مع بداية عام 2019.. ما هو مستقبل غزة ؟؟

مينا.jpg
مينا.jpg

غزة - المشرق نيوز

عاماً يمضي وعاماً يطرق الأبواب ولا تزال معانات الغزيون مستمرة ولكن في بداية هذا العام  يأمل 2 مليون فلسطيني في غزة بأنهاء الحصار المستمر أكثر من 13 عاماً، بتحسين الظروف المعيشية في العام الجديد، علّها تكون السنة الأخيرة في انفراجه الأوضاع؛ غير أن الأفق يظهر عكس ذلك.

ومع بداية عام 2019 يتساءل المواطن الفلسطيني المحاصر من كافة الاتجاهات عن مستقبل غزة خلال العام الجديد، من حيث الصفقات والتهدئة مع الاحتلال ومسيرات العودة والمال القطري وغيرها من الأحداث التي خلفها العام المنصرم.

ورأي الكاتب والمحلل السياسي ماجد الزبدة أن مستقبل غزة يتأثر ايجابا او سلبا بالبيئة السياسية المحيطة، كما أنه يتأثر بمدى قدرتها على صناعة الفعل وحكمة فصائلها في ردات الأفعال.

وفيما يتعلق بمسيرة العودة لفت الزبدة في تصريح خاص لـ "سبق24"، وجود اصرار شعبي وفصائلي واسع على استمرارها بذات الزخم الجماهيري حتى تحقيق أهدافها بكسر الحصار التام عن غزة، وهي تتأثر تصاعدا وخفوتا بمدى التوصل إلى تفاهمات مع الاحتلال من خلال وسطاء والتزام الاحتلال بتنفيذ تلك التفاهمات الميدانية.

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي أن النصف الاول من العام 2019 يمنح غزة هامشا من المناورة، بسبب ذهاب دولة الاحتلال الى انتخابات برلمانية، والتي من المتوقع أن تسلم الحكومة الجديدة صلاحياتها منتصف العام.

وقال إن غزة بإمكانها أن تناور في المزيد من الضغط الجماهيري والأدوات النضالية المدروسة لإلزام الاحتلال برفع الحصار أو التخفيف من وطأته في الفترة المقبلة.

وعليه من المتوقع أن يتم تمديد المساعدات القطرية لغزة لستة أشهر اضافية، بما يسمح بالهدوء على حدود غزة وعدم انفجارها باتجاه دولة الاحتلال، وفق ذكره.

وحول العلاقة مع مصر توقع الزبدة أن تستمر العلاقة الايجابية بين حماس ومصر، فهي تهدف للحفاظ على دورها في الملف الفلسطيني، وفق قوله.

أما العلاقة مع السلطة فتوقع أنها ذاهبة إلى انفصال تام، طالما بقي الرئيس محمود عباس في رئاسة السلطة والمنظمة، مشيرا إلى أن وجود عباس وطريقة تعامله السياسية مع غزة والخصوم يعيق أية وحدة فلسطينية في وجوده.

ورأى الكاتب والمحلل السياسي أن عام 2019 سيشهد اشتعال المقاومة في الضفة المحتلة، وقد تصل إلى حد المواجهة مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، خاصة في ظل انكشاف عورة السلطة بإظهار تبعيتها الأمنية إلى الاحتلال، حسب قوله.

وعلى صعيد ملف القدس فتوقع أن تذهب إلى مزيد من التهويد الديمغرافي من خلال مصادرة الأراضي وهدم البيوت والتضييق على السكان، إضافة لمضاعفة اقتحامات المسجد الأقصى، خصوصا مع موجة الانتخابات والسعي لجلب اكبر عدد ممكن من الاصوات الانتخابية الداعمة لليمين الصهيوني.

أما بخصوص الوضع الداخلي في غزة فتوقع الزبدة ان يستمر على حاله مع تحسن طفيف، وقد تضطر الفصائل في غزة لتشكيل هيئة فصائلية او تكنوقراط لإدارة غزة، في ظل اجراءات عباس المقبلة والتي من المتوقع أن تصل إلى حد الفصل الاداري بين غزة والضفة.

بدوره قال محمد حمادة المختص في الشأن الإسرائيلي أن غزة فرضت نفسها على المعادلة الدولية وليس على المستوى الإقليمي، معتبراً أنها استطاعت عبر مسيرات العودة أن توصل صوتها عالياً.

وأوضح حمادة  أن مسيرات العودة أثرت بشكل واضح على واقع غزة في نهاية عام 2018، من خلال تخفيف حالة الحصار وتغيير المعادلة.

وأشار إلى أن مسيرات العودة ستتواصل بقوة خلال عام 2019 حال تلكأ الاحتلال في وعوده التي تم التوافق عليها خلال عام 2018 في صورة تفاهمات برعاية مصرية أممية.

وحول ما يتعلق بالوقود والأموال القطرية أوضح أنها لم تكن لتقدم لغزة لولا الصمود الذي فرضته غزة على المعادلة، معتقداً أن الأوضاع الصعبة التي كانت تضرب القطاع خلال العام الماضي سيتم تخفيفها بشكل لافت خلال العام الحالي.

سيكون لعام 2019 علامة فارقة على صعيد القضية الفلسطينية بشكل عام وعلى مستوى قطاع غزة بشكل خاص، سيؤدي لتكسر جدر كبيرة من الحصار عن غزة وانطلاق التأثير السياسي للمقاومة الفلسطينية كعامل مهم لا بد من بناء التحالفات معه.

أما على صعيد الضفة الغربية فلفت إلى أن المقاومة لا تزال مستمرة ولم تتوقف للحظة واحدة في الضفة، حيث كان هناك محاولات وسط ظروف صعبة يعيشه سكان الضفة الغربية.

وأوضح ان نهاية عام 2018 كانت مبشرة، وأن المقاومة بدأت تستطيع الخروج عن طوق الخنق الذي يحصل عليها، ما سيشكل نقلة نوعية في مجال المقاومة الفلسطينية خلال عام2019.