من خلال عملية الوصل والفصل بين البريك والسولار، مشيراً إلى أن القطع المستخدمة كانت من سيارة نوعها "رينو" والتي هي عبارة عن قطع حديدية تم لحامها ووصلها ببعضها البعض وثم وصلها بدعسة البريك والسولار، ووضعها قرب المقود لتسهيل التحكم بها.

عنّابة 3.jpg
 

واقع مؤلم

وقال عنّابة المُعيل لأسرة قوامها أربعة أفراد -زوجته وأطفاله الثلاثة-: "إنّه يعيشُ أوضاعاً سيئة للغاية، حيث يتألف منزله من غرفة واحدة ومطبخ وحمام"، مُعرباً عن أمنياته بالعيش الكريم كبقية شعوب الأرض.

وأشار إلى أنّ صعوبة الأوضاع دفعته للبحث عن مصدر رزق يُعيل به أسرته البسيطة، لذلك التجأ إلى العمل على سيارة أجرة، لتوفير جزء من احتياجات الحياة وعدم طلب العون من أي شخص، إلى جانب توفير علاجه الخاص.

خروج عن المألوف

وأردف "للمشرق نيوز": "في بداية الأمر استغرب البعض عملي في هذا المجال، ولكّن اعتادوا على ذلك، نظراً لأن العمل أي كان لا يوجد ما يُعيبه، لأنّي أسعى لطلب الرزق من كد جبيني".

ونظراً لوضعه الصحي وما يعانيه من مشاكل نتيجة فقدان قدميه، لا يستطيع الاستمرار في العمل لساعات طويلة كغيره من السائقين الطبيعيين، حيث إنه بعد عمل ساعتين يعود للبيت كي يرتاح حتى يعاود العمل مجدداً.

عنّابة 2.jpg
 

وبيّن عنّابة أنّ عمله على سيارة أجرة هدفه التسلية والخروج من الواقع المؤلم، وعدم الجلوس في البيت، بالإضافة إلى تحصيل قوت يومه وكسب الرزق"، مؤكّداً على أنّ صعوبة الأوضاع بغزّة تتطلب العمل في أي مجال من أجل التغلب على الظروف الراهنة.

هوايات

ولفت عنّابة، إلى أنّه يمارس رياضة رفع الأثقال والباسكيت التي يهوى ممارستها منذ الصغر، مُبيّناً أنّه التحق قبل خمس سنوات بصالة الهلال الأحمر الفلسطيني، الذي بدوره يُنظم برفقة أقرانه من ذوي الاحتياجات الخاصة مباريات يُشارك بها لاعبين من كافة محافظات قطاع غزّة.

عنّابة 6.jpg
 

وشدّد على أنّ إصابته الخطيرة لم تكن حائلاً أمام ممارسة حياته بشكلٍ طبيعي، ولم تنقص من معنوياته شيئاً عدى عن معاناته الكبيرة بداية إصابته، بل يمضي في حياته بخطى الواثق بأقدار الله.

عنّابة 5.jpg
 

وتمنى عنّابة، أنّ تُتاح له فرصة العلاج في ألمانيا، لعدم استفادته من العلاج في جمهورية مصر العربية، مضيفاً "ناشدت مراراً وتكراراً بضرورة سفري إلى ألمانيا لكن دون جدوى، ولا يتذكروا المصاب إلا بعد الموت".