بالصور.. لأول مرة في غزة... فنان يجسّم مشاهد الحب والطبيعة عبر النحت بالأسلاك

اسلاك3.jpg
اسلاك3.jpg

 

لأول مرة في غزة... فنان يجسّم مشاهد الحب والطبيعة عبر النحت بالأسلاك  

غزة/ خاص المشرق نيوز/ احمد السماك

وسط مجموعة من الأسلاك والألوان في منزله بمخيم البريج وسط قطاع غزة، يجلس الفنان محمود النباهين وأمامه عدة مجسمات انتهى من نحتها للتو، وينتظر أن يجف الدهان عنها.

منذ صغره كان واقعاً بحب الرسم، وقبل عشرة أعوام عندما كان عمره 11 سنة، نحت من الطين شجرة، كانت الخطوة الأولى لتفرده بعد ذلك في فن تجسيم الحب، والطبيعة، والأشخاص بالأسلاك.

يقول محمود لــ "المشرق نيوز" وهو يمسك مجموعة أسلاك لينحت مجسماً جديداً: "بديت النحت وأنا بصف خامس؛ كنت أعمل قوالب من الطين وأنحتهم... في شهر مارس الماضي، أرسلت لي إحدى معارفي رابطاً لفنان أوروبي (لم يذكره) ينحت بالأسلاك، أعجبني الفن فحبيت أبتكر شغلة جديدة، وأنحت مجسمات ـ3D، فشريت نصف كيلو سلك بناء، وأول مجسم نحته كان شجرة، أخد مني يومين شغل، لكنه نال إعجاب الأهل والأصدقاء".

اسلاك4.jpg
 

لكن العقبة التي تواجه محمود، الذي يدرس إدارة الأعمال، هي ندرة الفيديوهات التعليمية المتخصصة بمجاله على الإنترنت، كون من يمارسون هذه الموهبة، قلة على مستوى العالم. لذلك، طور نفسه من خلال التجربة والخطأ.

وأضاف: "قلة من ينحتون بالأسلاك، ولا ينشرون الطريقة على اليوتيوب، فتعلمت من خلال التجربة، فصرت أعرف أن هذه الخامة مناسبة أو لا... تعرضت للسخرية من أحد الفنانين في بداية عملي".

اسلاك5.jpg
 

ورغم أنه عرض أول مجسم له في مارس الماضي على الفيس بوك، إلا أن عشرات الغزيين يتواصلون معه ليجسّم لهم مناظر يحبونها. وبذلك جعل موهبته مصدر دخله. وقال: "شغلي تجاري، بشتغل على الطلب لأنه بياخد وقت... الناس بتعطيني فكرة أو صورة وببتقلي اعملِ زيها. معظم المجسمات تتحدث عن الحب، وقليل منها عن تصوير المهن والحيوانات".

الجدير ذكره أن الفنان أنشأ صفحة خاصة على الفيس بوك باسم ""Wiring Art، أي الفن بالأسلاك، لعرض أعماله، ومن خلالها يتواصل معه الزبائن.

اسلاك2.jpg
 

وعن أسعار منحوتاته، يوضح محمود أن متوسط ثمن المجسمات حوالي 65شيكلاً، أما أقلها فبيعت بخمسة شواكل، وأكثرها بيعت بـ260 شيكلاً. وأضاف: "الإقبال بنسبة 70 في المئة وهو جيد مقارنة بالإقبال على أنواع الفنون الأخرى: كالنحت على الخشب... الناس بتحب تجدد".

لكن الاحتلال الإسرائيلي يصر على تنغيص حياة الفلسطينيين في غزة، من خلال حصاره الظالم منذ 12 عام، فلا يسمح بدخول المواد الغذائية إلى القطاع، وأحياناً يبتز أهل غزة بها. لذلك، يجد الفنان ندرة في بعض المواد اللازمة له. وقال: "المواد الخام متوفرة لكن بعضها غير متوفر؛ زي نحاس الشعاري، فأضطر لشراء أسلاك الكهرباء وأقوم بتعريتها. كما أن بعض ألوان الأسبريه (البخاخ) غير موجودة، والموجود مش أصلي".

اسلاك1.jpg
 

ويسعى محمود لإيجاد جهة تتبناه وتدعمه مادياً؛ ليقيم معرضاً يجسّم تاريخ القضية الفلسطينية منذ النكبة إلى الآن. وقال: "أتمنى أن أجد أي جهة تتبناني وأعمل ورشة، ومعرضاً للقضية الفلسطينية. أنا متأكد لو لقيت دعم من جهة ما، وشاركت في معرض دولي سأنال المركز الأول؛ لأنه (المعرض) هو نفسه متحف فمش محتاج ينحط بمتحف".

وأشار محمود إلى أن كثيرين طلبوا منه أن يعلمهم هذا الفن، إلا أنه أبدى استعداداً مشروطاً "في حال كانت هناك جهة ما تدعم الفكرة، كدورة تدريبية، مستعد أعلم الناس".

 انتهى