شاهد الصور : خليل الجديلي ... شاب من غزة أول غواص عربي مبتور القدمين

الغواص 7.jpg
الغواص 7.jpg

شاهد: خليل الجديلي شاب من غزة أول غواص عربي مبتور القدمين

غزة/ خاص المشرق نيوز- احمد السماك

ربما تصيبك الصدمة عندما ترى أحداً يخلع قدميه كبنطاله، لكن هذا ما يفعله الغوّاص خليل الجديلي دائماً قبل ممارسة الغوص.

بدأت قصته مع هوايته عام 2010، إذ ذهب لرحلة علاج إلى دولة الإمارات العربية لتركيب أطراف اصطناعية بدلاً من تلكما اللْتيْن خطفتهما قذيفة إسرائيلية أطلقها الاحتلال على منزلهم في مخيم البريج، وسط قطاع غزة، في 16 يناير عام 2009، خلال الحرب الإسرائيلية الأولى على غزة، التي امتدت لـ 28 يوماً، مخلفةً 1455 شهيداً، وآلاف الجرحى.

الغواص 6.jpg
 

نُقل وشقيقه مهند (7 أعوام)، الذي استشهد بجانبه، وشقيق آخر له فقد عينه، في ذات الإسعاف لمستشفى شهداء الأقصى، وسط القطاع. وهناك بُترت قدماه، ثم حُوّل إلى مصر لتلقي العلاج.

يقول الجديلي لـ "المشرق نيوز": "خرجت بعدها إلى جمهورية سلوفينيا عام 2009، في أوروبا، عن طريق إحدى الجمعيات المحلية بدعم من السلطة الفلسطينية، ركبت أطراف، تأقلمت عليهم. وبعد عدة أشهر، سافرت إلى الإمارات للعلاج وتركيب أطراف جديدة، ومكثت هناك شهرين".

الغواص 3.jpg
 

في معظم الأحيان، يخضع مبتورو الأطراف إلى جلسات علاج نفسي بجانب العلاج الطبيعي والطبي.

ويضيف: "عرضوا عليْ (في الإمارات) أن أتعلم الغوص لتتحسن حالتي النفسية. أخبرني المدرب أن هواية الغوص جميلة؛ فتفاعلت بسرعة مع الهواية وأحببتها. وعلمني المدرب بعض الإشارات الخاصة بالغوص تحت الماء. ثم سافرت إلى عُمان، مع فريق غطس إماراتي، وغطسنا في ميناء قابوس، وفي بحر الخليج، وفي برك صناعية".

الغواص 1.jpg
 

وأثناء تواجده في الإمارات العربية المتحدة، أُنتج له فيلم وثائقي قصير عن قصة حياته، لتكون مثالاً للإرادة والنجاح رغم الإعاقة كونه أول غوّاص عربي مبتور القدمين. عاد الجديلي إلى غزة بأطراف صناعية جديدة، لكنه سرعان ما بدأ يتألم منهم، وبدأت التقرحات تغزوا قدميه.

في عام 2011، التحق بالجامعة الإسلامية، ودرس إدارة الأعمال. يقول الجديلي: "في أول سنة في الجامعة أصبحت الأطراف تؤلمني، ذهبت إلى مصر 2011، وركبت أطرافاً هناك على نفقة إحدى المؤسسات المصرية. لكنه عاد يؤلمني بعد ستة أشهر. ثم عدت إلى سلوفينيا في 2012، وركبت أطرافاً جديد، وبقيت عليه حتى الآن، لكنه يؤلمني بشدة، وبدأ يسبب لي تقرحات".

الغاواص 2.jpg
 

وعن الصعوبات، يقول الجديلي: "في الإمارات استفدت مادياً ومعنوياً. هنا (في غزة) استفدت معنوياً ولكن مادياً لا؛ لأن النوادي قليلة، وبدك تمويل، أو حد يساندك، أو على الأقل حد يوفرلك مواصلات، وأنا ما بقدر على التكاليف، عندي عائلة ومسؤوليات".

ورغم معاناته، إلا أنه تخرّج من جامعته بتقدير عالٍ عام 2016. كما أنه شارك خلال دراسته بالعديد من المسابقات الرياضية المحلية. ناهيك عن أنه تعلم رماية الرمح وخاض بطولةً محليةً عام 2014، وحصل على الجائزة البرونزية.

الغواص 4.jpg
 

تزوج الجديلي بالتزامن مع تخرجه. والآن لديه طفلان. ويحاول دائماً أن يخفي ألمه بسبب التقرحات في قدمه، لأنه بحاجة لأطراف جديدة، أمام عائلته وأصدقائه.

وفي الحادي عشر من الشهر الجاري، كان من المفترض أن يسافر إلى مدينة بيت لحم؛ لتركيب أطراف جديدة، لكن الاحتلال رفض أن يصدر له تصريح، بذريعة "مرفوض أمنياً".

الغواص 5.jpg
 

ويعاني قطاع غزة من أزمة اقتصادية خانقة منذ 11 عام، بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال على القطاع وسكانه، إذ يحرم معظمهم من تصاريح العلاج، ويمنع دخول الكثير من المواد، كبدلة الغوص وثمنها ثلاثة آلاف دولار، بحجة الاستخدام المزدوج؛ الأمر الذي يفاقم المعاناة الإنسانية بالغزيين المنهكين أصلاً.

انتهى