الرئيسية| رياضة| التفاصيل

بيكهام… وداعاً آخر أساطير "السوبر ستارز"!

بيكهام… وداعاً آخر أساطير "السوبر ستارز"!
بيكهام… وداعاً آخر أساطير "السوبر ستارز"!

باريس / وكالات / مشرق نيوز

ربما لم يكن مفاجئاً اعلان النجم الانكليزي ديفيد بيكهام اعتزاله، فهو في أعين الكثيرين اعتزل اللعبة منذ رحيله عن ريال مدريد وانتقاله للعب في الولايات المتحدة في 2007، واختفائه على أجواء البطولات الكبيرة، وابرزها دوري أبطال اوروبا، رغم عودته على هيئة اعارة مع الميلان وباريس سان جيرمان، حتى ان كثيرين لا يعتبرونه حتى نجم عادي، بل جنى ثروته وشعبيته بسبب وسامته وقدرته التسويقية.

لا شك ان وسامة بيكهام ساهمت في دخوله قلوب عشاقه، لكن موهبته الكروية كانت حاضرة بقوة، وقد لا تكون تقليدية تحوي فنيات ومهارات خارقة مثل رونالدينيو او ميسي او رونالدو، لكن طيلة متابعتي لمنافسات الدوري الانكليزي أو أياً من الدوريات الاوروبية، لم أر لاعباً يستطيع ايصال الكرة الى قدم زميله او رأسه بالدقة التي كان يفعلها بيكهام، حتى كنت أحتار ان كان هناك ليزر بالحذاء الذي يرتيده يقود تمريراته ورفعاته الى هدفها بهذه الدقة… لن أبالغ بروعة تمريرات بيكهام، لكن الذي أستطيع تأكيده انها مهارة مكتسبة وليست طبيعية، أي أنه بذل مئات الساعات في حصص التدريب يجرب كل صغيرة وكبيرة بالتسديد من قلب القدم او خارجها قبل ان يبدع فيها، خصوصاً ركلاته الحرة المباشرة.

البعض قد يجادل ان أساطير مثل ميسي ورونالدو ما زالوا يلعبون ويحظون بشعبية أكبر، وطبعاً هذا صحيح، لكن نحن نتحدث على زمن غير الزمان، فعندما برز بيكهام الى الاضواء بتسديدة من قبل خط منتصف الملعب دخلت مرمى ويمبلدون في سبتمبر 1996، لم يتسن لكثيرين رؤية هذا الهدف على “يو تيوب” او مواقع الانترنت الرياضية، بل انتظر عشاق اللعبة نهاية الموسم لشراء شريط فيديو لأجمل أهداف الموسم، لكن اليوم نرى أهداف ميسي ورونالدو على هواتفنا النقالة وأجهزتنا المحمولة، ومع ذلك كان بيكهام من أوائل نجوم اللعبة الذين دمجوا فنون التسويق بموهبته المكتسبة في الترويج لنفسه وشعبيته، وطبعاً ساهم جداً زواجه من نجمة “سبايس غيرلز” فيكتوريا.

وما جعل بيكهام يكبر في أعين الكثيرين عندما انتقل الى ريال مدريد الذي كان يعج بالغلاكتيكوز في 2003، فكثيرين توقعوا قدوم نجم مدلل و”دلوع” ليلعب الى جانب زيدان ورونالدو وفيغو، لكن ما فعله بيكهام مع الريال أثار الدهشة والاعجاب، فهو كان أكثر من يعود للدفاع وأكثر من يعيق ويخاشن ويقاتل لاسترداد الكرة، وهو ظل يفعل ذلك حتى آخر يوم من مسيرته، وهذا هو سر نجاحه واستمراريته حتى لحظة اعلان اعتزاله، فهو لم يعكس لزملائه بانه أفضل منهم أو أشهر منهم، بل كان أول من يقود الصراع والقتال الشرس.

اليوم نرى ميسي يغضب اذا لم يمرر له تيو او فيا الكرة، ورونالدو يزعل ويحزن من أمر ما زلنا نجهله، وزلاتان يعبر عن غضبه لليوناردو وروني يهدد بالرحيل، وتيفيز لا يريد ان يكمل مباراة لانه “مرهق” او ربما لانه “زهقان”.

وداعاً “آخر الاساطير”، لانه أثبت للجميع انه حتى لو كانت موهبتك مكتسبة وليست طبيعية فبامكانك ان تكون على القمة، فكم لاعباً مثل كبار اوروبا مانشستر يونايتد وريال مدريد وميلان وأيضاً باريس سان جيرمان في مطلع عنفوانه؟
وأيضاً وداعاً لأول نجم كروي صنع علامة تجارية من اسمه وربما فتح الباب للملايين من بعده.