خلايا الخطر بقلم : أماني محمد

خلايا الخطر  بقلم :  أماني محمد
خلايا الخطر بقلم : أماني محمد

خلايا الخطر بقلم :  أماني محمد

ليس غريباً أن تأتينا رياح الأخبار بحوادث الخلايا النائمة التي تسهر بين جنبات هدوءنا ومنجزنا الوطني. هذا المنجز الذي يحظى بكم هائل من حب لهذه الأرض سواء من أهلها أو الغرباء الذين يجدونها بديلاً جميلاً عن أوطانهم.

ولأن صاحب البلد أدرى بكل ما يمقتها ومن يبحث لها عن كوابيس ومن يزعجه كل ما تحققه من نجاحات، فإنه كثيراً ما كانت أجراس الخطر يدقها عشاق هذا المكان، والخائفون على مقدرات الوطن من وحوش خارجية تنظر لنا شذراً... وكان قدرنا أن نكون في مرمى النار باتساع هامش القلق وخوف المستقبل.

وليس جديداً أبداً وجود هذه الخلايا وغيرها، فالبلاد مستهدفة والطامعون في خيراتها كُثر، وكانت نواقيس الخطر عندما تقرع أينما كانت فقط للتنبيه من مثل هذه المخاطر.

لا يفترض أن يفتح الأمر للجميع، وأن يدخل ويخرج منها من شاء، فالهاجس الأمني ملح ومهم، ويلفت الانتباه لمخاطر أخرى عديدة بالإمكان تجاوزها، لو كان الحذر لغة واعترافاً.

ولعل الثورة السورية رغم كل آلامها ولوعاتها، قد عرّت جبهات عديدة، وجعلت لنا أعيناً وآذاناً إضافية لنرى ونسمع كل ما يحاك لنا في الخفاء، ولم يعد ساتراً كما كان على عقود طويلة.

الخطر المحدق عاش الموت والوحشية في سوريا، وها هو يجاهر بفاحشة الطمع والهوس بالسيطرة وتنفيذ مخطط يهدف لإلغاء هوية هذه المنطقة العربية التي توحدها العروبة.

لذا كان من الأهمية الماسة دعم الثورة السورية والتمسك بانتصارها مغبة أن تسقط فريسة سهلة في أيدي المتربصين بالمنطقة، والذين لن يتوانوا عن إكمال مسيرتهم نحو كل ما قد يعترض مخططهم الإجرامي.

فمجزرة بانياس ومقولة "تطهير عرقي" في بلاد كسوريا عاشت طوال عمرها متجانسة ومتآلفة مع كل أطياف شعبها - مثيرة للرعب والتفكير باتجاه آخر يؤكد فرضية أن هناك عقولاً تدبر مكائد تاريخية، ولن تموت إلا بمحاولة تحقيق مكائدها مهما كانت الكلفة باهظة من أرواح وأشلاء وأماكن.

فأرض المعركة هناك ليس فقط بين نظام ومعارضة إنها بين أفكار وجنون عظمة ورغبة محمومة في سحق عروبة وهوية سوريا، وكل ما يحيط بها.

حان وقت التأكيد والتصديق بأن العروبة هدف أكثر من أي شيء آخر، فإذا كانت الاعتبارات العرقية والمذهبية، لدى البعض سببا في ارتكاب مجازر مروعة وقتل لأطفال أعمارهم لم تتجاوز أياما، فإنه حري على المجتمع الدولي أن يُكرس كل اهتمامه ويضع ثقله من مال وتخطيط استراتيجي لنصرة الشعب الأعزل، الذي يدافع عنا ويقدم قرابين يومية لنكون نحن في مأمن من خلايا الموت التي لا تخشى الله. حان وقت الالتفات لمثل هذه الخلايا قبل أن تصبح هدفاً قريباً وأقرب مما نتصور.