العام 2019 سيشهد العديد من المفاجئات في إسرائيل

نتنياهو.jpg
نتنياهو.jpg

القدس المحتلة / المشرق نيوز

شهد العام الماضي على الساحة السياسية الداخلية والعسكرية الخارجية، العديد من الأحداث الساخنة كما شهدت صخبا واضطرابا على المستويات الأمنية والسياسية في إسرائيل، ألقت بظلالها على الأوضاع ورسمت ملامح العام القادم.

كانت أبرز أحداث العام الماضي، هي قضية نقل السفارة الأمريكية الى القدس، وما ترتب عليها من أحداث سياسية وأمنية على المستويين الداخلي والخارجي في إسرائيل. وأعقب هذه القضية، توتر أمني مستمر على الساحة الفلسطينية، وتطور ملحوظ لعلاقات إسرائيل بالعالم العربي.

كما كان لقضية التحقيقات مع رئيس الوزراء نتنياهو، في عدة ملفات فساد، الأثر الكبير في تضعضع الحياة السياسية، وتداعياته على استقرار الإئتلاف الحكومي، الذي عانى من حالة من عدم الاستقرار، بسبب القوانين المختلف عليها، مثل "قانون القومية"، وقانون "تأجير الأرحام"، وقانون "الولاء في التعليم". و"قانون التجنيد"، والذي يعد الأكثر حساسية بين هذه القوانين، ولم يتم تمريره حتى الآن، وأدي الى أسقاط حكومة نتنياهو، وتقديم موعد الانتخابات.

وعلى المستوى الأمني، لعبت الجبهة الجنوبية، دورا بارزا في أحداث العام المنصرم، وأدت مسيرات وتظاهرات العودة، وما ترتب عليها من ظاهرة الطائرات والبالونات الحارقة، والتسلل الى المواقع العسكري الإسرائيلية، وأدت كذلك الى عدة جولات من التصعيد العسكري مع الفصائل بغزة، كادت أن تصل الى حالة حرب، وأدت الى استقالة وزير الجيش أفيجدور ليبرمان.

الجبهة الشمالية شهدت حالة من التسخين خلال الأسابيع الأخيرة للعام المنصرم، وجاء ذلك في أعقاب الإعلان عن حملة "درع الشمال" لتدمير أنفاق حزب الله على الحدود الشمالية. نتنياهو لطالما حاول تسخين الجبهة الشمالية، من خلال التركيز على التواجد العسكري الإيراني من سوريا، ووقف نقل الأسلحة الإيرانية لحزب الله، ولقد قام سلاح الجو الإسرائيلي، عدة مرات باستهداف مواقع إيرانية، ومخازن أسلحة لحزب الله في سوريا، الأمر الذي جعل الحرب على الجبهة الشمالية قاب قوسين أو أدنى.

العلاقات مع الدول العربية، تطورت بشكل متسارع وملحوظ، خلال الأشهر الأخيرة للعام المنصرم، وتم الكشف عن تقارب كبير بين إسرائيل وعدة دول عربية خلال العام الماضي، وخصوصا دول الخليج. ولقد ختم نتنياهو هذه المرحلة بزيارة علنية ( لأول مرة) الى سلطنة عمان، كما وختم الرئيس التشادي هذه المرحلة بزيارة إسرائيل.

وتشير هذه المعطيات والتطورات المتسارعة، الى أن العام 2019 سيشهد العديد من المفاجئات في إسرائيل، على الصعيد السياسي الداخلي، والدبلوماسي الخارجي، والأمني العسكري، خصوصا على الجبهتين الشمالية والجنوبية.

على المستوى السياسي الداخلي:

قد يشهد العام 2019، تقديم لائحة اتهام ضد رئيس الوزراء نتنياهو، خلال أو بعد مرحلة الانتخابات، وقد يتم اتهامه بتلقى الرشوة، وخيانة الأمانة بالملفين 1000 و4000 ، وقد يكون لذلك تأثيرا على مصير نتنياهو السياسي.

الانتخابات:

تشير استطلاعات الرأي الى فوز حزب "الليكود" في الانتخابات القادمة، لكن مع ظهور 3 أحزاب جديدة، قد يجد نتنياهو صعوبة في تشكيل ائتلاف حكومي، وقد ينجح في ضم حزب "جانيتس" الجديد الى الإئتلاف، وربما نرى جانيتس وزيرا للجيش في الحكومة القادمة.

ووفقا لمعطيات استطلاعات الرأي في إسرائيل، أرى أن الحكومة الإسرائيلية القادمة لن تكون مختلفة كثيرا عن سابقتها، من حيث الأحزاب والشخصيات، فهناك توقعات بمشاركة حزب "البيت اليهودي" وحزب "اليمن الجديد" و"شاس" و"يهدوت هتوراة" و"كولانو" في الإئتلاف القادم، بالإضافة الى  حزب جانيتس الجديد "حصانة لإسرائيل".

