بالصور: الفنانة الغزّية شيماء تُجمل القطاع بلوحاتها المرسومة بأشعة الشمس وبأوراق الشجر...!!؟

شيماء 11.png
شيماء 11.png

بالصور: الفنانة الغزّية شيماء تُجمل القطاع بلوحاتها المرسومة بأشعة الشمس وبأوراق الشجر...!!؟

غزة/ خاص المشرق نيوز/ احمد السمالك

يقول الروائي المغربي محمد شكري في روايته "الشطّار" الصادرة عن دار السّاقي اللبنانية للنشر سنة 2000: "هذه هي مهمة الفن؛ أن تجمل الحياة حتى في أقبح صورها". وهذا بالفعل ما تقوم به الفنانة شيماء دلول بلوحاتها لتجميل الحياة في قطاع غزة التي قبّحها الاحتلال الإسرائيلي بممارسته الوحشية وحصاره الظالم عليها منذ 12 عام، ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.

شيماء 10.jpg
 

منذ نعومة أظافرها، كانت شيماء (22 عام) تنظر للحياة بعينيْ فنان؛ وكان مقعدها وكراستها شاهدة على ذلك؛ لذا كانت تمثل مدرستها أحياناً في مسابقات الرسم المحلية.

شيماء 9.jpg
 

وما إن بلغت من رُشدها أوله، خُطبت. صحيح أنها تركت الفن مذ تزوجت قبل ست سنوات؛ إلا أنه "ظل يجري بدمي" كما وصفته شيماء لـ "المشرق نيوز" وهي تأخذ أدوات الرسم من طفليها لتضعهم على مكتبها الصغير التي ترسم عليه، في بيتها بحي الصبرة، وسط مدينة غزة.

شيماء 8.jpg
 

وقالت: "قبل 5 أشهر تقريباً، عدّت للرسم، فرسمت أولى لوحاتي وعرضتها على فنانين من غزة، وأخبروني أن من يرسم مثل هذه اللوحة لا بد أن يكون له عدة سنوات بمجال الرسم على الأقل".

شيماء 7.jpg
 

وببتشّجيع ودعم زوجها وأهلها، عادت الرسامة للفن ورسمت لوحاتها التي نشرتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت آلاف الإعجابات من المتابعين.

شيماء 6.jpg
 

ولأنها أحبّت ما تعمل؛ حولت موهبتها إلى مصدر دخل لتساعد زوجها في تحمل أعباء الحياة.

وأضافت: "هناك الكثير من الرسامين يتخصصون في مجال واحد بالرسم؛ كرسم الصور الشخصية (البورتريه)، أو الطبيعة؛ أرفض ذلك فأنا أرسم كل شيء". وهذا ما دفع متابعيها للتواصل معها من كل حدب وصوب، إذ تستقبل طلبات رسم من تركيا، والسويد، والأردن، وكندا، بالإضافة لقطاع غزة.

شيماء 5.jpg
 

وتابعت: "أبيع لوحاتي داخل غزة بمبلغ يتراوح من 60-80 شيكلا. أما زبائن الخارج فأبيعهم اللوحة بـ20 ديناراً أردنياً، وأحيانا أكثر، حسب اللوحة".

لطالما حلمت شيماء أن تدخل كلية الفنون؛ لكن الحظ لم يحالفها في الثانوية العامة قبل ثلاثة أعوام لأنها تركت الدراسة منذ أن تزوجت. لكنها رغم ذلك تُطور موهبتها باستمرار. وقالت: "أتابع فنانين من أوروبا ومن الوطن العربي، وحتى من قطاع غزة. لكنه لا يوجد إلا مصمم أزياء فنان أوروبي واحد (لم تذكره)، يقوم باستخدام أشعة الشمس، وورق الشجر (التفريغ)".

شيماء 4.jpg
 

وللمرة الأولى بغزة، يتم توظيف أشعة الشمس في الرسم على يد الفنانة. وما إن بدأت تنشر هذا النوع من اللوحات على "الإنستقرام" وغيره من مواقع التواصل؛ حتى وصل عدد متابعيها إلى 14 ألف.

وتابعت: "أقوم بتفريغ الصور من خلال قص الرسم بآلة حادة، ثم أعرض الصورة (الجزء المقصوص) في الهواء؛ فيصبح لون السماء في الصورة كأنه رسم باليد... أرسم أيضاً بالفحم، وبألوان الزيت، وبورق الشجر، وبالمسامير، وبتوابل الطعام، وبأشياء أخر".

شيماء 2.jpg

 

ولكن؛ هل تركت غزة شيماء تُجملها دون معيقات؟ تجيب الفنانة: "انقطاع الكهرباء دائماً يمنعني من الرسم؛ فدائما ما ألبي احتياجات عائلتي، وأنيّم طفليّ مبكراً حتى أتفرغ للرسم بالليل، فإذا بالكهرباء تنقطع... كما أن ارتفاع أسعار مستلزمات الرسم يعيقني أحياناً؛ فثمن أوراق الرسم بتراوح بين 10-70 شيكلا. وثمن ألوان الفايبر كاستل ألف شيكل تقريباً، وليست الأصلية".

شيماء 1.jpg
 

تحاول الفنانة أن تذلل هذه الصعوبات بقدر استطاعتها وتحقق حلمها وأن تصبح من القلة الذين يرسمون بأشعة الشمس لوحاتهم وبأوراق الشجر.

تزينت الشمس بغروبها، وبدأت العصافير بالعودة إلى أعشاشها. منظر ساحر وملهم بالطبع لشيماء؛ لذا أمسكت الفنانة فرشاتها، وغادرت المشرق نيوز.

شيماء 3.jpg
 

انتهى