وراء كل امرأة ناجحة أم عظيمة
مصممة الازياء سحر وقصة الشواكل الثمانية.. لم تستلم ووقفت بجوار عائلتها
غزة/ علاء المشهراوي/ خاص المشرق نيوز
في ركن متواضع تنطلق مصممة الازياء سحر بنشاط ومثابرة لتحقيق طموحها وحلمها بأن تقدم للمجتمع أزياء من إبداعها ولمساتها الخاصة.
لا تبدو قصة أم عوني التي روتها للمشرق نيوز سهلة المسير، فقد كانت تحيا حياة اسرية رائعة مثالية مع اسرتها التي تعتز بها وعلى راسها زوجها صاحب شركة الاجهزة الكهربائية وبناتها الاربعة وأبنائها الثلاث حتى وقعت تلك المصيبة حينما تعرض زوجها لعملية نصب كبيرة مما اضطره لتصفية المحل وبيعه، وأصبحت العائلة بلا مصدر دخل.
ولان الحاجة ام الاختراع، ولأن أم عوني من أصحاب المعدن الذي لا ينكسر امام نوائب الدهر ولأنها اخت الرجال، لم تستلم ووقفت بجوار زوجها وعائلتها فقررت أن تتحدى الصعاب وبدأت رحلتها من تحت الصفر.
وراء كل امرأة ناجحة أم عظيمة هكذا تسرد ام عوني حكايتها من بدايتها وتقول:
كانت امي خياطة ماهرة تخرج على يديها المئات من نساء اليمن حينما كانت تتقلد منصب مديرة اتحاد المرأة الفلسطينية في اليمن وذلك عبر خبرتها الواسعة في مجال الخياطة والتي برزت على شكل مئات الدراسات والرسومات التي أبدعتها على مدار حياتها الزاخرة بالإنجازات.
وتتابع: كانت امي تستحث فينا الطموح وتحفز احلامنا وتشجع هممنا من أجل ان نحقق ذواتنا ونفجر ابداعنا، لقد كانت فعلا اما عظيمة.
لملمت سحر جراحها واستجمعت قواها لتتجاوز عثرتها فقررت ان تنطلق الى سوق العمل وهي تضع نصب عينيها هدفين، الاول: توفير مصدر دخل لعائلتها التي تعتبرها اعز ما تملك، والتاني: تحقيق طموحها كمصممة ازياء مستندة الي ما علمتها به امها من خياطة وحياكة وتصميم قبل زواجها.
توجهت الي جمعية محلية وتلقت دورة مكثفة في تصميم الازياء لمدة عام وتفوقت بتقدير جيد جدا وكانت من المتميزات حيث تم اختيارها بطلة قصة نجاح عام 2011، في تلك الجمعية ثم عملت هنالك في مجال الازياء والخياطة.
كانت ام عوني مثال العاملة المجتهدة والمخلصة وأثنى عليها كل من عرفها من مديريها والعاملين فيها وزملائها وزميلاتها حتى تفاجأت بقرار انهاء عملها واشتكت للمسؤولين هنالك الا انها وجدت نفسها مجددا بلا عمل ولا مصدر دخل.
وكعادتها لم تنحني ام رياح الحياة القاسية ولم تستلم لهذه العثرة الجديدة فقررت فتح مشغلها الخاص بعيدا عن أي أحد يتسلط عليها أو يستغل نشاطها او يتحكم بإبداعها فقررت ان تشتغل مستقلة بعملها ومنتجاتها التي تحمل تصميمها المحترف.
وهنا تحدت ام عوني مزيدا من اللحظات العصيبة التي لا تقوى عن حملها الجبال الا ان الله كان لها معينا وبعث لها من يفرح قلبها ويخفف همها ويفرج كربها، قائلة عندما اصبحت بلا وظيفة ترددت على صديقتي التي تعمل في المحاماة وقدمت شكوى قانونية عن طريقها وكلي امل بان الله سيفرج كربي ويزيل همي.
وفي خطوة تنم عن العزم والتصميم استأجرت ام عوني ركنا متواضعا ليصبح لها كيانا حيث باشرت العمل فيه كمشغل لتحقق من خلاله ما صبت اليه.
بدأت ام عوني الانتاج في تصميم التنانير والفساتين والسواريهات والعبايات والجلبابات بالإضافة الي تجهيز بدل العرائس وغيرها من الملابس، وقد برعت في تصميم وخياطة عباءات المحامين (ارواب) بطريقة مميزة لاقت إقبال المحاميين.
"قصة السبعة شواكل "
تقول ام عوني (هذه السبعة شواكل التي وضعتها في لوحة امام عيني بالمشغل هي أول مبلغ أتقاضاه كأجرة لأول مهمة عمل قمت بها، ونحن انذاك لم نكن نمتلك حتى طاولة للتفصيل ومستلزمات المشغل والحمدلله كانت انطلاقة باعتمادنا علي الله وعلى أنفسنا).
وتختصر سحر حلمها وطموحها بالقول: اتمنى ان يكون لنا ذات يوم مصنع خياطة كبير يشتغل فيه أكبر عدد من المحتاجات للعمل، وان تكون مثالا للمرأة الفلسطينية الناجحة التي لا تنكسر امام الصعاب.
انتهى