على المستوى الدبلوماسي الخارجي:

ستشهد إسرائيل في العام الجديد الجاري عدة تطورات في علاقاتها الإقليمية والدولية، وأتوقع أن تقوم العشرات من دول العالم بنقل سفاراتها الى القدس، كما أتوقع أن تتطور علاقات التطبيع بين إسرائيل والعديد من الدول العربية ( تحديدا الخليج) ، وتظهر بشكل علني.

علاقة إسرائيل بروسيا:

لن تتأثر بشكل كبير، ومع اختلاف المصالح بشأن التواجد العسكري الإيراني في سوريا، أعتقد أن هذه العلاقات ستحافظ على حالة استقرار، ما لم يحدث أي تطور عسكري على الجبهة الشمالية.

علاقة إسرائيل بالسلطة:

على المستوى السياسي، لن يحدث أي تقدم في العلاقات السياسية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية خلال العام الجديد، ورغم الإعلان عن صفقة القرن، والبدء بتطبيقها خلال العام 2019، فلن يؤدي ذلك الى أي تقدم بعملية التسوية مع السلطة، لأن إسرائيل تبحث عن بديلا لعباس، تبدأ معه اللعبة من الصفر.

هذا ورغم توقعات إسرائيل بانهيار السلطة بعد موت عباس، فلن تسمح إسرائيل بذلك، وستجد بديلا تدعمه لمواصلة اللعبة السياسية، بناءً على مصالحها الأمنية - التنسيق الأمني.

على المستوى العسكري:

رغم تطور علاقاتها الملحوظ بالعالم العربي، تدرك القيادة الإسرائيلية، أن هناك بعض المنظمات الشبه عسكرية المسلحة، التي لا تزال تعمل على محاربتها (باستثناء داعش التي لم تستهدف أي هدف إسرائيلي منذ قيامها)، وتعد الجبهات الشمالية والجنوبية الأكثر سخونة في إسرائيل، وبعد الانسحاب العسكري الأمريكي من الشمال، وبعد التوصل الى تفاهمات وقف اطلاق نار مع حماس بالجنوب، أعتقد أن إسرائيل ستشهد عدة تطورات على الصعيد العسكري خلال العام 2019 ستكون كتالي:

الجبهة الشمالية:

سيؤثر الانسحاب العسكري للقوات الأمريكية من سوريا على المشهد في الجبهة الشمالية بشكل كبير، وإسرائيل ستجد نفسها متفردة في العمل العسكري ضد إيران وحزب الله بالشمال.

لكن فترة الانتخابات (حتى ابريل) ستكون حساسة بشكل واضح، ففي إسرائيل دوما ما ترتبط الانتخابات بالحرب، والحرب بالانتخابات، وقد تشهد إسرائيل خلال العام الجاري حربا على الجبهة الشمالية، في حال قيامها باستهداف أهداف جديدة لحزب الله في لبنان، أو أهداف إيرانية في سوريا، ومن مصلحة المستوى السياسي في إسرائيل تسخين الجبهة الشمالية، لعدة أسباب داخلية وخارجية منها: السعي لشيطنة التواجد الإيراني بسوريا، وشيطنة حزب الله بالشمال، على المستوى الدولي. والسعي لاكتساب أكبر عدد ممكن من الأصوات، خصوصا من معسكر اليمني خلال فترة الانتخابات.

الجبهة الجنوبية:

إسرائيل معنية بشكل كبير بتهدئة الجبهة الجنوبية بأي ثمن، ولقد أرسلت عدة إشارات تدل على ذلك، وتسعى إسرائيل لتثبيت تفاهمات وقف اطلاق النار، التي توصلت اليها مع حماس والفصائل بغزة، ولقد دفعت ثمن ذلك من خلال الموافقة على ادخال الأموال من قطر، ورغم التصريحات العسكرية والتهديدات المتواصلة لغزة، فإسرائيل ليست معنية بالتصعيد مع غزة.

وأتوقع أن تتوصل إسرائيل خلال العام الجديد، الى تفاهمات أو اتفاقية وقف اطلاق نار مع حماس خلال أشهر الربيع، أو بعد الانتخابات، وقد تتوصل بواسطة مصر الى اتفاقية تبادل أسرى جديدة مع حماس خلال العام القادم.

وبالمقابل، قد يشهد العام القادم، جولات جديدة من التصعيد على الجبهة الجنوبية، يكون عمرها عدة أيام، بحيث يكون للأطراف الناشطة على الساحة الغزاوية (مصر وقطر) دور بارز في احتوائها بسرعة، وقد يتنج عن هذه الجولات التوصل الى تفاهمات أو اتفاقيات رسمية بين إسرائيل والفصائل بقطاع غزة وعلى رأسها حركة حماس.