بالصور.. "صيد العصافير" مهنة المخاطر على الحدود الشرقية لقطاع غزة

الحدود..PNG
الحدود..PNG

غزة - المشرق نيوز

بالقرب من الشريط الحدودي لقطاع غزة، ومع ساعات الصباح الباكر، يخرج محمد وصديقه سمير لممارسة هوايتهم المفضلة، والتي باتت مهنة يقتاتون منها في ظل ظروف غزة الصعبة.

وأمام الجيش الإسرائيلي المتمركزة على الحدود الشرقية لقطاع غزة، يُجهز الشابان شباكهما الخاصة بصيد العصافير، حيث تعتبر هواية صيد العصافير عادة قديمة لكثير من الغزيين، فهي توفر مصدر دخل متواضع لمن لا يملك فرصة عمل.

حيث يُعرض الاقتراب من المناطق الحدودية بين قطاع غزة وإسرائيل المواطنين لخطر الموت أو الإصابة، إذ يطلق الجنود الإسرائيليون النار عليهم لمجرد الشك.

وحسب الصياد محمد أبو ظريفة فإن هذه المهنة باتت تمثل خطرا على حياتهم، كونهم يقفون مباشرة في مرمى نيران جنود الاحتلال.

وحول طريقة الصيد يقول أبو ظريفة لمراسل "سبق24"،" نبدأ بإحضار الشبكة وفردها على الأرض، ومن ثم نقوم بإحضار الحريك (عصفور مربوط بالقرب من الشبكة وهو عبارة عن الطعم الذي يغوي من خلاله العصافير)، وتبدأ عملية الصيد".

ويوضح أن براعة الصياد لا تكتفي في الإيقاع بالصيد داخل الشباك من أجل كسب قوت يومه فحسب، إلا أن فصولها تمتد لتكتمل في القدرة على التخفي عن أعين جنود الاحتلال كي لا يقع هو بدوره صيدا لقناصتهم.

وتابع: "الأماكن التي نذهب إليها للصيد من أكثر المناطق في قطاع غزة خطورة، فهي قريبة من المستوطنات الإسرائيلية التي يحرص الاحتلال دوماً على إقامتها في مناطق المراعي الخصبة، وطائر الحسون يتواجد بكثرة في تلك الأماكن حيث تتوافر النباتات التي يقتات عليها".

وشهد قطاع غزة منذ بدء انتفاضة الأقصى استشهاد أكثر من 13 شاباً برصاص الاحتلال أو مستوطنين كانوا يمارسون صيد العصافير في مناطق مختلفة، معظمها في المناطق القريبة من شمال قطاع غزة.

وخلال الحديث معهم بدأ سمير السميري الذي يمارس مهنة الصديد منذ 7 سنوات بتجهيز نفسه لسحب الحبل الذي يمسكه بين يديه منتهيا بشبكة الصيد، وما إن شد الحبل حتى وقعت على سرب من العصافير، ليسرع بدوره من أجل الفوز بصيده الثمين.

ويقول السميري:" على الرغم من هذا الصيد فإنه لا يكاد يجلب عدد من الشواكل، خاصة في ظل الخطر الذي يتهددهم من قبل جنود الاحتلال الذين يتربصون بهم طيلة الوقت"

ويشير الى أنه يصطاد يوميا نحو عشرين عصفور ملون من نوع "الخضر" و"التفح"، ويبيع الواحد منها ب2 شيكل.

ويمثل صيد طائر الحسون يوم حظ للسميري ورفيقه، حيث يصل ثمن الواحد منه ستين أو سبعين شيكل.

ولا يمكن صيد العصافير طوال ايام العام، فموسم قدومها الى القطاع يمتد من شهر نوفمبر الى فبراير من كل عام.

ووفق صيادي العصافير فهناك موسمان أساسيان للاصطياد بقطاع غزة، أولهما مع قدوم فصل الشتاء، وتحدث فيه هجرة العصافير من المناطق الباردة إلى الأقل برودة، وتنتشر فيه عصافير الحسون، التفيحي، البسبوس، النعار، وجميعها منخفضة الثمن نسبياً باستثناء الحسون، والثاني يرتبط بنتيجة تكاثر العصافير المهاجرة خلال فصلي الربيع والصيف، وأبرزها طائرا "الحسون" و"الخُدّر".

الحدود..PNG
 

الحدود.PNG
 

التقاط.PNG