خلال مؤتمر الإعلاميات يتحدثن "3" .. الدعوة إلى سن قوانين تنصف الصحفيات

فلسطينيات الاعلاميات يسائلن.jpg
فلسطينيات الاعلاميات يسائلن.jpg

غزة-رام الله:

دعت صحفيات فلسطينيات إلى سن قوانين تلزم المؤسسات الإعلامية بتوظيف صحفيات يوائم نسبة وجودها في الوسط الصحفي 30% وألا يقلّ نسبة تمثيلها عن 35% في أطر نقابة الصحافيين، وإعادة ترتيب النقابة لتتمكن من القيام بدورها في الدفاع عن الصحافيات/يين وحمايتهم، واعتماد خطط وآليات عمل تسهم في انخراط أوسع للإعلاميات في عضوية النقابة وهيئاتها.

جاء ذلك خلال مؤتمر "الإعلاميات يتحدثن" الثالث، الذي تنفذه مؤسسة فلسطينيات بالتعاون مع هينرش بلل الألمانية، والهادف إلى تسليط الضوء على واقع الصحفيات في الضفة الغربية وقطاع غزة، والحديث عن أبرز المعوقات التي تواجهها الصحافيات وسبل التغلب عليها.

وأوصت بمنع الازدواج الوظيفي والعمل على إنشاء مشاريع إعلامية للصحفيات، ومواصلة التثقيف القانوني ودورات السلامة المهنية، وتمكينهن من أدوات العمل الصحفي الحديثة من أجل مواكبة التطور السريع الذي تشهده وسائل الإعلام، وبما يسهم في تميّزهن.

وطالبت الصحفيات بتبني فكرة إنشاء صندوق تشغيل لدعم الصحفيات وتصحيح المفهوم حول التدريب ومتابعة المؤسسات التي تنفذ تدريب للخريجات/يين، والعمل بشكل جاد لزيادة المواد العلمية التدريبية خلال فترة الدراسة الجامعية منذ السنة الأولى.

وحثّت الصحفيات على استثمار منصات التواصل الاجتماعي لإثارة أي انتهاك يتعرض له أي صحفي أو صحفية وذلك مطالبة وسائل الإعلام بتعزيز ثقافة الحوار السلمي وفقًا للمواثيق الدولية والتشريعات الوطنية، والإسراع بسنّ قانون حق الحصول على المعلومات، وإعــادة النظــر في التشريعــات الســارية التــي لهــا علاقــة بحريــة الــرأي والتعبــير.

في كلمة الافتتاح تحدثت السيدة كفاح حرب رئيس مجلس إدارة "فلسطينيات" عن أهمية المحاور التي تم طرحها من أجل المعالجة، خاصة في ظل ما باتت تعانيه الصحافيات في الضفة الغربية وقطاع غزة، على أمل أن يكون ذلك بداية معالجة ما يتم طرحه من أجل تمكين الإعلاميات للقيام بدورهن الحقيقي، والمشاركة في صناعة المشهد الإعلامي.

واستهلت السيدة حرب كلمتها بالرحمة على روح الشهيد ياسر عرفات، ثم رحبت بالحضور ودعت كافة الجهات إلى أخذ دورها الفعال إزاء منح الصحفيات مكانتهن التي تؤهلهن للقيام بدورهن انطلاقًا من قدرتهن على تقديم ما هو أفضل، أسوة بزملائهن الرجال.

من جانبها عبّرت السيدة بيتينا ماركس مديرة مؤسسة "هينرش بل" في فلسطين والأردن، أن الصحفيات بإمكانهن العمل بشكل أفضل وطرح التساؤلات بعمق، ومعالجة المواضيع بطريقة ونظرة تحليلية مختلفة، لذلك هن يستحقن الأفضل دومًا، مضيفة أننا بحاجة إلى صحفيات يعملن في السياسة كما الاقتصاد وغيرها من المجالات إيمانًا بقدرتهن على ذلك.

وأضافت ماركس بوجوب مواصلة النضال؛ من أجل المطالبة بالمزيد من الحقوق المتعلقة بالمشاركة وبحرية الرأي والتعبير، "ففي ظل ما يعانيه الشعب الفلسطيني بات الحديث عن حرية الرأي والتعبير مستثنى في أوربا، لذا علينا أن نواصل النضال"، وأعربت ماركس عن أسفها لعدم تمكّن الصحفيات من المشاركة بالمؤتمر في مكان واحد بسبب الحصار الذي يعانيه قطاع غزة، والاكتفاء بالتواصل بالفيديو كونفرنس.

بدورها قالت الإعلامية وفاء عبد الرحمن مديرة مؤسسة فلسطينيات، إن مؤتمر الإعلاميات يسائلن سيتحول إلى تقليد سنوي، وأن فلسطينيات ستعمل لاحقًا على عقد جلسة للصحفيات لمناقشة التوصيات والخروج بما يمكن تطبيقه لقياسه وتقويمه في المؤتمر القادم.

