لا تخسروا سلام فياض بقلم / توفيق أبو شومر

لا تخسروا سلام فياض     بقلم / توفيق أبو شومر
لا تخسروا سلام فياض بقلم / توفيق أبو شومر
لا تخسروا سلام فياض     بقلم / توفيق أبو شومر
إليكم ترجمة مقال لمستشار ومدير مكتب رئيس الوزراء الأسبق أريل شارون دوف فايسغلاس(1) ، وهو بالمناسبة يملك وثائق وملفات خطيرة ومهمة تستحق الترجمة والقراءة نشرته يديعوت أحرونوت يوم 18/4/2013 قال فيه:
                                         تلقيت في نهاية عام 2002 اتصالا هاتفيا من مستشار الأمن القومي الأمريكي السيدة كوندليزا رايس في إدارة الرئيس بوش قالت لي:
" عُين أحدُ الرجال الذين نعرفهم في واشنطن كمدير سابق لصندوق النقد الدولي في وزارة المالية في السلطة الفلسطينية، اسمه سلام فياض، وهو رجل موهوب، يجب أن نساعده بتحويل مستحقات الضرائب، وأن تتحدثوا معه "
 كنتُ أعرف مقصدها، فقد كانت نقود الضرائب الفلسطينية تحول كل عام إلى أن توقف التحويل عام 2000 بسبب العمليات الإرهابية، فقمتُ بتأجيل طلبها هذا حتى أجريتُ مع سلام فياض مقابلة  في السفارة الأمريكية  فوجدتُ سلام فياض رجلا لطيفا  يملك المعرفة والكفاءة ، ومما قاله لي:
 أنا وزير مالية بلا مال، فميزانيتنا تعتمد على 70% من نقود المستحقات الضريبية، وبدونها فنحن لا نستطيع العمل ، وأشار إلى محاربة الفساد والاحتكارات ونبذ الإرهاب، وإعادة الهدوء والسلام والاستقرار ، قال:
إذا لم ينعم الفلسطينيون بالسلام، فإن الإسرائيليون لن ينعموا به أيضا"
عدتُ لشارون  وأبلغته رسالة كوندليزا رايس وقلت له:
قابلت رجلا يستحق الإعجاب، سنمنحه فرصة، فإذا وجدنا المال ينتقل إلى غير وجهته فسوف نمنعه، فأومأ شارون موافقا!
وبعد ذلك أصبح فياض رئيس الحكومة ووزير المالية، فقد صنع ثورة في نمط الحياة الفلسطينية، وفي علاقة إسرائيل بالسلطة الفلسطينية، فنُظِّمت قوات الشرطة، واستبدل جيلُ الانتفاضة بالعاملين الأكفاء، وزالت البنادق من الشوارع، واختفت عصابات الابتزاز، وقلت الجرائم، وتوقفت العمليات الإرهابية  في يهودا والسامرة، وزالت العائلات التي كانت تحتكر التجارة، لأجل ذلك دفع فياض حياته ثمنا لهذه الإنجازات!
كان فياض ناجحا يقف مع الحق، وأعيدت العلاقات التجارية مع إسرائيل ، وعادت الاستثمارات الأجنبية إلى مناطق السلطة، وكذلك السياحة والبناء والتطوير، وتحسن قطاع النقل والمواصلات.
حظي فياض بثقة المجتمع الدولي، لذلك دفعت الدول المانحة ملايين الدولارات لموازنة السلطة.
                  فياض شجاع وإداري ناجح لكنه ليس سياسيا، وأشك أنه كان بإمكانه أن يفعل ما فعل بلا دعم من عباس ، فعباس هو الآخر يعارض بقوة الإرهاب والعنف كوسيلة لمقاومة إسرائيل، وقال عباس في مؤتمر العقبة عام 2006:
" ليس هناك حل عسكري"
ظل الاثنان مخلصَيْن لمبادئهما، فياض كمُنفِّذ للسياسات، وعباس كداعم له.
 إن استقالة فياض خبر سيء للفلسطينيين، وخبر سيء لإسرائيل أيضا ، لأن السلطة بدون فياض اليوم، وبدون عباس غدا ستكون شيئا آخر!
وعلى الحكومة الإسرائيلية الجديدة أن تتعامل معهما وفق ذلك،
أما مقولة السياسيين في إسرائيل[ لا يوجد شريك]  سوف تتحول إلى نبوءة حقيقة إذا لم تتداركها الحكومة الإسرائيلية الجديدة!!
(1)   دوف فايسغلاس كان أقرب المستشارين لشارون قال عام 2004 بعد انسحاب إسرائيل من مستوطنات غزة: سنفرض الحمية على الفلسطينيين، وسنطعمهم بالملعقة، ولكن لن ندعهم يموتون"