الرئيسية| منوعات| التفاصيل

غزة تتخطى نسبة 95% في تلقيح الأطفال خلال 8أعوام

غزة تتخطى نسبة 95% في تلقيح الأطفال خلال 8أعوام
غزة تتخطى نسبة 95% في تلقيح الأطفال خلال 8أعوام

خلال ثمانية أعوام

 غزة تتخطى نسبة 95% في تلقيح الأطفال

غزة / هبة الإفرنجي / المشرق نيوز

أم جميل عجور سيدة في مقتبل العمر وجدناها في عيادة تطعيم الأطفال بغزة تنتظر بقلق خروج ابنتها من غرفة التطعيم  ومعها صغيرها ابن الأسبوع الواحد.

أظهرت لنا أم جميل اهتمامها الزائد بإعطاء حفيدها ابرته الأولى من خلال إلحاحها المتواصل على ابنتها بالإسراع لغرفة إعطاء اللقاحات أو ما يهو متعارف عليه بقطاع غزة "التطعيمات" ،فهي وحسب ما أوضحته لنا تلتزم بزيارة عيادات اللقاحات من أول طفل رزقت به ولن تتوقف عن فعل ذلك حتى مع أحفادها.

أم جميل قالت لنا "لازم أطفالنا يأخدوا اللقاحات لأنها تحميهم من الامراض والجراثيم، بنتي من أول طفل وهي مستمرة على تطعيم اطفالها وأنا اشاركها في معظم زياراتها للطبيب".

صراخ يعلو كل ام تدخل الغرفة ولكنه صراخ مسموح به فعلى الرغم من أهمية هذه اللقاحات إلى أنه بعض منها يحتاج لصراخ فبعضها تؤخذ عن طريق وخر الإبر وفي ذلك تقول أم جميل: "بكون حزينة لما يصرخ طفل من تطعيم عن طريق الإبرة لكن بالي بيكون مرتاح لأنو ما رح يصيبهم مرض بتقصير مني ".

الطب الوقائي

الدكتور مجدي ضهير مدير دائرة الطب الوقائي في قطاع غزة أوضح أن الدائرة تقدم خدماتها للمواطنين بثلاث أفرع متمثلة بفرع مراقبة الامراض المعدية ومكافحة انتشارها من خلال قسم الوبائيات، و الفرع الثاني وهو متعلق باللقاحات التي تُعطَى للمواطن وخاصة الأطفال بينما الجزء الثالث هو مخصص للمراقبة على الاغذية والأطعمة الموجودة التي يتناولها الانسان من منشأها إلى أن تصل له في ظروف صحية مناسبة.

ويشير الدكتور ضهير إلى أن جسم الإنسان قد زوده الله بجهاز مناعي كامل ومتكامل وظيفته حماية الجسم من الكائنات الحية الدقيقة التي قد تسبب له المرض من فيروسات، بكتيريا، طفيليات او عوامل اخرى مسببة للمرض، منوها "الجهاز المناعي من خلال تعرض الجسم للإصابة بهذه المكونات الدقيقة يقوم الجسم بتكوين اجسام مضادة تمنع الجسم من التعرض لهذا المرض".

حاول العلماء الاجتهاد بهذه الظاهرة واستخلاص مكون من المسبب للمرض وحقنه في جسم الانسان السليم وخاصة الطفل بحيث لا يُحدِث المرض وإنما تحفيز جهاز المناعة وتكوين الاجسام المضادة ضد هذا المرض التي باستطاعتها ان تحميه من العدوى لو تعرض لمسبب المرض الحقيقي، يُزيد الدكتور، "من هنا جاءت فكرة اللقاح الذي هو عبارة عن مسبب المرض بشكل أو بآخر سواء كان ميت أو موهن أو أجزاء منه أو سموم من هذا المسبب  وحقنها بجسم الطفل أو الإنسان بحيث جهاز المناعة لدى هذا الإنسان يقوم بالتعرف على هذا المسبب كعامل ممرض لفيروس معين أو بكتيريا معينة وبالتالي يكون الأجسام المضادة اللازمة للوقاية من هذا الفيروس ويمنع العدوى به مستقبلا".

98% معدل التلقيح

ويبين الدكتور ضهير أن برنامج التطعيمات هو من أنجح البرامج منذ قيام السلطة الفلسطينية حتى اليوم حيث يتراوح معدل تلقيح للأطفال بنسب تتجاوز 95 % حسب توصية منظمة الصحة العالمية، ويتابع"في الثمانية سنوات الأخيرة تجاوزنا هذه النسبة لتصل إلى ما يفوق 98% وبالتالي هناك تعاون من الأهالي معنا في إنجاح هذا البرنامج فهم يعون أهمية هذه اللقاحات ويلبون المواعيد". 

أحد عشر لقاحا

وحول اللقاحات التي تعطى للأطفال أكد الدكتور أن عددها هو أحد عشر لقاحا وهي تعتبر سموم لمسبب المرض وبالتالي تحفز جهاز المناعة لدى الإنسان، وهي موضحة عبر الرسم التالي

نسب ضئيلة جدا من يتخلفون عن اللقاح _حسب ما يخبرنا الدكتور_ هم إما من الفئات المريضة التي تستدعي تأجيل اللقاح لفترات طويلة من أمراض وراثية وخلقية خطيرة تؤثر على الصحة  وخاصة التي تتمثل في ضعف أجهزة المناعة لدي الاطفال ما يمنع امكانية اعطائهم اللقاحات، والفئة المهمشة التي ليست على درجة من الوعي والثقافة  وهم فئة محدودة جحدا لا يمكن الوصول إليهم نتيجة تواجدهم في أماكن غير مستقرة

ويشير الدكتور ضهير إلى أنه لم يحدث أن نفذت هذه التطعيمات (اللقاحات) بشكل يؤثر سلبا على مدار السني، منوها إلى توافر مراكز لإعطاء اللقاحات متوفرة في جميع مناطق غزة تقدر بحوالي أربعة وخمسين مركز تابع للرعاية الأولية في وزارة الصحة، وعشرين مركز تابع لوكالة الغوث.

أزمة الكهرباء والتلقيح

وعن تأثير أزمة الكهرباء على اللقاحات أوضح أن انقطاع الكهرباء مشكلة كبيرة ولكن برنامج الطب الوقائي حاول إيجاد حلول من خلال تجهيز حاضنات التطعيمات بأجهزة تبريد لها قدرة على حفظ التطعيمات حتى لو حدث انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، مضيفا "تم توفير خمس ثلاجات تعمل بالطاقة الشمسة موزعة على محافظات غزة الخمسة لحفظ الرصيد الشهري الاستراتيجي اللازم لكل محافظة حتى لو انقطع التيار الكهربائي لفترات طويلة".

ما بعد اللقاح

وشدد الدكتور على ضرورة توضيح أن اللقاحات تعطى لطفل سليم بهدف حمايته من المرض "لا نتعامل مع مريض نحن معنيين بالحفاظ على هذا الطفل سليم" وفيما يخص بمضاعفات ما بعد اللقاح بين أنها طبيعية جدا وضمن المسموح به عالميا وهي لفترة زمنية مؤقتة تختفي خلال 24 ساعة او 48 ساعة من اعطاء اللقاح.

ويبين أن اللقاحات تعطى لأمراض محددة لا يمكن الوقاية منها بطرق أخرى أفضل الطرق هي اللقاحات، مشيرا إلى أنه يمكن السيطرة على الأمراض ولكن لا يمكن القضاء عليه، "سيبقى اللقاح لفترات طويلة في المستقبل حتى يتم الحد من انتشار هذه الأمراض".