وأضافت إن الحاجة لمثل هذا المؤتمر جاء ونحن نشهد تراجعًا واضحًا في حرية الرأي والتعبير، فتقارير المؤسسات الحقوقية ترصد الانتهاكات التي تتعرض لها الصحافيات/يين، إذ سجل العام الحالي أكبر انتهاك بقتله للزميلين الصحفيين ياسر مرتجى، وأحمد أبو حسين، ولكنها لا ترصد الرقابة الذاتية التي يتسبب فيها خوف الصحفي على عمله.

وشددت على أن عقد المؤتمر للصحافيات ليس دعوة للفصل بين الجنسين، وإنما هو مؤتمر يتم عقده بمعدل كل ثلاث سنوات بشكل دوري، حيث أنه من حق الصحفيات خلاله الحديث عما يواجهن، من أجل استشراف المستقبل ووضع حلول مقترحة، مؤكدة أن فلسطينيات حرصت على أن تكون الأوراق موزعة بين الضفة الغربية وقطاع غزة بالتساوي؛ لأن الواقع بات يفرض نفسه بأن الظروف مختلفة وما دمنا نريد المعالجةفإنه يتوجب علينا الاعتراف بهذا الأمر.

وحملت جلسة المؤتمر الأولى عنوان "واقع الإعلاميات وسبل التغلب على التحديات"، وأدارتها الصحفية دعاء شاهين من غزة ولبنى الأشقر من الضفة، بينما حملت الجلسة الثانية عنوان ""مساهمة الإعلاميات في صناعة المشهد الإعلامي"، وأدارتها الصحفية مها أبو الكاس من غزة ونسرين عواد من الضفة.

خلال الجلسة الأولى قالت الصحفية إسلام الأسطل في ورقة عمل بعنوان "واقع التوظيف والعمل بالقطعة في قطاع غزة"، إن غالبية الصحافيات يعانين من ظاهرة تفشي البطالة، أما أنصار اطميزة من رام الله فقالت تحت ذات العنوان إنه رغم إقبال الفتيات على دراسة الصحافة إلا أن المؤسسات الإعلامية لا تمنحن فرصة التطور.

بدورها قالت الصحفية رولا عليان من غزة في ورقة بعنوان "فرص تدريب الخريجات من كليات الصحافة واحتياجات السوق في الضفة والقطاع"، أن واقع التدريب الإعلامي في قطاع غزة يخضع لفوضى متشعبة، والمناخ المتاح لعملية التدريب غير صحي، بدورها قالت الصحفية ضحى ادكيدك من رام الله في ذات العنوان "إن أبرز ما تتعرض له الخريجات هو استغلالهن خلال فترة التدريب، ووعودهن بالعمل بعد انتهائهن فترة التدريب".

في الجلسة الثانية قدمت الصحفية نسمة الحلبي ورقة عمل من غزة تحت عنوان "تأثير الانقسام على الإعلاميات ودورهن في التصدي للانتهاكات"، أكدت فيها إن الانقسام ساهم في نمو منظومة من القيم الاجتماعية والثقافية التي تكرس دور المرأة التقليدي، مما أدى إلى تحجيم الهامش المتاح للناشطات الفلسطينيات والمدافعات عن حقوق الإنسان والإعلاميات، وفي ذات العنوان قالت الصحفية جيهان عوض من رام الله أن السلطات تحاول تشويه أي صوت يخرج انتصارًا للمجتمع بما يخالف السلطة القائمة واعتبار الصحفي محسوبًا على الآخر، وهذا المطلوب من الصحفي إثباته براءته يوميًا لكلا السلطتين، وتنامي الرقابة الذاتية".

من جانبها تحدثت الصحفية صفاء الهبيل في ورقة عمل بعنوان " دور الإعلاميات في تغطية مسيرات العودة بقطاع غزة"، أن تجربة تغطية مسيرات العودة تختلف من إعلامية لأخرى، إلا أن الإجماع بأنها الأخطر والأصعب ، فلكل منهن قصة وموقف ساعد في تنمية القدرات المهنية والصحفية في التغطية الميدانية، بدورها قالت الصحفية رافا مسمار من رام الله في ورقة عمل بعنوان "صورة المرأة التي تقدمها الإعلامية الفلسطينية": "إن الصورة الأبرز هي الموسمية في عرض قصص مختلفة عن المرأة، إذ استطعنا أن نقول بأنها مختلفة لكن النمطية تشكل تغييبًا لصورتها كامرأة متعلمة قادرة على اتخاذ قرارات مصيرية، بشهادة واقع العديد من النساء المتميزات، اللامعات، في الميادين الوطنية، والمجتمعية، والثقافية، والاقتصادية، والسياسية، فلابد من الجرأة في طرح القضايا الجدلية من أجل وضعها أمام المشرعين عبر إثارة الرأي العام.