صحيفة عبرية: 3 أسباب تقف خلف التصعيد الأخير في غزة

جيش الاحتلال على حدود غزة خلال مسيرة العودة.jpeg
جيش الاحتلال على حدود غزة خلال مسيرة العودة.jpeg

القدس المحتلة / المشرق نيوز

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم السبت، إن التصعيد قد يجد طريقه إلى قطاع غزة، خلال الساعات والأيام القادمة، في ظل توقف الأموال القطرية عن الذهاب إلى غزة كما حصل خلال الشهرين الماضيين اضافة الى التوتر الناشئ في الساحة الفلسطينية بين حركتي وحماس"
وأضاف الخبير العسكري رون بن يشاي في مقاله نشرها بالصحيفة، أن "هناك ثلاثة أسباب تقف خلف هذا التصعيد الأمني والميداني في غزة: الأول السياسة الإسرائيلية القاسية مؤخرا تجاه حماس، من خلال إعاقة إدخال الأموال القطرية خلال الشهر الجاري البالغة 15 مليون دولار، كما جرت العادة في الشهرين السابقين، وتوجه لموظفي حماس والعائلات المحتاجة في القطاع".

وأن "السبب الثاني هو زيادة العقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة وحركة حماس، فأبو مازن يهدد بوقف كل الأموال والنفقات التي يرسلها إلى غزة، وقد أخرج رجاله من معبر رفح، ونتيجة لذلك قرر المصريون إغلاق المعبر بعد فتحه خلال الشهرين الماضيين".

و "السبب الثالث يكمن في الأحوال الجوية المناسبة في الساعات الأخيرة التي شجعت آلاف الفلسطينيين على الانضمام لمسيرات الجمعة الحالية، والاستجابة لدعوات حماس بالوصول إلى الحدود، وهكذا يبدو أن حماس تعاود في تحشيد المسيرات كما جرت العادة منذ آذار/مارس الماضي، بما يرافقها من البالونات الحارقة والطائرات الورقية، كما أطلقت في الأيام الأخيرة عدة قذائف صاروخية من غزة باتجاه إسرائيل" وفق ترجمة "عربي 21".

وأوضح أنه "بعد أن سقطت سيدة فلسطينية في مسيرات الأمس، وقصفت الطائرات الإسرائيلية بعض المواقع في غزة، فإن التصعيد قد يجد طريقه إلى القطاع خلال الساعات والأيام القادمة، في ظل توقف الأموال القطرية عن الذهاب إلى غزة كما حصل خلال الشهرين الماضيين".

وأشار إلى أنه "من الواضح أن حماس نجحت في زيادة أعداد المتظاهرين، والاحتكاك أكثر مع الجيش الإسرائيلي، ومحاولاتهم اختراق الحدود الإسرائيلية مع غزة، فيما ألقى آخرون القنابل اليدوية والحجارة، وقصف الجيش الإسرائيلي أهدافا في قطاع غزة، ومن ثم، فمن المتوقع أن يكون مستوطنو غلاف غزة أكثر يقظة وانتباها تحسبا لتصعيد قادم".

وأضاف بن يشاي، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية أن "حماس اعتمدت هذه الصيغة في الضغط على إسرائيل، في ظل قناعتها أن هذا الضغط هو الأسلوب الوحيد القادر على التأثير على أبو مازن والقطريين والمصريين، لإجبارهم جميعا على منح الحركة الأموال التي تطلبها، كما حصل ذلك في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر".

وأوضح أنه "في الوقت الذي تشعر فيه حماس بالضغط والعقوبات من طرف السلطة الفلسطينية، فإنها تذهب للضغط على إسرائيل بدلا من الضغط على رجال أبو مازن، وقد وصل في الأيام الأخيرة عدد من رجال المخابرات المصرية إلى غزة، واجتمعوا بقادة حماس لإقناعهم بعدم التصعيد الأمني، ومنع التصعيد على حدود القطاع، في حين تحاول إسرائيل من خلال مباحثات هادئة إقناع أبو مازن لوقف العقوبات التي يفرضها على القطاع، لأنها ستعمل على تصعيد الوضع المعيشي، وتأزيم الحالة الاقتصادية للفلسطينيين هناك".

وفق بن يشاي "إسرائيل تسعى لأن يستغل أبو مازن الضائقة المتصاعدة في القطاع لحماس والفلسطينيين لإدخال رجاله إلى القطاع للعمل على إعادة إعماره، لكنه على العكس من ذلك قام بإخراج رجاله من معبر رفح، حيث يراقبون هناك من يدخل القطاع ومن يخرج منه، فيما سارعت حماس إلى وضع رجالها بدل رجاله، لكن المصريين لم يقبلوا ذلك وقرروا إغلاق المعبر".

وختم الخبير العسكري مقاله "هذا الوضع المعقد الناجم في قطاع غزة، لن يجد طريقه إلى الحل قريبا، إن لم تنشأ هناك خطوات منظمة تجبر كل الأطراف: إسرائيل وحماس والسلطة الفلسطينية، على العودة إلى رشدهم، قبيل انفلات الأمور نهائيا".