عبد الرزاق المجايدة: أنت الحي وهم الميتون!! كتب / ساهر الأقرع

عبد الرزاق المجايدة: أنت الحي وهم الميتون!!     كتب / ساهر الأقرع
عبد الرزاق المجايدة: أنت الحي وهم الميتون!! كتب / ساهر الأقرع

عبد الرزاق المجايدة: أنت الحي وهم الميتون!!

كتب / ساهر الأقرع

من المؤكد انه عند موته أن هناك الكثير من المسئولين من أصحاب المعالي وأصحاب السعادة الحاليين والمتقاعدين .. سيتساءلون وهم في حيرة من أمرهم عن أسباب حجم هذا الحزن الكبير الذي عم الناس عندما ذاع خبر موته!!

وسيتساءلون فيما بينهم في كل لحظات وفي كل أجواء هذا الحزن الوطني لماذا حظي الفريق أول "عبد الرزاق المجايدة" بهذا الكم من الحزن عند موته كما كان يحضي أيضا في حياته بحجم اكبر من الإعجاب ومن التقدير ومن الاحترام من كل الناس!!

هم يتساءلون.. وسيتساءلون دوما بكل استغراب وبكل حيرة ما الذي جعل الناس يبدون كل هذا الحزن في موت "عبد الرزاق المجايدة"!!. بل وسيسألهم أبناؤهم وستسألهم أسرهم هل سيحظون هم بعد وفاتهم بمثل ما حظي به "المجايدة"  عند وفاته من حزن وطني واجتماعي تجسد في كل المظاهر؟؟  

-   يا ترى لماذا يوزع الناس الحزن بقدر دقيق جدا وتلقائي وطبيعي بين الأموات؟؟  - لماذا يتفاوت حجم حزن الناس بين شخص وآخر عند موته؟؟

-    الإجابة هنا أن هناك مسئولين جاءوا وغادروا كرسي العمل والمسؤولية والسلطة كما حضروا!! مسئولون جاءوا واستمروا على كرسي المنصب سنوات طويلة ثم منهم من غادر كرسي السلطة دون ان يحس به الوطن والمواطن ودون ان يلمس على الواقع شيئا من انجازاتهم..!! بل إن هنا بغزة الآن من هم في ذاكرة النسيان حتى وان كانوا حاضرين على كرسي المسؤولية..!! ولكنهم في أعين الناس كالأموات بانجازاتهم وان كانوا أحياء بأجسادهم؟؟ فهم الآن يشاهدون حجم الحزن على الفريق أول "عبد الرزاق المجايدة" ومشاهدتهم هذه خير دليل على ان الناس والمجتمع خير من يمنح الإعجاب في المسئول وفي درجة النجاح والتميز في مسؤوليته في حياته وعند مماته!! ولذلك فهم الآن يدركون ان المجتمع هو من يمنح درجات الحزن عند موت الإنسان بكل عدالة وبكل إنصاف قياسا على حجم انجازات المسئول وحجم إخلاصه وأمانته في مسؤوليته التي تربع على كرسيها لسنوات طويلة؟!! مات "المجايدة" وعند موته نعاه بكل صدق كل من سمع عنه وكل من عرفه وكل من قرأ له وكل من سمع له الصغير والكبير الرجال والنساء..

مات "عبد الرزاق المجايدة" الفريق والمسئول والأديب والشاعر والمثقف والمتحدث.. وبموته نعاه بكل أسى كل من عمل معه والأحزاب والفصائل!! مات المجايدة.. وبوفاته تكون السلطة الوطنية الفلسطينية قد خسرت أهم قادتها وفارسها في المعركة الفلسطينية – الإسرائيلية، وهي المعركة الطويلة التي تخوضها مع (عناصر) أعداء هذه  الوطن .. وهي خسارة من المؤكد أنها مكسب وانتصار كبير جدا للطرف الآخر في هذه المعركة!!

مات "المجايدة" المواطن المسئول الذي جاهد خير جهاد في كل معارك الوطن والدفاع عن الوطن وجهاد "المجايدة"  كان من خلال الكلمة والشعر البليغ الذي لازال ساطعا كسطوع شمس اليوم في سماء الوطن وفي سماء الوطن العربي ككل.. جهاداً سيبقى حاضرا في أذهان كل المواطنين الذين عاصروا تلك الفترة الزمنية العصيبة ومعهم إخوانهم العرب بل والعالم الذين يتذكرون مقارعته خلال سنوات كثيرة من احتلال غزة .

مات هذا الفارس الشجاع الذي ألتقيتة منذ تسعة شهور من غير ان نسمع او نقرا او نشاهد انه وظف احد أبنائه أو احد أقاربه او احد أنسابه في أي من مواقع المسؤوليات الكثيرة التي تولاها على مدى حياته وهي سنوات مسؤولياته.

-  مات "المجايدة"  دون ان نشاهد له قصورا ومخططات وأبراجا سكنية ومزارع واستراحات في كل موقع!! -  هنيئا لك أيها القائد الوطني الكبير في قبرك بحجم هذا الحزن الطبيعي الصادق والدعاء المقبول ان شاء الله..  - وهنيئا لأسرتك بهذه المحبة الوطنية التي زرعتها على مدى 80 عاما بالنزاهة والإخلاص والتواضع..  وعزاؤك يا وطني الغالي في فقدان رجل شامل ونادر في كل صفات المسؤولية..