الحل اعلان قطاع غزة منطقة مغلقة دولياً

غزة.jpg
غزة.jpg

القدس المحتلة / المشرق نيوز

قدم خبير اسرائيلي، عمل في أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، رؤيته لحل سياسي في قطاع غزة وجاءت بعنوان" قطاع غزة منطقة مغلقة دولياً".

وقال الدكتور ايدي كوهين، الخبير المختص بالشؤون العربية، في مقال نشره على موقع “مركز بيغن السادات للأبحاث الاستراتيجية” وترجمه "مدار نيوز"، في العام 2005 قامت الحكومة الإسرائيلية برئاسة أرئيل شارون بخطوة الانفصال من جانب واحد عن قطاع غزة، وأعادت آلاف المستوطنين الإسرائيليين، ووحدات الجيش الإسرائيلي إلى داخل منطقة الخط الأخضر.

وأضاف كوهين، الانسحاب الإسرائيلي كان مثار للخلاف بين الإسرائيليين، والسبب إنه كان بدون ثمن من قبل السلطة الفلسطينية التي هي الشريك الرئيسي ل “إسرائيل” في اتفاقيات أوسلو السلمية في سبتمبر 1993، حيث كان يفترض أن تأتي عملية الانفصال بهدوء على الحدود الجنوبية.

وتابع ، في الواقع الخطوة اعتبرت نصراً لحركة حماس، والتي ظهرت بمثابة البطل التي دفع بالإسرائيليين للانسحاب من قطاع غزة، ففازت في انتخابات التشريعية الفلسطينية في العام 2006، وسيطرت على قطاع غزة بالقوة في العام2007.

ووفق الخبير الاسرائيلي، خلال عشر سنوات تحول قطاع غزة ل “قلعة للإرهاب”، وتمكنت حركة حماس من إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف على الإسرائيليين في تل أبيب والقدس، بالإضافة إلى المضايقات الروتينية للمستوطنين في منطقة غلاف غزة بأسلحة مثل قذائف الهاون ، وأجبرت “إسرائيل” على القيام بعدد من العمليات العسكرية في الأعوام (2008 و 2012 و 2014) دون تحقيق نصر عسكري واضح.

وبدأت حركة حماس منذ مارس 2018،  في استراتيجية جديدة في المواجهة عبر تظاهرات على حدود قطاع غزة تحت عنوان “مسيرات العودة” والتي تشمل “عمليات تخريب” للجدار (حسب التعبير الإسرائيلي) على الحدود، وزرع العبوات، وإلقاء القنابل ، ومحاولات اجتياز الجدار للوصول للمستوطنات في الجانب الآخر من الجدار من أجل تنفيذ عمليات، وفي أشهر الصيف والربيع احترقت آلاف الدونمات بفعل الطائرات والبالونات الحارقة التي كانت تطلق من قطاع غزة.

محاولات الحكومة الإسرائيلية استيعاب “عمليات العنف” من خلال التوصل لتهدئة طويلة الأمد حققت نجاحاً جزئياً، وأدت في بعض الأحيان لحالات مواجهة حادة أطلقت حركة حماس خلالها مئات القذائف على المستوطنين الإسرائيليين، ففي الثالث عشر من نوفمبر الماضي أطلقت حركة حماس حوالي 460 قذيفة من قطاع غزة، مقابل ذلك قصف الطيران الإسرائيلي عشرات الأهداف داخل قطاع غزة، مع الملاحظة تجنب القصف الإسرائيلي الإضرار حتى بمقالتي حركة حماس قدر الإمكان.

وعن الحل كتب ايدي كوهين، في ظل العداء المستمر بين حركة حماس والسلطة الفلسطينية برئاسة أبو مازن الذي يبذل قصارى جهده لدفع “إسرائيل” لمواجهة مسلحة مع حركة حماس في القطاع، على “إسرائيل” أن تفكر خارج الصندوق، وبحلول خلاقة، وتعمل من أجل كسر الجمود، وإيجاد حل لمشكلة قطاع غزة.

ويرى ، أن الحل هو أن يعلن عن قطاع غزة منطقة مغلقة دولياً، تقطع “إسرائيل”كل علاقاتها مع القطاع خلال أربعين يوماً، وهذا الإغلاق يجدد تلقائياً كل 40 يوماً، وبعد الإغلاق تغلق المعابر بشكل كامل مع قطاع غزة، وتوقف العلاقة المباشرة وغير المباشرة بين “إسرائيل” وقطاع غزة، وتدخل البضائع والأغذية والأدوية عبر معبر رفح المصري.

وبحسب كوهين، تهدف هذه الخطوة نقل قطاع غزة لمسؤولية الأمم المتحدة ، ومسؤولية جامعة الدول العربية التي لم تحقق أية إنجاز للفلسطينيين منذ تأسيسها في العام 1948 حسب تعبير المختص الإسرائيلي في الشؤون العربية، وتكون مسؤولية احتياجات قطاع غزة على عاتق الأمم المتحدة مصر والدول العربية النفطية، والتي عليها العمل أيضاً على إعادة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، وإنهاء حكم حماس.

وختم  رؤيته للحل في قطاع غزة بالقول، ليس هناك شك في أن حماس والسلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية، وكذلك بعض الدول الغربية سيعارضون هذا الحل. لكن يجب على “إسرائيل” أن تبذل قصارى جهدها للحصول على دعم أمريكي لهذه المبادرة.

وبالتالي، على “إسرائيل” الرد بقوة على أي عنف قد يحدث نتيجة هذا القرار، وذلك لكي توضح لحركة حماس والسلطة الفلسطينية أن لا رجعة عن قرار الانفصال عن قطاع غزة، وأن هذا هو السبيل الوحيد لتخليص قطاع غزة من الضائقة المستمرة ، ولإعادة مسار المفاوضات إلى الطريق من جديد.