أنا قتلت ياسر عرفات... بقلم عبد الرحمن ابو جامع

أنا قتلت ياسر عرفات... بقلم عبد الرحمن ابو جامع
أنا قتلت ياسر عرفات... بقلم عبد الرحمن ابو جامع

أنا قتلت ياسر عرفات... قلم عبد الرحمن ابو جامع

 
أصبح من الممكن أن يُصاب الإنسان برعشةٍ عقليةٍ, قد تودي بإتزانه الفكري, وتأخذه بمنأىً عن الطبيعة ربما لوقت طويل, في وقتٍ استُبدلَ فيه المعقول باللامعقول, وتغيّرت فيه سلوكيات البشر الى أن أصبحت أقرب للذئاب والكلاب, فمن تسعة سنوات, ونحن نخوضُ في قضية وملابسات وفاة القائد عرفات, ونبحث عن مربط الفرس, والقشّة التي قسمت ظهر البعير, وخيط الإبره, وكلُّ هذه المعجّزات, والتي تبدو لنا مستحيلة, في حين أن الأمر أسهل بكثير, لولا العقول المتحجّرة أحياناً, والخبيثة غالباً.


يُفترض منّا أننا وصلنا لدرجةٍ من النباهة والفطنة, في الوصول الى من قاتل عرفات, أو من الذي أوصل عرفات موصلاً جعله أقرب ما يمكن نحو الهالكة والفناء, فالقاتل معروف, أتعتقدون أنّه انا, ربما لكن لابد لنا أن نذكر بعض القتلة والذين ربما يكونون معي مشتركون بالجريمة.
تفاجئنا في وقتٍ ليس ببعيد, وعبر شاشات التلفزة, صوراً لمقاتلين نضاليين من الدرجة الاولى, حفنةً من الملثمين يدوسون صوراً للرئيس الراحل أبو عمار, وفي بيته في غزة, في جرأةٍ و وطنية لم يسبق لها مثيل, لاأعلم ماهيتها, ولا أحد يبررها أنهم تناولوا وقتها الحبة الخضراء, والتي تحدثتُ عنها كثيراً في مقالاتي, أو أنهم حُقنوا إبراً من الجهاز الأمني التابعون له, فأصبحوا لا يعقلون ما يفعلون, هل هؤلاء, وبالتحديد هنا, في مظهرٍ من مظاهر الترابط و الوَحدة و الوطنية ومحبة عرفات التي عهدها كل مواطن شريف وتمسّك بها, أن هؤلاء تقدموا بأمرٍ من القاتل؟


لازال الحديث مفتوحاً عن القتلة, أتذكرون حينما كانت حركة فتح يداً واحدة, وقيادةً تحت لواءٍ واحد, وبعدها أصبحت الكلمة كلمتين, والقرار من كل جانب؟, انقسمت حركة فتح وأصبحت تيارات, يقودها بعض المراهقين الذي أُصيبوا بداء المراهقة المتأخر, ويديرون القتال من الداخل والخارج, فريقاً مع عرفات, وفريقاً يتوسل عرفات, وآخر نبتَ بعد وفاته مباشرةً!.


هناك من كان يمشي في جنازة عرفات, لكنه مشاركٌ في قتله, مع المثل القائل, "بيقتل القتيل وبيمشي بجنازته", وهم رموزٌ في السلطة منهم من تقاعد ومنهم من بقي لغاية الآن, لا أقصد القتل بالسم فقط, لكن هناك مساهمات, ولوجستيات تكللت بالنهاية بالنجاح لوصول السم, لم يأتي دوري بعد في الجريمة..


أتساءل دوماً لماذا قُتل عرفات, هل لأنه صاحب الوطنية الأول, والبندقية النظيفة, أم أنه كان يكشف أسرار البعض, أم أن البعض استهوتهم الماديات, واستعجلوا مكيّفات المناصب, لقد ساهم البعض في تنحية الوطنية والمسيرة الشريفة جانباً حتي يخلو الطقس لخباثته, وشطارته الحقيرة.


لماذا أيضاً تأخرت لجنة التحقيق في ملابسات اغتيال الرئيس الراحل عرفات حتى الآن, من يقف وراء إبطالها أو إعاقتها, وهل هناك مبرر لذلك؟, هل نقس عليهم نقاطاً لبعض الكلمات في تقاريرهم, هل سيحتاجون مزيداً من الملابس وعقداً آخر من الزمن ليكتشفوا الفاعل الحقيقي, أم أن إسرائيل غير مستعجلة في حرق البعض أمام الإعلام والقضاء والشعب؟


إننا شباب فلسطين نطالب بالإعلان الرسمي من قبل اللجنة عن المرحلة التي توصّلت لها, وعن النتائج التي ذهب عنها اللبس, ونطالب بزيادة الجهود لإبانة القاتل الحقيقي؛ لأننا ما رضينا يوماً أن ننتظر أكثر, والقاتل بيننا, لستُ أنا القاتل, لكني أنا القائل, يكفي عبثاً بدم من صنع البدايات, وتوسّط البطولات, واختتم فعاليات الكرامة والعروبة والوطنية لشعبٍ أعزل, وانهمكوا بالخبث.؟؟


أحبتي أبناء شعبَي الحبيب، لقد وصلنا الى مرحلة نعجز كثيرا التحدث عنها، فأنهمك الشعب بالانقسام وبلقمة عيشة وانهمك الشعب بتشتت القرار وتدمر الاسري بالمماطلة التي ماطلنا بها، وقطع الرواتب وتدمرت بساتين اراضينا من الاستيطان، وتشتت ثقافة شبابنا واجيالنا الآ كل هذا لم يكفي لقتل ياسر عرفات، الم يكفي كل ذلك ادي الي قتل ياسر عرفات مئة مرة، بعد ان عانه ومات مئة مرة ليصل قضيتنا الي هذه المرحلة والان يتدمر كل شيء وعلي الملأ فهذا هو قاتل عرفات، فأن أرتم ان تعدموه فاعدموه وان اردتم ان تسجنوه فاسجنوه او اقتلوه ولكن ها انا هنا اعترف لكم بالحقيقية.